فى كتاب الأخلاق بعصر الحداثة لـ" زيجمونت باومان": الطيبة استخرجت شهادة وفاة

الأحد، 17 يوليو 2016 04:00 ص
فى كتاب الأخلاق بعصر الحداثة لـ" زيجمونت باومان": الطيبة استخرجت شهادة وفاة غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ليس أكثر من محاولة للإمساك بعالم يسير، عالم يواصل، وعلى نحو استفزازى، التغير بشكل أسرع مما نستطيع أن نتكيف معه، وبدلا من اقتراح حلول لمتاهاتنا، أتساءل عن الكيفية التى يحتمل أن تتشكل بها تلك المتاهات، أين تكمن جذورها، وأى أسئلة نحتاج إلى طرحها إن كنا سنكتشفها"، هذا ما قاله الفيلسوف البولندى الأصل زيجمونت باومان فى كتابه "الأخلاق فى عصر الحداثة السائلة" حيث يقدم قراءة جديدة للقيم فى ظل الحياة الاستهلاكية التى صارت نمطًا للعصر الذى نعيشه وسمة واضحة له.

ويرى "باومان" أن هذا الكتاب تقرير من أرض المعركة- الأرض التى نناضل عليها من أجل العثور على الطرق الجديدة والمناسبة من التفكير فى، وحول، ومن أجل العالم الذى نعيش فيه ومن أجل حيواتنا فى ذلك العالم".

والكتاب صادر عن مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة كتاب وترجمه للعربية الدكتور سعد البازعى وبثينة الإبراهيم، ويحاول فيه المؤلف على امتداد فصول الكتاب الستة أن يشرح كيف أنه أصبح لزاما علينا أن نستنزف أنفسنا وطاقاتنا لنشعر بالرضا، مدركين أو غير مدركين أن هذا الرضا نفسه لن يعيش سوى لحظة، وأن الطريق بين المتجر وسلة المهملات لابد أن يكون قصيرًا، فتنبع حاجات أخرى تتطلب الإشباع الذى لن يدوم طويلًا، إنها نوع من الحلقة المفرغة التى لا يعرف لها بداية أو نهاية، نوع من"المنطق الدائرى"! وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الحاجات اليومية المعيشية، بل على الأمور السياسية والثقافية والاجتماعية أيضًا،

وفى مراقبته للواقع يرى الفيلسوف الذى خرج من بولندا فى السبعينيات منفيا وذهب إلى أمريكا، أنه فى كل مكان تفقد الروابط الإنسانية، سواء أكانت موروثة أم مربوطة بمسار التفاعلات الحالية، حمايتها المؤسسية السابقة، الضمانات التى ينظر إليها على نحو متزايد بوصفها قيودا مزعجة وغير محتملة على حرية الفرد فى الاختيار وتأكيد الذات، بتحررها من الإطار المؤسسى (الذى يخضع للرقابة ويستاء منه بوصفه قفصا أو سجنا) أصبحت الروابط الإنسانية ضئيلة وهشة سهل كسرها وقصير عمرها فى الأغلب".

والخلاصة التى يتوصل إليها الكتاب أنه مثل كل شىء آخر تم تثبيته فى ذلك الفضاء، "صارت نماذج الحياة الطيبة لعبة وضحية للجوالين المسلحين والصيادين وواضعى الأفخاخ، وصارت بعض غنائم رفع الضوابط والخصخصة والفردية الناتجة عن غزو القطاع الخاص للعام وربطه به، انقسمت الرؤية الاجتماعية الكبرى إلى حشد من الحقائب الفردية والشخصية، المتشابهة بشكل مدهش ولكن البعيدة كل البعد عن أن يكمل بعضها بعضا، كل واحدة صنعت لتناسب سعادة المستهلكين، قصد بها، ككل المباهج الاستهلاكية، أن تكون للمتع الفردية المنعزلة حتى حين يتلذذ بها الفرد مع غيره"، لذا نجد أنفسنا فى نهاية الكتاب نتساءل مع "باومان" : "أى فرصة للأخلاق فى عالم استهلاكى معولم"؟

وزيجمونت باومان مفكر وعالم اجتماع بولندى ولد عام 1925، ويعمل فى جامعة ليدز فى بريطانيا منذ عام 1971، وقد احتفت به الجامعة وأنشأت معهد أبحاث باسمه، وهناك واصل نشاطه البحثى والتأليفى إلى جانب عمله فى التدريس.



موضوعات متعلقة..


المركز الثقافى العربى يصدر رواية "اللّيالى البيضاء" لـ"دوستويفسكى"







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة