قراءة للمشهد الأدبى فى مصر فى العدد الثانى من سلسلة " شرفات "

الثلاثاء، 19 يوليو 2016 03:59 م
قراءة للمشهد الأدبى فى مصر فى العدد الثانى من سلسلة " شرفات " مكتبة الاسكندرية
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية العدد الثاني من سلسلة "شرفات" المتخصصة في الدراسات الإنسانية، والتي تضم دراسة بعنوان "تقرير حالة الأدب في مصر 2014-2015"، من تأليف الدكتور محمود الضبع.

ويأتي هذا التقرير ليقف على الأطر الكبرى والأنساق العامة التي تحدد ملامح الحالة الأدبية في مصر في العامين السابقين، وذلك في الشعر، والسرد الروائي، والكتابة للطفل، والأشكال السردية الجديدة التي فرضت وجودها؛ ومنها القصة القصيرة جدًّا، مع التأصيل للظواهر الأدبية بالعودة إلى نهاية الألفية الثانية ومطلع الثالثة.

ويمثل التقرير إطلالة على المشهد الأدبي المصري إجمالاً، ويشير إلى أن الكثير من العناصر التي تمت معالجتها باقتضاب، تقتضى بحث تفصيلاتها وأبعادها، وهو ما يمكن أن توفيه دراسات متخصصة، أو تقارير فرعية يمكنها أن تستوعب ذلك.

وأوضح المؤلف أن العالم مر بتحولات جذرية في كثير من مناحي الحياة، وفي إعادة صياغة عديد من المفاهيم التي كانت بالكاد قد استقرت منذ مطلع تسعينيات الألفية الثانية وحتى عام 2??5؛ حيث كانت الثمانينيات بداية التحول نحو التكنولوجيا والمعرفية والمعلوماتية التي تطورت فيما بعد، فغدت مكونًا أساسيًّا من مكونات الثقافة مع مطلع التسعينيات وبلغت قيمتها مع نهاية الألفية الثانية وبداية الثالثة؛ بحيث لم يعد في الإمكان الفصل بين ظاهرة ما - علمية كانت أم أدبية- وأبعادها المعلوماتية.

وأكد أن الثقافة العربية هي من جانب تمثل جزءًا من الثقافة العالمية، تتأثر بما يدور في العالم وما يواجهه من تحديات، وهي من جانب آخر تمثل أمة يتنامى بين أفرادها الوعي بخصوصية الأدب العربي ونقده، وأهمية الانطلاق من التجربة العربية وإليها، دون الانغماس في الوارد الغربي ومعطياته التي أدت بالأدب العربي لانحرافات لم تكن آثارها إيجابية في حقه، غير أن نهاية الألفية الثانية والعقد الأول من الألفية الثالثة شهدت محاولات للانعتاق على كلا المستويين الأدبي والنقدي، وبخاصة مع ما تشهده الشعوب العربية من ثورات وحركات تحررية وإسقاط لحكومات تجذرت عبر سنوات طوال، وتنصيب لحكومات تجريبية لا يستمر بها الحال طويلاً.

وأشار إلى أن حركة الأدب ليست خطية في مسار واحد، حيث بدأت مع الكلاسيكية ووصلت إلى التطور الحادث على نحو تقدمي، وإنما هي حركة دائرية، قد تعود للوراء، وقد تعود إلى مرحلة وسيطة من التاريخ الأدبي وربما تجمع بينهما. ومن المحتمل كذلك أن تكون هذه الحركة لا خطية ولا دائرية، وإنما يحكمها قانون عدم الانتظام في انتقالها بين الأشكال، وهو الأمر الذي سيثري كثيرًا الأدب وأنواعه.
وأوضح الإصدار الجديد من "شرفات" أن أهم ما يميز الأدب المصري منذ بداية الألفية الثالثة حتى الآن هو التجريب المستمر في بنية الأنواع الأدبية شكلاً وموضوعًا، ذلك التجريب الذي شهد انفتاحًا وصل به في بعض الأحيان إلى تجاوز الحدود والخروج بها إلى مناطق يحتمل عدم انتمائها إلى الأدب في الأساس. وربما يحدث ذلك لعدم وضوح معيار حاكم حاسم بشأن مفهوم الأدبي وغير الأدبي في الثقافة العربية.

وأضاف أن تدخل الميديا والوسائط المتعددة والإنترنت وكافة الوسائط التكنولوجية في صياغة مفاهيم الثقافة والعلم والمعرفة، وفي الإبداع الأدبي عمومًا، أحدث خلخلة في منظومات المجتمعات بمؤسساته الاقتصادية والتعليمية والأخلاقية والإنتاجية، وأدى إلى تطورات بعيدة المدى على المستويات السياسية والدينية والفكرية، وهو ما سمح لكثير من شباب الأمة العربية في أن يظهر بأفكاره ويساهم في الفضاء الثقافي، ويبدع في مجالات العلوم والفنون.

جدير بالذكر أن سلسلة "شرفات" تهدف إلى نشر الأبحاث ذات الأبعاد التحليلية والنقدية؛ لأهميتها في إعادة بناء المجتمعات العربية، وكذلك تشكيل الوعي العربي من خلال مناقشة الظواهر المعاصرة وقضايا الفكر والفلسفة والعلوم، وتقوم السلسلة على استكتاب باحثين أو ترجمة دراسات نوعية مختارة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة