فى زيارة لمدينتى الجميلة دسوق لقضاء إجازة العيد.. التقيت باللواء أحمد بسيونى زيد، رئيس مجلس المدينة، فى جلسة ليلية على ضفاف النيل مع مجموعة من شباب المدينة الذى اعتاد على الاجتماع والاستعانة بهم دائما فى مواجهة مشاكل المدينة والقرى التابعة لها.. وما أكثرها.
الرجل للحقيقة يؤمن بالشباب وقدرتهم على الإنجاز ويعتمد عليهم كثيرا وعين عددا منهم كرؤساء للأحياء ومساعدين له.
الحديث دار خلال الجلسة عن مشاكل المدينة التابعة لمحافظة كفر الشيخ بالطبع وآمال وأحلام أهلها أن تصبح من أجمل مدن مصر وأكثرها جاذبية للسياحة الدينية والترفيهية والأثرية. فدسوق من أقدم مدن مصر القديمة، وتتبعها «بوتو» عاصمة الوجه البحرى قبل توحيد القطرين والمعروفة حاليا بإبطو.
وبها أحد أشهر أقطاب الصوفية فى مصر والوطن العربى هو القطب الصوفى العلامة الشيخ إبراهيم الدسوقى الذى عاش فى القرن السابع الهجرى وهو آخر أقطاب الصوفية الأربعة وأرقاهم مرتبة.
المدينة للأسف طالها الإهمال على مدار الخمسة وعشرين عاما الماضية، وقبل تولى اللواء زيد قيادة المدينة قبل عامين تقريبا وواجه بكل شجاعة وبالإمكانيات والموارد المالية القليلة المتاحة مشاكل مزمنة فى شوارع المدينة وقراها خاصة مشكلة الصرف الصحى والمياه والنظافة والرصف، وللانصاف الرجل لا يجلس فى مكتبه ويتابع بنفسه حركة العمل فى كل مكان، وهناك إشادة بمجهوده من رجل الشارع بالمدينة الذى يتمنى أن يستمر رئيسا للمدينة، لأطول فترة ممكنة لتحقيق كل ما يتمناه أهالى دسوق، فهناك تحسن وتطور ملموس فى الشارع والخدمات وينتظرون المزيد.
الصورة ليست وردية بالتأكيد فى المدينة ورئيس المدينة يعترف بذلك فهناك قضايا ومشاكل تحتاج إلى تدخل سيادى وتعاون وتنسيق من وزارات أخرى خاصة الداخلية والأوقاف.
فى طريقى إليه فى حديقة الأسرة كانت هناك حالة من الفوضى المرورية تعم شوارع المدينة خاصة الميدان الإبراهيمى أو ميدان سيدى إبراهيم الدسوقى كما يعرف بين العامة، وهو أكبر ميادين مدينة دسوق وربما من أكبر ميادين مصر، فالمرور غائب تماما عن المدينة التى تعج بالسيارات رغم المطالبات والمناشدات بوجود رجال المرور ولو فى الميدان الإبراهيمى الذى تحول إلى ملجأ لمتعاطى المخدرات وامتلأ بسيارات الأجرة و«التوك توك» وانتهاكات حرمة الميدان من المقاهى والمحلات المنتشرة على جانبى الميدان الفسيح.
المشهد الذى رأيته كان كئيبا ومحزنا لميدان ضخم من المفترض أن يتحول إلى مزار سياحى لو تم استغلاله، وكما قال لى اللواء أحمد بسيونى فهناك مخطط تطوير شامل له منذ سنوات تنتظر موافقه الجهات المعنية خاصة هيئة التنسيق الحضارى ووزارة السياحة والأوقاف.. يعنى تنتظر موافقة رسمية من المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء.
المدينة وهى عضو فى منظمة المدن الإسلامية تفتقر إلى وجود فنادق وقاعات اجتماعات على المستوى اللائق.. واشتكى لى رئيس المدينة من وجود مبنى ضخم قديم مكون من طابق واحد فى قلب الميدان الإبراهيمى على مساحة أكثر من 3 آلاف و200 متر مربع، تابع لجمعية «الشبان المسلمين» وغير مستغل، وأعد له مخطط لاستغلاله فى إطار تنشيط السياحة فى المدينة وتنمية مواردها لبناء قاعات لاستضافة المؤتمرات المحلية والعالمية وبناء فندق يستوعب زوار المدينة وقاعات للعرض السينمائى وغيرها، ولكن كل ذلك ينتظر الموافقة العليا.
مشاكل كثيرة مازالت تواجه المدينة بعد إهمال السنوات الماضية.. فليس مقبولا أن المدينة التى خرج منها فنانون ومبدعون أمثال كرم مطاوع ومحمد الدفراوى ومحمد رشدى وعلاء مرسى وعبد الوهاب مطاوع وأحمد زويل وروحية القلينى والشيح فرج السنهورى وغيرهم تعانى من غياب تام للأنشطة الفنية والأدبية والعلمية بسبب إهمال وخراب قصر الثقافة وتدمير السينما الوحيدة فى المدينة.
لا أستطيع تحميل كل هذه الأعباء على عاتق رئيس المدينة وحده، وإنما أتوجه للمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، بدعم الرجل فى مجهوداته والتدخل المباشر لحل مشاكل المدينة المعلقة، والنظر بعين العطف والاهتمام والرعاية لمدينة دسوق وهذه رسالتى له كواحد من أبناء المدينة الجميلة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
شيء عظيم وبداية مبشره لبقية القري والمحافظات
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
Magdi halawa
عادل السنهوري
كما أنا عودتك كاتب و صحفي محترم