وبينما قد يظن البعض أن مثل هذه الاتهامات هى مجرد كيد سياسى، لكن بالرجوع إلى أرشيف الصحافة الأمريكية نجد أن صحيفة واشنطن تايمز كشفت قبل 3 أشهر، عن قيام وسائل الإعلام الموالية للرئيس التركى بترويج شائعات بالانقلاب ضده، لتوسيع سلطاته وخنق المعارضة السياسية.
تقرير صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، المنشور فى أبريل الماضى، حمل آراء عدد من الخبراء والسياسيين الأتراك، الذين أكدوا أن حزب العدالة والتنمية الحاكم استطاع الاستفادة من الشائعات الخاصة بمحاولات الجيش الإطاحة به من خلال إحكام سيطرتهم على البلاد.
وأشار أيكان إردمير، النائب البرلمانى التركى سابقا والزميل بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن وسائل الإعلام التركية الموالية لأردوعان خصصت مساحة كبيرة لتداول هذه الشائعات، لأنهم يعرفون أن مثل هذه الشائعات من شأنها أن تخفف من تراجع شرعية حزب أردوغان.
واستبعد العديد من الخبراء الأتراك، قيام الجيش بالإطاحة بأردوغان دون دعم قوى من الولايات المتحدة، مؤكدين أنه لا يوجد فى الجيش التركى حاليا من يمكنه على الإقدام بهذه الخطوة.
وتواجه شرعية أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم تراجعا خاصة بين الشباب، الذين يقولون إن أردوغان بالكاد نجا فى الانتخابات العام الماضى من خلال استخدام عناصر أمن لإسكات المعارضة سواء فى وسائل الإعلام أو الشارع وكذلك رجال الأعمال من معارضيه، فضلا عن حجبه الفيسبوك ويوتيوب وغيرها من وسائل الإعلام الاجتماعى.
وعلق مايكل روبين، المسئول السابق لدى البنتاحون ومحلل شئون الدفاع والأمن بمعهد أمريكان إنتربرايس، بأن أساليب أردوغان الاستبدادية من سجن المعارضين ومصادرة الصحف وبناء قصور مثل سلطان مجنون، بدا خارج السيطرة.
وتوقع روبين فى مقال قبل أشهر أن تدعم واشنطن أى تحرك من جانب الجيش التركى ضد أردوغان. وهو ما بدا فى تردد واشنطن حيث جاء رد الفعل الأول على إعلان بيان الجيش بتولى السلطة باردا إذ اكتفى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بالتمنى بالسلام والاستقرار لتركيا دون إدانة أى تدخل من الجيش.
غير أنه سرعان ما تغير الموقف الأمريكى مع ظهور أردوغان وإعلانه القبض على من يقفون وراء محاولة الإطاحة به، لتخرج واشنطن ببيان آخر يؤكد فيه تأييد واشنطن للرئيس المنتخب ويقول إن المحاولة تم تنفيذها بطريقة غير مهنية.
وبحسب روبين فإنه لو تحرك الجيش التركى ضد أردوغان، فإنه الولايات المتحدة ستدعمه لأنه الرئيس التركى لم يعد يحظى بالثقة التى تجعل واشنطن تحرك ساكنا لاستعادته للسلطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة