وقال "خالد" فى الحلقة السابعة والعشرين من برنامجه الرمضانى "طريق للحياة"، إن هؤلاء يصورون الإسلام على أنه ضد الحياة، أو أنه يرفض تطوراتها، ولايساير متغيراتها، مشددًا على أنه لابد من عقلية فارقة تفرّق بين عصر النبى، وحياته صلى الله عليه وسلم.
وأضاف: "من يرد أن يعيش عصر النبى الآن، فإنه يوقف إرادة الله فى التغيير "كل يوم هو فى شأن"، يوقف التطور "يقلب الليل والنهار"، أما حياة النبى فهى منهج لجميع الناس، يقول: "خيركم خيركم لأهله"، "أفضل الناس إيمانًا أحسنهم أخلاقًا"، " إن الله جميل يحب الجمال".
وأوضح الداعية الإسلامى، أن المقصود بالبدعة فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار"، هو كل ما خالَف أُصول الشريعة، أو أمر قطعى فى الدين، مثل أن تصلى العشاء خمسًا من باب الزيادة للثواب مثلاً؛ فهذا مخالف لأصول الشريعة أو أن تصلى صلاة الجمعة يوم الثلاثاء فهذا مخالف لأمر قطعى فى الدين، وهكذا يصغر مفهوم البدعة جدًا فلا تصادم الحياة.
وذكر نماذج من مواقف النبى، ومنها أنه ترك الخطبة بجوار جذع شجرة وخطب على المنبر، ولم يفهم الصحابة أن الخطابة على المنبر بدعة ولا حرام، فقاموا بصنع منبر له صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن استحسانه لرجل لما قال: "سمع الله لمن حمده"، قال وراءه: "ربنا ولك الحمـد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه"، فلما انصرف قال: "من المتكلم". قال: "أنا"، قال "رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها، أيهم يكتبها أولاً".
وأشار إلى أن جعل ثوابًا لمن يقدم شيئًا جديدًا غير مسبوق للخير والإصلاح، فقال: مَن سنّ سُنّة حسَنة كان له أَجرُها وأَجرُ مَن عَمِلَ بها، وقال فـى ضدّه: مَن سَنَّ سُنّة سيئة كان علـيه وِزْرها ووِزْر مَن عَمِلَ بها.
ولفت إلى أنه من هذا النوع قول عمر: "نعمتِ البِدْعةُ هذه"، حيث جمع الناس على صلاة التراويح وسَماها بدعة ومدَحَها؛ مع أن النبي، لـم يَسُنَّها لهم، كما زاد عثمان بن عفان أذانًا ثانيًا يوم الجمعة، وجمع القرآن على الترتيب الذى عليه المسلمون حتى اليوم، ونقط يحيى بن يعمر المصاحف، ووضع أبى الأسود الدؤلى قواعد النحو بعد استشارة على بن أبى طالب.
وأوضح أن الصحابة والتابعين كانوا أصحاب عقليات فارقة بين البدعة المذمومة وبين الإبداع للخير والإصلاح فأبدعوا علوم كثيرة لم تكن على عهد النبى.
وتابع: "يجب أن نتأسى بهم وأن نكون أوسع عقلاً وأرحب صدرًا مثلهم، وأن ننظر إلى مفهوم البدعة من منظورهم، بأنها لا تعنى بالضرورة مخالفة الشريعة، أو ثوابت الإسلام، فهناك الكثير من الأمور الحسنة التى يجب أن نتغافل عنها، ونعمل من خلالها على أن نفيد ديننا ودنيانا".
موضوعات متعلقة
- بالفيديو..عمرو خالد: غيرّ نمط حياتك بأسماء الله الحسنى فى 21 يومًا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة