عاملات النظافة بالوادى الجديد: حقوقنا ضايعة وأكتر حاجة بتضايقنا المعاكسات

"مش مشكلة حرارة الشمس، احنا اتعودنا عليها خلاص لأننا بنحب شغلنا وبنخلص فيه، رغم إن حقوقنا ضايعة من زمان ومش بنتساوى بالموظفين اللى قاعدين على مكاتبهم تحت التكييف، علشان احنا عمال نضافة، بس دا بردو مش بيضايقنا، الحاجة الوحيدة اللى مش قادرين نتحملها هى المعاكسات من اللى راكبين العربيات واحنا شغالين بنكنس فى الشوارع".. بهذه الكلمات البسيطة تعبر عاملات النظافة بالوادى الجديد عن معاناتهن اليومية فى رحلة العمل الشاقة، والتى يتفانين فى أدائها من أجل راتب شهرى ضئيل لا يكفى لمدة أسبوع.

ورصدت عدسة "اليوم السابع" يوم عمل لعدد من عاملات النظافة بمدينة الخارجة، واللاتى يقمن بكنس الشوارع الرئيسية، ومنها شارع جمال عبد الناصر أحد أكبر شوارع المدينة، حيث قامت العاملات بتنظيف الشارع حتى منتصف اليوم، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة الشديدة، دون أدنى شكوى منهن، وكانت العاملات تستظل تحت إحدى الأشجار هربا من لهيب الشمس، ويعملن بالتناوب فى أجواء من الألفة والتسامر وتجاذب أطراف الحديث، فى الوقت الذى اصطحبت فيه بعضهن أبناءهن الصغار، وهم يراقبون عمل أمهاتهم وسط مرور السيارات فى نهر الطريق.

وسردت عاملات النظافة قصة عملهن مع بداية اليوم، حيث تقول إحدى العاملات إن سيارة مجلس المدينة تنقلهن بعد توقيع الحضور إلى مواقع العمل، وبحوزتهن معدات النظافة من مكانس يدوية وجاروف وغيرها من الأدوات، لتبدأ عملها فى تنظيف الأتربة وتلميع البلدورات وإزالة كل المخلفات من الشوارع، حيث أكدت عاملات النظافة أنهن جميعا يعانين من ضياع حقوقهن مقارنة بما يقمن به من عمل، ولم يتم تثبيت أغلبهن حتى الآن أو صرف المكافآت التى تناسب هذا العمل الذى يرفض الكثير من المواطنين ممارسته، بجانب ما يتحملنه من ارتفاع فى درجات الحرارة.

وأبدت عاملات النظافة استياءهن من عدم تقدير ما يقمن به من عمل، بمنحهن راتبا يتناسب مع تلك المعاناة طوال اليوم فى الشوارع، وهو العامل النفسى السلبى الذى يجعلهن تحت ضغط شديد أثناء العمل الذى ارتضينه نظرا لظروفهن الصعبة، فكل واحدة منهن تعيش مأساة حياتية بسبب الفقر والاحتياج الذى جعلهن يبحثن عن فرصة عمل شريفة، حتى ولو كانت عاملة نظافة فى مثل هذه الظروف.

وأكدت العاملات أن أكثر الأشياء التى تسبب لهن الضيق هى المعاكسات التى يتعرضن لها من المراهقين وضعاف النفوس، الأمر الذى يثير غضبهن ويعتبرن أنفسهن رجالا بمعنى الكلمة، ويكون ردهن بالغ القسوة على تلك المعاكسات، حيث طالبت عاملات النظافة من محافظ الوادى الجديد ضرورة منع خروج العاملات إلى الشوارع، وتكليفهن بالعمل داخل المصالح الحكومية، وتكليف عمال النظافة الرجال بالقيام بهذا العمل فى الشوارع الرئيسية، وتعزيز فرص تعيين عمال نظافة جدد لتغطية الشوارع والأحياء السكنية لتخفيف العبء عليهن، حيث تضطر العاملات للعمل لفترات طويلة لتنظيف الشوارع وكنسها أكثر من مرة، بسبب المخلفات التى يتم إلقاؤها بصفة متكررة من المواطنين فى غير مواضعها.

موضوعات متعلقة..

- بالصور.. أهالى الوادى الجديد: محافظتنا مش نخلتين وجمل.. وأملنا فى الرئيس السيسي كبير ولدينا خير يكفى مصر كلها.. وشاروخان أبرز من صوروا إبداعاتهم على أرض المحافظة