وأوضح شيخ الأزهر، فى حلقة برنامجه (الإمام الطيب) الذى يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم: لاحظت أن كثيرا من المتحدثين يتراجع عما يقوله على المنصة، وخاصة فى قضية فلسطين، وهى قضية الصراع الأزلى، التي أراها أم المشكلات فى الشرق، داعيا الغرب إلى حل هذه القضية حلا عادلا للفلسطينيين؛ لأن الحل العادل لها سيؤدي إلى تهدئة الأمور.
وقال الطيب إن عدم حل قضية فلسطين هو أكبر عقبة أمام الحوار العالمى، ومن العقبات كذلك نبرة الاستعلاء أو اعتقاد الغرب بأنهم شعوب متحضرة ونحن شعوب متخلفة، وأنهم أصحاب رسالة فى نقلنا من التخلف أو تهذيبنا من التوحش، متناسين أننا حضارة شهد لها العالم كله أنها أخرجت أوروبا من عصور الظلام، لافتا إلى أننا كشرقيين بعضنا لم يحسن فهم الحضارة الغربية حين اتهموها بأنها حضارة انفلات لا أخلاقية وحضارة مادية، وغفلنا عن جوانب كثيرة إنسانية وعلمية، وفى المقابل هم لم يحسنوا فهم الإسلام ولا حضارته.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن العولمة تعنى أن يراد لحضارة معينة - ولتكن حضارة الولايات المتحدة - أن تكون هى الحضارة الغالبة صاحبة الهيمنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية على العالم، وهذا ما أنتج صراع الحضارات الذى أُلبس للأسف ثوب الفكر وثوب الفلسفة، وهذا عكس ما ينبغى أن يكون، مشيرًا إلى أنه لا سبيل للتواصل والتعارف بين الحضارات إلا بحوار الحضارات والثقافات، على أمل أن تتوسع دائرة الحوار ليصبح منهجا لشعوب الشرق والغرب على السواء، وتتحقق نظرية القرآن الكريم التى تكرس لعلاقة التعارف بدلا من علاقة الصراع.
اقرأ أيضًا..
الإمام الأكبر: نتابع خريجينا من الوافدين للتأكد من مدى التزامهم بمنهج الأزهر