شهدت قرية المعصرة التابعة لدائرة مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية واقعة تعذيب بطلها الأب، بعد أن اشتكت زوجته من شقاوة ابنه الطفل صاحب الـ7 سنوات أكثر من مرة، فلم يجد الأب وسيلة لتهذيب نجله غير أن يعذبه وربطه بالسلاسل، ولم يؤثر فى الأب توسلات نجله ودموعه المستمرة لإطلاق صراحه ليعيش مثل باقى أقرانه، إلا أن أسوة زوجة الأب منعته من الاستجابة إلى توسلات الطفل الصغير.
يقول أحد أقارب الطفل أن بعد مرور أكثر من شهر على ربط الطفل بالسلاسل على سلم المنزل وتقديم الطعام للطفل وهو مكبل الأيدى والأرجل دفع أشقاء الأب إلى التحدث معه ومطالبتهم له بإخلاء سبيل الطفل إلا أنه استمر فى رفضه ونهرهم وهو ما دفعهم إلى التوجه إلى قسم الشرطة وتقديم بلاغ فى شقيقهم لإنقاذ نجله من الموت .
يروى بداية المأساة جيران الطفل، حيث قالوا إنه عاش حياته مشتتا بين والديه، فبعد طلاق الأب والأم، وجد نفسه وحيدا يعيش حياة مفككة ما بين أم لا تعمل واكتفت بتربية أبنائها، ولكنها تركت ابنها الصغير لوالده عقب الطلاق لينفق عليه، وتزوج الأب من أخرى، فكانت تحرضه على ابنه، بدعوى "شقاوته" الزائدة وعدم طاعته، فلم يجد الطفل ذا السبع سنوات أمامه ملجأ سوى الفرار لحضن أمه، فكان كل مرة يهرب، يذهب الأب لإعادته ويكون جزاء الابن الضرب المبرح كعقاب قاس، فيذيقه العذاب أشكالا وألوانا.
يتابع الجيران حكاية المأساة فيقولون: "اشتعلت فكرة لدى الأب بتقييد نجله بالأغلال لمنعه من الهروب، وبالفعل قيده بالسلاسل الحديدية على سلم منزله وصار الابن يستعطف والده ليتركه ويفك أسره دون جدوى وكان الطفل يقضى حاجته فى مكانه ويقدم له الطعام والشراب فى نفس المكان على السلم وينام مكانه فشعر الطفل أن عمره أصبح سبعين سنة، وعندما غاب الابن عن أشقائه وأمهم سألت الأم شقيقتا طليقها واللاتين ذهبتا لتستطلعا الأمر فهالهما المشهد عندما وجدتا الابن الصغير مقيدا بالأغلال ورائحته عفنة فاستعطفتا شقيقهما "والد الطفل) ليتركه، ولكن ذهبت توسلاتهما دون جدوى وصارت توسلاتهما اليومية تؤرق شقيقهما حتى أنه ثار عليهما وهنا لم تجد الشقيقتان بدا من الإبلاغ عن شقيقهما الذى يعمل سائقا ليقوم الرائد أبو العزم فتحى رئيس مباحث بلقاس باقتحام منزل الأب الذى انعدم إحساسه بالأبوة ليجدا الطفل فى حالة يرثى لها.
تلقى اللواء عاصم حمزة مدير أمن الدقهلية، إخطارا من اللواء مجدى القمرى مدير مباحث المديرية، بورود بلاغ إلى الرائد أبو العزم فتحى رئيس مباحث بلقاس، من نبوية السيد إبراهيم مصطفى 44 سنة ربة منزل وشقيقتها نبيلة 43 سنة ربة منزل، ويقيمان بقرية المعصرة دائرة المركز، يفيد بأن شقيقهما محمد 48 سنة سائق ومقيم، بذات القرية كبل نجله عطا 7 سنوات منذ أكثر من شهر بالسلاسل وربطه بالأقفال الحديدية بالسور الحديدى للسلم أمام شقته.
وانتقل ضباط المباحث إلى مكان البلاغ وبالفحص تبين صحة البلاغ، وأن الطفل فى حالة إعياء شديد واقفا على قدمه مكبلا بسلاسل حديدية غليظة من رقبته ويديه وقدميه وتم ربطه بسور السلم الحديدى بأقفال حديدية، تم فكه وتبين وجود تورم حول الرقبة واليدين والقدمين وتم نقله لمستشفى بلقاس المركزى.
وبسؤال الطفل قرر بذات المضمون، وأضاف بأنه طول تلك الفترة كان يتناول الطعام والشراب ويقضى حاجته وهو مكبل، وتمكن ضباط المباحث من ضبط والد الطفل وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وعلل قيامه بذلك لمداومة قيام نجله بترك المنزل.
تم تحرير محضر بالواقعة وجارى عرضه على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات والتى طلبت استدعاء زوجة الأب لسماع أقواله فى الواقعة.

محاولة فك السلاسل من رقبة الطفل
.jpg)
الطفل لحظة العثور عليه مكبل بالسلاسل
.jpg)
السلاسل تحيط برقبة الطفل
- القبض على أب كبل ابنه بسلاسل وأقفال حديد أكثر من شهر فى الدقهلية