أكرم القصاص - علا الشافعي

د. عباس شومان

أجر الصائمين

الخميس، 09 يونيو 2016 08:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل الحديث مع هذا الشهر الكريم ونفحاته، رجاء أن نكون ممن يحصلون على الأجر العظيم، الذى اختصه الله عز وجل لعباده الصائمين.

لقد قلنا فى اللقاء السابق إن من أهم الأعمال التى توصل إلى الحصول على الأجر كاملا،ً هو أن يخلص الإنسان لله عز وجل فى صومه، فيكون صياما خالصا لله عز وجل، وهو كذلك.

والصوم هو أكثر الأعمال التى يمكن أن يتحقق فيها الإخلاص؛ لأنه سرّ بين العبد وخالقه لا يطلع عليه إلا رب العالمين؛ ولذلك أخفى رب العالمين أجره.

كذلك من الأمور المطلوبة من الصائم إذا أراد أن يحصل على خير الصوم كله، أن يكون متقيا لله عز وجل، ولعل الناظر فى الآية التى ورد فيها ذكر الصوم كفرض على المسلمين، يدرك هذا المعنى حين يقول رب العالمين (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

فالغاية التى يريد الإنسان أن يصل إليها، هى أشرف غاية، وهى الغاية التىأراد الله عز وجل، من عباده أن يدركوها بصومهم، وهى تقوى الله عز وجل، ولو لم يخرج الإنسان من صيامه إلا بتقوى الله عز وجل، لكان فائزاً فى صومه، ولكان مؤدياً للصوم، كما أراد رب العالمين.

وماذا يريد الإنسان بعد أن يصل بصومه إلى تقوى الله عز وجل؟.. أن يكون تقياً فى سلوكه، وفى اعتقاده، وفى تعامله مع الناس، وفى خوفه من الله عز وجل، وفى إخلاصه لله عز وجل، ويتحلى بالتقوى سلوكا ومنهجا واعتقادا، فيألف أعماله ظاهرا وباطنًا، ويتقى الله عز وجل، ويعبد الله عز وجل كأنه يراه، فإن لم يكن يراه، فإن الله عز وجل يراه، وإذا أخلص لله واتقى الله عز وجل، كان من عباده المخلصين، وكان من عباده الناجين.

ويكون الإنسان تقياً إذا ابتعد عما حرّمه الله عز وجل، وإذا لازم ما أمره رب العالمين بفعله، انتهى عما نهى عنه، وأطاع فى ما أمر به، وتعامل من أجل آخرته، لا من أجل دنياه، فتهون عليه الدنيا بما فيها، من أجل مرضات الله عز وجل فى الآخرة، فهو المقصد وهو المغنم، الذى يسعى إليه، وهو النجاة فى الآخرة.

وسلامة الموقف بين يد الله عز وجل، هو ما يقصده المرء من أعماله كلها، ومنها الصوم الذى يصوم فيه لله رب العالمين، تصوم فيه الجوارح ويصوم فيه القلب؛ فالصيام على مراتب وعلى درجات كثيرة، أعلاها ما يوصل إلى تقوى الله عز وجل، وهو أن تصوم الجوارح، ويصوم القلب عما حرم الله عز وجل، ولا يفطر إلا على ما أحله رب العالمين له.

هذا هو الصوم وهذه هى تقوى الله عز وجل، لمن أرادها، ولمن أراد أن يخرج من صومه تقياً ورعا، تعلم فى مدرسة الصوم، وهذب من سلوكه وأخلاقه وأعماله، وتخلص من تسلط الدنيا، وغلبت النفس والشيطان عليه.

وهناك المزيد من الأمور التى ترفع درجات الصائمين، عند ربهم عز وجل، نواصلها فى لقاءات قادمة بإذن الله تعالى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

انتم تخرجون سفاحين من الازهر وكفاياكم قتل المرتد والكافر حلال دمه وماله يا شويه سفاحين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

انتم محتالين علي البشريه تدعون السلام وتقتلون الناس من خلف ظهورهم..فما اسوأكم مخلوقات

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة