أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

هل العالم جاد فى مواجهة الإرهاب؟

السبت، 16 يوليو 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لن تتوقف العمليات ما دامت ترعاها واشنطن


كلما وقعت عملية إرهابية كبيرة فى عاصمة أوروبية، تداعت بيانات الشجب والإدانة من عواصم العالم المختلفة، تؤكد كلها ضرورة سحق الإرهاب والإرهابيين، وعدم منحهم فرصة للنيل من الحضارة الإنسانية، لكننى كلما تابعت تلك البيانات الجوفاء التى تواسى الدولة المنكوبة، وتنحاز إلى الضحايا، تساءلت عن مدى جدية العالم فى مواجهة الإرهاب والإرهابيين وتجفيف منابعه، خاصة أن عديدًا من الدول التى تسارع بإصدار بيانات الشجب والإدانة تخلق الجماعات الإرهابية، وترعاها بالمال والسلاح لأغراض السيطرة والاستعمار الجديد، كما أن من بينها عواصم عالمية وعربية تؤوى عتاة الإرهابيين المجرمين، وتحاول منحهم لقب المعارض السياسى لتستخدمهم فى التوقيت الذى تريد.

لندن على سبيل المثال، هى أكبر مركز للإرهاب فى العالم، ففيها المقر الرئيسى للتنظيم الدولى للإخوان، وهى جماعة إرهابية شديدة الخطورة، وفيها أصول وأموال أعتى القيادات الإخوانية، كما أنها تمنح المجرمين المطلوبين للعدالة فى بلادهم اللجوء السياسى بسهولة، فكيف لا يدرك الأوروبيون أن لندن خطر عليهم جميعًا، ويطالبونها بالابتعاد عن رعاية الإرهاب وتمويله.

ما ينطبق على لندن ينطبق على واشنطن، وإذا كانت بريطانيا العظمى وراء إنشاء جماعة الإخوان فى مصر، وجماعة ديوبوندى فى الهند، ليظهر لنا حسن البنا، والهضيبى، وأبوالحسن الندوى، وأبوالأعلى المودودى ليأصلوا للإرهاب المتأسلم فى القرن العشرين، فإن الإدارات الأمريكية المتتابعة كانت سببًا مباشرًا فى ظهور أخطر الجماعات والتنظيمات الدموية التى ترفع لواء الإسلام العنيف، بدءًا من القاعدة، مرورًا بداعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام ولواء الإسلام وفجر الإسلام فى ليبيا، وعشرات المنظمات العنقودية المتطرفة التى تتلقى ومازالت أموال دافع الضرائب الأمريكى، لتعمل على نشر مشروع الفوضى، وهدم الدول العربية المستقرة جنوب وشرق المتوسط.. كيف يكون العالم جادًا فى مواجهة الإرهاب، بينما عواصم مثل أنقرة والدوحة تعمل على استقطاب أقذر أنواع المتطرفين، وتشيد لهم معسكرات تدريب، وتسلحهم، ثم تطلقهم آلات قتل فى العواصم العربية المنكوبة بالفوضى، ومن هؤلاء الذئاب المنفردة التى عبرت إلى أوروبا على أنهم لاجئون، ونفذوا عديدًا من العمليات، بينما أغلبهم كامنون ينتظرون الأوامر بعمليات جديدة.

إذا كانت واشنطن ولندن جادتين حقًا فى العمل على تجنيب العالم مخاطر الإرهاب، فلتعلن العاصمتان تجميد أموال الإخوان والجماعات المتحالفة معها، وإعلانها جماعة إرهابية، وإذا كانتا جادتين حقًا فى الحرب على الإرهابيين، فلتتبنَ كل منهما مشروعًا من أربعة عناصر، كفيلة حال تحققها بتجفيف منابع الإرهاب، والقضاء عليه، وحماية العالم، وفى مقدمته أوروبا، من شروره.. أولًا: وقف التمويل فورًا لكل الجماعات المتطرفة، والمجموعات المتقاتلة فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، ووقف إمدادات السلاح إلى شراذم الإرهابيين فى سيناء، ثانيًا: إعادة الاعتبار للدول العربية المستقلة، وسيادتها على كامل ترابها الوطنى، ودعمها فى مواجهة الفصائل المسلحة، وطرد جميع المحاربين المرتزقة من أراضيها، ثالثًا: اعتماد مشروع لإعادة إعمار الدول العربية المتضررة من مشروع الفوضى الخلاقة بعد إنهاء العمليات العسكرية على أراضيها، على أن تشارك فيه الدول الأوربية، تمهيدًا لعودة اللاجئين إلى بلادهم. رابعًا: وقف عمليات توطين اللاجئين فى أوروبا، ومنحهم ملاذًا مؤقتًا، حتى تهدأ الأوضاع فى بلادهم، والعمل على تمويل مشروعات الحياة من جديد فى بلدانهم الأصلية، بما يضمن عدم اضطرارهم للفرار والرحيل مرة أخرى إلى أوروبا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة