ـ أغلب المترددين على صفحات "فيس بوك" من قطر ولندن
ـ التحريض ضد الجيش والشرطة
ـ السياسة التحريرية للجماعة تركز على قصص الملاحقات وإظهار السلبيات
بالضربة القاضية أسقط الشعب المصرى جماعة الإخوان من صدارة المشهد السياسى فى البلاد فى 30 يونيو، بعد عام قضته الجماعة فى الحكم ولم تجن مصر فيه سوى فشل وراء فشل، حتى بات واضحا أن الجماعة تقود البلاد إلى نفق مظلم، وأنه لابد من تدخل شعبى يمنع دخول مصر فى هذا النفق، ليخرج الشعب هاتفا بسقوط حكم المرشد ومنهيا وجود الجماعة فى المشهد السياسى، إلا أن ذيول التنظيم الإرهابى لا تزال تتحرك ولكن عبر بوابة أخرى، هى بوابة الإعلام وبالتحديد الإعلام الإلكترونى الذى تحاول الجماعة التواجد فيه عبر مواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى.
كان لمواقع الجماعة الإلكترونية تأثير كبير فى تكريس وجودها، وذلك من قبل ثورة 25 يناير 2011، والترويج لأنشطتها، وبعد الثورة وسقوط نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك تزايد هذا الدور وتأثيره، إلا أنه ومع سقوط الجماعة انهار معها إعلامها المركزى، فسارعت إلى الاستعاضة عنه بمواقع فى مختلف محافظات مصر، وإنشاء آلاف من الصفحات على «فيس بوك»، مع تبنى استراتيجية متعددة المحاور تعمل فى وقت واحد وتسعى لهدف واحد أيضا هو مصلحة الجماعة، قائمة على استعطاف الناس من ناحية عبر بث حكايات الملاحقات التى يتعرض لها عناصرها وأوضاعهم فى السجون بعد أن تم القبض عليهم بتهم الإرهاب، ومن ناحية أخرى تبث تحريضا ضد مؤسسات الدولة، وخاصة الجيش والشرطة، ومن ناحية ثالثة تحاول استقطاب الشباب عبر التضخيم من المشكلات والأزمات والتصوير بأن النظام السياسى يظلم هؤلاء الشباب، فيما يبدو لافتا إفلاس الجماعة الواضح فى تقديم رسالة إعلامية جاذبة، فصفحاتها متشابهة والمادة المنشورة فيها مكررة، لتحكم الجماعة بيدها على فشل خطتها مبكرا للعودة إلى المشهد عبر البوابة الإلكترونية.
- أخبار الإخوان «فولة واتقسمت على كل مواقع الجماعة».. وسائل إعلام الجماعة محتوى متشابه يعتمد على تصريحات ونشر بيانات القيادات فى توقيت واحد.. والمقال الواحد «كعب داير» على كل المواقع
مصطلحات مكررة، وأخبار معادة، ومقالات يتم نقلها بالتبادل، بالإضافة إلى النشر المتزامن لبيانات قيادات الجماعة، هى جملة ما تنشره المواقع المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين التى خرج بعضها أثناء عهد نظام مبارك بهدف متابعة أخبار انتخابات مجلس الشعب وقتها، ومع ثورة 25 من يناير تزايد الاهتمام بهذه المواقع خاصة فى عام الحكم الإخوانى لمصر للتركيز على كل ما هو إيجابى فى عهد المعزول محمد مرسى، وبالطبع اختلفت السياسة التحريرية لهذه المواقع بعد 30 يونيو، حيث لم يعد تركيزها سوى على إبراز السلبيات داخل كل محافظة.
بدأت استراتيجية الجماعة فى العمل الإعلامى داخل المحافظات بتأسيس عدد من المواقع المركزية مثل «نافذة مصر» الذى كان مهتما بنقل أخبار الجماعة فى محافظات الدلتا، و«أمل الأمة» لنقل أخبار الجماعة بالإسكندرية والبحيرة، إلى جانب المواقع الرئيسية والمركزية كإخوان أون لاين، وتحولت استراتيجية الجماعة بعد ثورة 25 يناير من المركزية إلى الأطراف، حيث عادت للاهتمام بالمواقع الإخبارية القديمة الخاصة بها داخل كل محافظة أو تدشين مواقع جديدة، فأصبح لدى الجماعة عدد كبير من المواقع التى تدافع عن آراء قادتها فى كل محافظة على حدة، وتنشر بياناتهم وتصريحاتهم، ففى كل محافظة تقريبا يوجد موقع إخبارى خاص بالجماعة وأحيانا أكثر من موقع مثل إخوان بورسعيد وإخوان الإسماعيلية وإخوان كفر الشيخ وإخوان الغربية وإخوان بنى سويف، وإلى جانب هذه المواقع ظهرت المئات من الصفحات الإخوانية المتخصصة بأخبار كل محافظة بل وأحيانا تخاطب الصفحات قرى ومراكز بعينها داخل المحافظة الواحدة.
سياسة تحريرية
تهتم المواقع المنتمية لجماعة الإخوان بنشر الأخبار الناقدة لنظام الحكم، فتعتمد على مصطلحات مكررة فى جميع المواقع مثل اختفاء قسرى، معتقل، تعذيب، مسيرات حاشدة ومليونيات، وثوار»، وتخصص أبوابا ثابتة تحت مسمى أخبار الثورة وهو القسم الذى يتابع خلال الفترة الأخيرة أخبار المسيرات والتظاهرات التى يقوم بها الأفراد المنتمون للجماعة بالمحافظة، إلا أنها تتيح لنفسها تضخيم حجم الأحداث فالمسيرة النسائية لن تجدها إلا متبوعة بوصف مسيرة نسائية «حاشدة»، والمسيرة التى يخرج فيها عشرات فقط من المواطنين، مرفق بها صور مكتوب تحتها مسيرة «ضخمة» للثوار فى المحافظات، والسلاسل البشرية التى تظهر الصور أن حجم المشاركة فيه قليل، ستجدها فى مواقعهم مكتوبا عليها مشاركة «كبيرة» فى سلاسل بشرية بأحد المحافظات، كما تفرد هذه المواقع مساحات لمتابعة أخبار المحاكمات المتهم فيها قيادات وأعضاء من الجماعة.
محتوى هذه المواقع لا يقتصر على ذلك فقط، ولكنه يخصص مساحات واسعة لنشر التقارير الحقوقية التى تسىء للنظام، وهو ما يظهر فى تغطياتهم الصحفية والمتابعات، فضلا عن تكرار نشر بعض التقارير فى أكثر من موقع، فعلى موقع نافذة مصر تم نشر تقرير يتحدث عن الأوضاع بسوق التونسى بتاريخ 12 يوليو تم نشره بعدها بدقائق قليلة فى موقع بوابة الحرية والعدالة.
بيانات الجماعة
يعتبر الهم الأول للمواقع المنتمية للجماعة نشر البيانات والتصريحات الرسمية الصادرة عن قيادات الجماعة، أو تلك الصادرة عن المتحدث الرسمى لهم، وأيضا مقالات رموز الجماعة، فبضغطة واحدة ستجد نفس المقالات والبيانات منشورة فى كل مواقع الإخوان بنفس الصياغة دون تدخل، وفى توقيتات متقاربة جدا، بداية من موقع إخوان أون لاين أو «الإخوان المسلمون» وموقع أمل الأمة، ودسوق اليوم وغيرها من المواقع المنتمية للجماعة.
وفى حال وجود ما يخص قيادة بالجماعة، تجده منتشرا فى لحظة على كل مواقع الجماعة، وأحدث مثال على ذلك مقال الدكتور محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين والذى نشر بعنوان د. محمود عزت يكتب رسالة إلى «الإخوان المسلمين فى غرة رمضان»، وغزا جميع المواقع الإخوانية فى لحظات، بداية من موقع «إخوان سايت» مرورا بموقع نافذة مصر وصولا إلى موقع منزلاوى، فيما تخصص المواقع المنتمية للجماعة مساحات لنشر فيديوهات من قنوات فضائية منتمية هى الأخرى للجماعة مثل قناة مكملين، بالإضافة إلى نقل أخبار عن قناة الجزيرة القطرية، وتخصص مساحات لمتابعة أخبار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
مقالات
تعمل المواقع المنتمية للجماعة بالمحافظات على إعادة نشر المقالات المنشورة سابقا فى مواقع إخبارية محلية أو عربية دولية، فتنقل معظم المواقع مقالات كل من الكاتب الصحفى فهمى هويدى ووائل قنديل وعبدالرحمن يوسف، حيث تظهر مقالاتهم بشكل دائم فى المساحة المخصصة للمقالات.
كما تتكرر أسماء بعينها من كتاب المقالات المنتمين للإخوان فى عدد كبير من هذه المواقع مثل مقالات محمد ثابت، ومحمد عبدالرحمن صادق، ومجدى مغيرة، وماهر جعوان، بالإضافة إلى المستشار عماد أبوهاشم عضو حركة قضاة من أجل مصر، وحامد شاكر، إبراهيم كامل، ود. فتحى أبوالورد.
مواقع قبل 30 يونيو
على الرغم من الأحداث السياسية المتلاحقة والسريعة فى مصر منذ ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان المسلمين وأنهته فى 3 يوليو 2013، فإن العديد من مواقع الإخوان مازالت تعيش فى الفترة السابقة لهذا التاريخ، حيث خصص موقع أمل الأمة على صدر صفحته الرئيسية، أحد أقسامه تحت اسم برلمان الثورة، الذى تقوم بنقل أخبار برلمان الإخوان، وتصدر قائمة أخبار هذا القسم خبر يعود تاريخه إلى 13 يوليو 2013.
ويتصدر موقع إخوان المنوفية أو المنوفية أون لاين عدد من البنرات الثابتة على صدر الصفحة الرئيسية للموقع منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام تقريبا أحدها كان عنوانه «بيان من الرئيس مرسى إلى الشعب المصرى»، والثانى كان بعنوان «بيان أعضاء البرلمان المصرى بتركيا» مع صورة تجمع عددا من قيادات الجماعة الموجودين بتركيا».
مواقع تتخفى وراء أسماء المحافظات
المنوفية أون لاين، الغربية أون لاين، البحيرة دوت كوم، وغيرها من أسماء المواقع الإخبارية، يخيل لمن يتابعها من اللحظة الأولى أنها ستقدم مادة إخبارية شاملة عن كل الأنشطة والفعاليات والأحداث الموجودة بالمحافظة، وأن الموقع سيقدم رصدا ومتابعة للمشكلات الخاصة بمدن وأحياء وقرى المحافظة، إلا أن الواقع غير ذلك، حيث تكون المفاجأة للقارئ الذى يبحث عن أخبار محافظته بعد الدخول إلى الموقع أنه موقع إخوانى يحمل شعارات الجماعة وأهدافها فى نشر كل ما هو أسود داخل المحافظة، بينما يقل الاهتمام بالأخبار التى تخص المحافظة، وإن وجدت فيتم صبغها بصبغة سياسية للتخديم على أهداف الجماعة أيضا.
متابعو الموقع
يظهر على موقع «أليكسا» أن قطر والمملكة المتحدة وكندا هى أعلى البلاد متابعة للمواقع المنتمية للجماعة على الرغم من ترتيبها المتأخر جدا وسط المواقع المصرية الإخبارية، إلا أن أكثر القراء الذين يدخلون عليها من هذه البلدان.
- ثغرات إعلامية للإخوان فى الغربية والفيوم والمنوفية والشرقية.. العجيزى والحسينى والغنيمى أسسوا «غربية أون لاين» فى 2005.. وصور المعزول تتصدر صفحات الجماعة فى المنوفية والفيوم
لم تترك الجماعة الإرهابية محافظة وإلا وحاولت فتح ثغرة إعلامية بها، ومن بين تلك المحافظات «الغربية والشرقية والفيوم والمنوفية، وذلك ضمن محاولات الجماعة المستميتة للتواجد بين أهالى تلك المحافظات واستعطاف أهلها واستقطاب شبابها وتحريضهم ضد مؤسسات الدولة.
ففى الغربية جاء تأسيس موقع «غربية أون لاين» على يد القيادى الإخوانى أحمد العجيزى أمين حزب الحرية والعدالة بالمحافظة، ليستكمل خطة الجماعة فى السيطرة على كل محافظة على حدة، والعجيزى مؤسس الموقع هو أحد قيادات الجماعة المحكوم عليهم بالإعدام فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون، ويعود تأسيسه للموقع مع اثنين من قيادات الإخوان، هما سعد الحسينى ومصطفى الغنيمى، إلى انتخابات مجلس الشعب عام 2005 والتى فاز فيها 88 إخوانيا على مستوى الجمهورية.
بعد ثورة 25 يناير 2011 وسقوط نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك زاد نشاط الإخوان وبدأوا دورهم السياسى فى الصعود نحو قمة الحكم فى البلاد، كما بدأوا فى الخروج من جحورهم والنزول للشارع والاحتكاك بالمواطنين وأسسوا لجانا إعلامية لتسجيل فعالياتهم ونشرها على موقعهم للتعريف بفعاليات القيادات الخيرية والاجتماعية، وفى 2012 ومع إعلان محمد مرسى الترشح لانتخابات الرئاسة بدأ الموقع فى نشر فعاليات الجماعة بالمحافظة.
وفى فترة حكم مرسى كان الموقع يرصد كل تحركات الجماعة الإيجابية فقط دون النظر للسلبيات أو مشاكل المحافظة، وكان تحديث الأخبار يتم بشكل يومى، ولكن بعد سقوط نظامهم والقبض على قياداتهم بالمحافظة، قل نشاط الموقع بشكل كبير وأصبح بين فترة وأخرى ينشر أخبارا عن المقبوض عليهم ، فضلا عن نشر بيانات الجماعة ووقفاتهم الاحتجاجية، ومن أبرز المقالات على الموقع بيان للجماعة الذى تم نشره فى 28 مايو الماضى، ومقال آخر بعنوان تصريحات نارية من الدكتور محمود حسين، بالإضافة إلى بيان من اللجنة الإدارية المؤقتة لتسيير أعمال جماعة الإخوان المسلمين.
صفحات إخوان الفيوم
على الرغم من القرار القضائى بحل حزب الحرية والعدالة فإن الحزب ما زال مستمرا على المستوى الإعلامى على العديد من الصفحات التى تحمل اسمه وبينها صفحة حزب الحرية والعدالة بالفيوم على موقع فيس بوك.
اللافت أن الصفحة تعتمد على التحديث المستمر للأخبار التى تنشر فيها على مدار 24 ساعة، ونشر صور من داخل مراكز وقرى المحافظة لعدد من أعضاء الجماعة أثناء قيامهم بالمسيرات والمظاهرات، ومنها ما نشرته الصفحة عن مسيرة أخرى لأعضاء الجماعة بقرية شكشوك بمركز إبشواى على الرغم من أن عدد المشاركين فى هذه المسيرات محدود، ولكن تعتمد الصفحة على تضخيم الأعداد.
كما تهتم الصفحة بنشر الأخبار المتعلقة بقتل أو استهداف رجال الجيش والشرطة فى مختلف مناطق الجمهورية، منها نشر خبر عن قيام مجهولين بإطلاق الرصاص على رئيس مباحث الدقهلية والحرس الخاص به أمام مسجد النصر بالمنصورة، فيما تهتم الصفحة أيضا كل فترة بنشر صور وذكريات من اعتصام أعضاء الجماعة فى ميدان رابعة العدوية.
كما أطلقت جماعة الإخوان بمحافظة الفيوم عددا من الصفحات الأخرى على مواقع التواصل الاجتماعى، وتركز على مشكلات القرى وأخبار المراكز من بينها صفحة أخبار يوسف الصديق، والتى يتم تحديثها أيضا باستمرار وعلى مدار 24 ساعة ومؤخرا تم التركيز على مشكلة انقطاع المياه بعدد من قرى يوسف الصديق، كما تنشر الصفحة عددا من المقالات لبعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين.
المنوفية أون لاين
يعتقد الباحث عن اسم الموقع أنه موقع عام مهتم بمتابعة الأخبار والأنشطة المقامة بمحافظة المنوفية، إلا أنه من الوهلة الاولى يتبين انتماء الموقع إلى جماعة الإخوان المسلمين، فبمجرد فتح الموقع تظهر صورة كبيرة للرئيس المعزول محمد مرسى فى خلفية الموقع، وكباقى المواقع المنتمية للمنظومة الإعلامية للجماعة فإن أهم المصطلحات التى ستجدها فى السواد الأعظم من أخبار الموقع لا تخرج عن: إهمال، المعتقلين، المختفين.
يعد موقع الشرقية أون لاين الذى تم تأسيسه قبل ثورة 25 يناير، الموقع الرسمى لجماعة الإخوان بالشرقية، الذى كان يبث كل أخبار الإخوان الإيجابية، أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وكان المشرف عليه، الدكتور أحمد الحاج، أمين الإعلام بحزب الحرية والعدالة، الهارب مع عدد من كوادر الجماعة بالشرقية، من بينهم القيادى أحمد شحاتة أمين الحزب بالشرقية.
فيما اشتق عن الموقع 23 صفحة باسم حزب الحرية والعدالة بمختلف مراكز المحافظة، مثل حزب الحرية والعدالة بلبيس وحزب الحرية والعدالة بأبوحماد ومن أخطر الصفحات صفحة العاشر من رمضان، التى نشرت كل صور وبيانات وعناوين عدد من ضباط الشرطة بمدينة العاشر من رمضان لاستهدافهم، كما أسس أعضاء الجماعة صفحة قرية العدوة مسقط رأس المعزول محمد مرسى أثناء حكمه وهى الصفحة التى تتعمد الآن نشر كل سليبات جهاز الشرطة ونشر أخبار الحملات الأمنية المتوجهة إلى القرية للقبض على كوادر الإخوان بيها، ونشر صور كل المسيرات التى يقوم بها إخوان القرية كل جمعة.
- مواقع الإسكندرية والبحيرة والدقهلية.. تعويض عن انهيار إعلام الجماعة المركزى.. «أمل الأمة» بمدينة الثغر يهتم بنشر تدوينات أولاد مرسى.. وحشمت وسليمان أسسا «البحيرة دوت كوم» قبل هروبهما لتركيا
ظهرت مئات الصفحات والمواقع الإلكترونية الإخوانية فى محافظات الإسكندرية والبحيرة والدقهلية، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المواطنين فيها. ففى محافظة الإسكندرية ظل أفراد الجماعة ينشرون بياناتهم وأخبارهم فى محاولة منهم لإثبات وجودهم عن طريق أكثر من وسيلة إعلامية داخل المحافظة، منها موقع «أمل الأمة» الذى يعتبر أحد أقدم المواقع الإلكترونية التابعة للإخوان، والذى تأسس فى 24 أغسطس 2000، قبل شهرين من الانتخابات البرلمانية المصرية آنذاك، وهو موقع أنشئ بالأساس من أجل نشر أخبار الجماعة بمحافظة الإسكندرية وأظهرت بيانات «الدومين» أنه تم تسجيله باسم القيادى الإخوانى بالإسكندرية على عبدالفتاح. خصص «أمل الأمة» أحد أقسامه تحت مسمى أخبار الثورة، واهتم القائمون عليه بنقل ونشر المسيرات والتظاهرات الداعمة للجماعة، إلا أن الموقع لم يهتم بنشر صور لتلك الفعاليات، وهو ما أطلق العنان لمسؤوليه ليطلقوا أوصاف مسيرات «حاشدة، مليونية» على تلك الفعاليات، وهو ما تكرر فى الأخبار الخاصة بمظاهرات الورديان والقلعة والعامرية والعوايد والرمل والحضرة، ولأن الموقع يقوم بالترويج لأفكار الجماعة خصص أحد أقسامه تحت مسمى «الإخوان» لنشر البيانات التابعة للجماعة وبالإضافة إلى قسم «فكر الإخوان» الذى يهتم حاليا بمتابعة أخبار محاكمات قيادات الجماعة فى مختلف القضايا المنظورة أمام القضاء. يعمل موقع أمل الأمة على نشر الفعاليات والمسيرات الخاصة بالإخوان بشوارع الإسكندرية، لتسليط الضوء على الأعداد وتصويرها بشكل يظهر الكثافة العددية للمسيرة ومؤيديها ونشرها على الموقع، بالإضافة إلى البث الدائم لبيانات الجماعة وتصريحات قادتها، كما يهتم الموقع السكندرى بنشر تدوينات وبيانات أبناء الرئيس المعزول محمد مرسى بشكل مستمر، وبيانات المراكز الحقوقية المؤيدة لفكر جماعة الإخوان وتتولى مهمة الدفاع عن المحبوسين. ويحرص موقع أمل الأمة على نشر أخبار مؤيدى الجماعة داخل السجون، ومحاولة بث البلبة بنشر أخبار عن محاولة اقتحام السجون أو حالات تعذيب وحالات الإضراب عن الطعام اعتراضا على الأحكام القضائية، كما يحتفظ الموقع بالأخبار الأرشيفية منذ عام 2013 والتى كانت تخرج من رئاسة الجمهورية وقت حكم المعزول محمد مرسى، بالإضافة إلى المسيرات التى نظمت فى الفترة بعد 3 يوليو 2013. ويُصدر الموقع إنجازات مصورة لنائب محافظ الإسكندرية الأسبق المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين حسن البرنس، وينشر صورا له فى مواقع الأحداث، ومنها وقت انهيار عمارة المعمورة المنكوبة ورصد متابعته لانتشال جثث الضحايا لنشر إنجازاته وأعماله خلال فترة توليه المنصب.
محاولات سكندرية أخرى
كانت هناك محاولات سابقة للجماعة، لتأسيس مواقع داخل محافظة الإسكندرية التى تعتبر من أهم معاقل الجماعة، ففى فترة ما بعد 2011 كان تفكير قيادات الجماعة مركزا فى إصدار العديد من وسائل الإعلام الإقليمية كوسيلة للسيطرة على الإعلام واستقطاب أكبر عدد من الشباب للعمل لديهم ليكونوا عيناً للجماعة داخل شوارع مصر، وبالفعل بدأت الجماعة فى التفكير لتأسيس «أخبار الحياة»، بتمويل من حسن مالك وخيرت الشاطر القياديين البارزين بالجماعة، ولكنها فشلت بعد إصدار آخر نسختين.
وبعد ثورة 30 يونيو اعتمدت الجماعة على صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، بشكل كامل للإعلان عن أنشطتها اليومية، بداية من الاحتجاجية والبيانات الرسمية والبيانات الخاصة بالتعليق على الأحداث الجارية، كما استخدمته كإعلام بديل للترويج الكاذب عن الحشد داخل محافظة الإسكندرية، منها صفحة حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية التى تنتشر بشكل يومى أخبار الجماعة والمسيرات وكل ما يتعلق بالإخوان داخل المحافظة التى كانت أهم معاقل الجماعة فى الفترة الماضية.
ولإدراك جماعة الإخوان المسلمين أهمية صوت «الشباب والجامعة»، تم تأسيس صفحة «جامعة أون لاين»، لنشر أخبار الإخوان داخل الحرم الجامعى والمسيرات والفعاليات التى ينظمها الطلاب داخل الجامعة بالصور والفيديوهات.
البحيرة دوت كوم
تكثف جماعة الإخوان الإرهابية بالبحيرة من نشاطها الإعلامى على شبكة الإنترنت لتقديم خطابها المتطرف تعويضا عن عدم قدرتها على التواصل المباشر مع المواطنين، ويعتبر موقع إخوان البحيرة (البحيرة دوت كوم) هو الموقع الرسمى للجماعة بالمحافظة وتم إنشاؤه فى عام 2005، حيث كان يعتمد فى تمويله على المكتب الإدارى للمحافظة بالإضافة إلى دعم خاص للعاملين من قبل جمال حشمت النائب البرلمانى السابق وأسامة سليمان القيادى الإخوانى والاثنان هاربان إلى تركيا.
ومن أشهر الكوادر الإخوانية التى كانت تعمل فى موقع البحيرة شريف حشمت وأحمد عبدالرحمن وإسلام الشحات، ومحمد صلاح سويدان ومعتز شاهين ومحمد مأمون وإسلام عاصى، والآن يعتمد الموقع فى إدارته على عدد من الشباب الإخوانيين غير المعروفين.
ويكرس موقع إخوان البحيرة أغلب مواده الإعلامية لمتابعة الفعاليات الاحتجاجية لشباب الإخوان بمراكز المحافظة المختلفة، بالإضافة إلى نشر قضايا الفساد والانتقادات الموجهة للأجهزة الحكومية وكذلك المبالغة فى رصد السلبيات الاجتماعية فى محاولة لنشر الفوضى وإرباك النظام الحاكم.
وتعتبر الجماعة مواقع التواصل الاجتماعى منصة أساسية لنشر خطابها الإعلامى وتوجيه قطاعات شبابية متعاطفة مع الجماعة الإرهابية، ومن أجل ذلك تم إنشاء العشرات من صفحات «فيس بوك» منها صفحة عفاريت وصفحة «شماريخنا بترعبكم» والتى قامت بتهديد عدد من ضباط الشرطة ووكلاء النيابة بالمحافظة ونشر صور ومعلومات مفصلة عن حياتهم الاجتماعية.
إخوان الدقهلية
غيرت جماعة الإخوان المسلمين بمحافظة الدقهلية من استراتيجيتها الاعلامية بعد ثورة 30 يونيو، حيث اعتمدت بشكل أكبر على موقع التواصل الاجتماعى، وإنشاء صفحات خاصة تبث وتنشر الأخبار التى تمثل فكرها، وعلى الرغم من اعتماد الجماعة بشكل كبير على موقع «إخوان الدقهلية» فإن هروب عدد من القائمين عليه إلى خارج البلاد أدى إلى الاعتماد الأكبر على نشر العديد من الموضوعات التى يبثها موقع الإخوان الرئيسى وعدد من مقالات لرموز الجماعة الموجودين خارج البلاد.
وعلى الرغم من سعى الإخوان لإبراز وتضخيم المشاكل فإن التحديث على هذه الصفحات يعتبر بطيئا نسبيا، حيث تستمر بعض المواقع فى نشر الموضوعات لعدة أيام دون تحديث، وهو ما يجعل العديد من المتابعين يملون من السياسة التحريرية للموقع بما يؤدى إلى تركهم هذه المواقع أو الصفحات أو على الأقل عدم الالتفات إلى ما ينشر.
الاتجاه إلى إنشاء صفحات متخصصة على «فيس بوك» نتج منه إنشاء عدد من الصفحات داخل محافظة الدقهلية تخاطب كل منها مركزا أو قرية بعينها للوصول إلى أكبر قاعدة من المواطنين وزيادة الخصوصية، منها صفحة ميت غمر، فى محاولة للتواصل مع أكبر عدد من الجمهور فى المراكز المختلفة والتضخيم من مشاكل المواطنين فى هذه المراكز والتركيز عليها، بالإضافة إلى صفحة حزب الحرية والعدالة بالدقهلية، وبعض الصفحات التى تخدم أفكارهم بدون أن تحمل اسم جماعة الإخوان أو حزب الحرية والعدالة، فيما ركز القائمون على تلك الصفحات على نشر أخبار القبض على أعضاء الجماعة، والتضخيم من الوقفات الاحتجاجية التى تقوم بها إعداد محدودة من المنتمين للجماعة.
- محافظات القناة وسيناء.. هدف مستمر لصفحات الإخوان.. «أنصار بورسعيد» تنشر تصريحات لقيادات هاربة.. و«إسماعيلية 2020» تسخر من «الحاجة زينب».. و«إخوان سيناء» تنشر مقالات لكتاب «الجزيرة»
لا يختلف الوضع كثيرا فى محافظات مدن القناة وسيناء عنه فى بقية محافظات الجمهورية، فيما يتعلق بالاستراتيجية التى تتبناها الجماعة فى التعامل مع الإعلام الإليكترونى، ففى محافظة الإسماعيلية، وبعد انتهاء عام الحكم الإخوانى اليتيم فى 30 يونيو 2013، وهجرة معظم قيادات الجماعة إلى خارج البلاد، تم إغلاق معظم النوافذ الإعلامية التى كانت تطل منها عناصر وأفراد وكوادر جماعة الإخوان هناك، والتى كانت تستوعب آراءهم السياسية، إلا أنه بعد إغلاق هذه النوافذ لم يكن هناك بديل سوى إنشاء صفحات على موقع «فيس بوك» تخاطب أهالى الإسماعيلية، وهو ما ظهر فى صفحة حزب الحرية والعدالة التى تعتبر من أكبر وسائل الاتصال الإخوانية فى المحافظة، إضافة إلى صفحة «إسماعيلية 2020» التى تتم إدارتها من خارج مصر وخاصة بعد إلقاء القبض على أدمن الصفحة.
صفحة إسماعيلية 2020 هى من الصفحات التى استخدمها الإخوان فى الإسماعيلية لتشويه الثوار والنشطاء فى بداية ثورة 30 يونيو ونشر العديد من الأكاذيب والسخرية من السياسيين والإعلاميين الذين شاركوا فى الثورة ضد الحكم الإخوانى، وذلك من خلال مجموعة من الأعضاء كانوا وقتها موجودين فى الإسماعيلية قبل القبض على بعضهم ومغادرة الآخرين خارج البلاد منذ عامين تقريبا، كما تهتم الصفحة بالتحريض ضد النظام وبث الكراهية ضد الجيش والشرطة إلى جانب الدفاع عن الإخوان المقبوض عليهم والذين تصفهم بالشرفاء، فضلا عن بث منشورات عن فلسطين.
ويخصص الموقع مساحات واسعة للسخرية والتهكم من «الحاجة زينب» وهى السيدة التى قررت التبرع بقرطها الذهبى إلى صندوق تحيا مصر وكذلك السخرية من الحكومة، ومحاولة تشويه صورة النظام الحالى.
وتنشر الصفحة الموضوعات العامة ولا تتفاعل مع الموضوعات الخاصة بالإسماعيلية منذ أكثر من عام أى بعد إلقاء القبض على الأدمن وهو ما يدل على أن صفحة 2020 أيضا تدار من الخارج، وبحسب أحد المصادر الأمنية فإن هناك تعقب لصفحات الإخوان من خلال إدارة جهاز الأمن الوطنى، ولكن لم يتم التوصل لأى من القائمين على إدارة هذه الصفحات داخل الإسماعيلية.
وفى الإسماعيلية هناك صفحة باسم حزب الحرية والعدالة «المنحل» وتركز أيضا على نفس السياسة الخاصة بالجماعة وهى إبراز المسيرات والمظاهرات والتعليق على الوقائع السياسية المعاصرة والتحريض ضد مؤسسات الدولة شأنها شأن كل صفحات ومواقع إعلام الإخوان، كما تهتم الصفحة التى تضم أكثر من 28 ألف متابع، بنشر أخبار فلسطين، ومن الملاحظات المهمة أن أغلب «تشيير» الموضوعات الموجودة على الصفحة يتم من خارج مصر.
أنصار بورسعيد
على الرغم من أن موقع «أنصار بورسعيد»، ناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين، ويحدد سكان مدينة بورسعيد كفئة مستهدفة فإن 57.4% من زوار الموقع هم فى دولة قطر، بحسب موقع تحليل بيانات المواقع الإلكترونية «أليكسا»، فيما يسجل %26.8 من زواره من داخل مصر.
«أنصار بورسعيد» يخاطب أعضاء الجماعة فى مدينة بورسعيد وأنشئ قبل خمسة أعوام تقريبا بدعم من أكرم الشاعر القيادى الإخوانى، وبفريق صحفى كامل، ولكنه حاليا يعمل بنظام «المرآة» لنقل وإعادة نشر أخبار منشورة بمواقع إخبارية أخرى تحمل نقدا لنظام الحكم فى مصر، ويهتم بالأخبار الناقدة للحكومة أكثر من اهتمامها بأخبار الجماعة، ويقل اهتمام الموقع بأخبار المحافظة أو نشاط أعضاء الجماعة إلا فى قسم إخبارى واحد يسمى «أخبار بورسعيد» ومخصص لنقل أخبار سبق نشرها فى صحف محلية، ويعيد نشرها بتوقيع «انصار بورسعيد».
و تأثر عدد محررى الموقع خاصة بعد حل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ويخصص أنصار بورسعيد قسمين الأول «بوابة الإخوان» الذى ينشر البيانات الصادرة عن الجماعة، وآخرها رسالة محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، والقسم الثانى هو «الحرية والعدالة» والذى يختص بنشر بيانات وتصريحات منقولة عن قيادات هاربة تتحدث باسم حزب الحرية والعدالة رغم حله بحكم قضائى.
القسم الوحيد المذكور فيه أسماء الكتاب هو «اقرأ لهؤلاء» والمختص بنشر مقالات الرأى، وينقل الموقع مقالات منشورة للكتاب « فهمى هويدى ووائل قنديل، وأكرم كساب، وأحمد منصور، وعبد الرحمن يوسف، وكاتب وحيد باسم مستعار هو «ابن بورسعيد»، فيما ألغى الموقع بياناته المنشورة، واكتفى بالتعريف بنفسه بجملة المركز الإعلامى للإخوان المسلمين.
إخوان سيناء
«إخوان سيناء» هو الموقع الإلكترونى الناقل للأحداث المعبرة عن وجهة نظر جماعة الإخوان فى الأحداث الجارية بسيناء من أخبار وتقارير ومقالات تعكس التحريض المستمر على الجيش والشرطة، وظهر الموقع المجهول مصدر تمويله فى عام 2005، وبرز بشكل لافت أثناء فترة حكم الإخوان، وكان خلال تلك الفترة يسوق لأنشطة الإخوان بشمال سيناء، حيث يتم تحديثه بشكل متواصل وفقا للأحداث ويعطى أولوية لنشر البيانات الخاصة بالجماعة داخل مصر وخارجها ونقل أخبار سيناء بوجهة نظر إخوانية.
ومن أبرز كتاب المقالات فى الموقع وبشكل رئيسى عضو مجلس الشورى فى عهد الإخوان بشمال سيناء النائب السابق يحيى عقيل، والدكتور أحمد سالم، فضلا عن إعادة نشر مقالات لكتاب بموقع الجزيرة.
.jpg)
العدد اليومى
.jpg)
العدد اليومى
موضوعات متعلقة..
- قيادى سابق بالإخوان:تواجد معظم القيادات بالسجون وراء تأخر انتخاباتهم الداخلية