كريم عبد السلام

عودة الطيران البريطانى والروسى

الأربعاء، 08 يونيو 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- صناعة السياحة المصرية تنتعش أخيراً


الخطوط الجوية البريطانية حددت 15 سبتمبر موعدا لعودة رحلاتها إلى شرم الشيخ، لكنها ربطت العودة بموافقة الحكومة البريطانية، هذا هو الخبر الكبير والمفاجئ الذى تناقلته وكالات الأنباء وكبريات المواقع الإخبارية. الخبر أهميته فى اعتراف الخطوط الجوية البريطانية بالمعايير الأمنية المطبقة فى المطارات المصرية، كما أن انسحابها من شرم الشيخ هو ما دفع الروس إلى إعلان وقف رحلاتهم الجوية إلى المطارات المصرية وكذا منع طيران مصر للطيران من الهبوط بالمطارات الروسية، فى خطوة مازالت حتى الآن غير مفهومة ومحسوبة على ألاعيب السياسة أكثر من كونها إجراءات أمنية احترازية.
المدير الإقليمى لخدمات الركاب بشركة الخطوط البريطانية، قال إن الشركة فى انتظار موافقة الحكومة البريطانية على استئناف الرحلات، بعد أن أوقفتها عقب حادث سقوط الطائرة الروسية، فى نهاية أكتوبر من العام الماضى، كما توقع موافقة الحكومة على عودة الرحلات مرة أخرى، نتيجة ارتفاع مستويات التأمين بالمطارات المصرية خلال الفترة الماضية، وبعد أن أدركت الحكومة المصرية أهمية إجراءات التأمين بالمطارات، على حد قوله.

وبعيدا عن الدخول فى جدال مع مدير الخطوط الجوية البريطانية، فقد كشفت الشهور الأخيرة مقدار التعسف فى مواقف الحكومة البريطانية ضد مصر، فيما يتعلق تحديدا بقطاع الطيران والسياحة، فالمتأمل فى حادث سقوط الطائرة الروسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ بنصف ساعة تقريبا، والأحداث الإرهابية التى وقعت فى مطارات دول أوروبية مثل بلجيكا وتركيا وفرنسا، بل التهديدات التى تعرضت لها مطارات بريطانية، نكتشف على الفور أن الحكومة البريطانية تعاملت مع حادث شرم الشيخ ومع مصر وفق معايير سياسية ملتوية، فهى أعلنت وقف رحلات الطيران إلى شرم الشيخ، وأنشأت جسرا جويا لإجلاء رعايا من المقاصد السياحية بمدن البحر الأحمر، فى خطوة أقل ما يمكن أن توصف به أنها مفزعة، بينما لم تجرؤ على وقف رحلاتها إلى مطار بروكسيل الذى شهد أعنف الحوادث الإرهابية وتعرض إلى التفجير بعبوات ناسفة وهجمات انتحاريين، كما لم تعلن وقف الرحلات إلى مطارات فرنسا بعد الأحداث الإرهابية المتتالية التى تعرضت لها، كما لم تجرؤ على نصح رعاياها بالابتعاد عن الأراضى الفرنسية.

أما موقف الحكومة البريطانية من حادث التفجير الإرهابى بمطار صبيحة جوشن التركى، فهو مثير للاستغراب والجدل، فعلى العكس من موقفها تجاه مطار شرم الشيخ والمطارات المصرية، لم تتحرك بريطانيا خطوة واحدة باتجاه لوم تركيا أو اتخاذ خطوة اقتصادية تجاهها رغم ضخامة الحادث الذى تعرض له المطار الثانى من حيث الأهمية فى إسطنبول ومقتل سيدة وإصابة أخرى وإلحاق أضرار جسيمة بخمس طائرات، ورغم عجز السلطات التركية وأمن المطار عن تحديد طبيعة الانفجار حتى الآن، هل هو بصاروخ أطلق على المطار أم أن إرهابيين فتحوا النيران بكثافة من مسافة بعيدة، أم أن مقاتلى حزب العمال الكردستانى وصلوا إلى المناطق الحيوية فى إسطنبول أم ماذا؟ كل ما حدث هو ترديد بيانات وزارة النقل وأجهزة الأمن التركية المختلفة فى وسائل الإعلام البريطانية، وكيف أنها تجرى عمليات تفريغ للكاميرات واستجواب للعاملين بالمطار.

إجمالا، القرار الذى أعلنته الخطوط الجوية البريطانية مثير للتفاؤل، ليس فقط على مستوى عودة السائحين البريطانيين إلى مصر، ولكنه مؤثر أيضا على الموقف الروسى من استئناف رحلات الطيران الروسية إلى المقاصد السياحية المصرية والسماح مجددا لشركتنا الوطنية بالعودة إلى المطارات الروسية، بل إنه يعنى فى جانب منه بتحول ملحوظ فى السياسات البريطانية تجاه مصر.

هناك عوامل أخرى بالتأكيد، تزيد من فرص اتخاذ موسكو قرارها بإلغاء تعليق رحلات الطيران مع مصر، وهى الإجراءات الأمنية الإضافية التى اتخذتها السلطات المصرية فى جميع المطارات، والمعدات الفنية الجديدة التى تمت إضافتها للمطارات للكشف عن أى مواد مشكوك فيها واستبعادها فورا، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق الأمنى والمعلوماتى مع الجانب الروسى، وكذا اهتمام الجانب الروسى بوقف نزيف الخسائر المالية التى تتكبدتها شركات الطيرن والسياحة الروسية التى تضررت تمامًا، مثل الشركات المصرية من تعليق رحلات الطيران، والأيام المقبلة ستكشف المزيد من الأسرار والتفاصيل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة