مع الساخرين.. بيرم التونسى.. "يادى الغلا اللى ورانا بالخرزانة"

الإثنين، 06 يونيو 2016 08:04 ص
مع الساخرين.. بيرم التونسى.. "يادى الغلا اللى ورانا بالخرزانة" غلاف الكتاب
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادة ما يتحدث الناس عن الزمن الجميل والحياة الحلوة التى مرت وانقضت، لكن الشاعر بيرم التونسى يؤكد أن الفقراء أحوالهم متشابهة فى كل العصور والأزمنة، وأن الزمن الجميل بالنسبة لهم مجرد حلم، فغلاء الأسعار والاحتكار ضيفان دائمان ثقيلان يعانى منهما المواطن المصرى منذ القدم.

فالمتأمل لشعر "بيرم" يرى الفقر والاستغلال والفكر المتخلف هو الشائع فى بلاد الشرق وهذا ليس غريبا بسبب الاحتلال الذى كان مسيطرا وبسبب طريقة التفكير العقيم لأهل هذه البلاد، ويسخر "التونسى" من هذه المظاهر فى قصيدة "بدنجان".

فيقول: يا شرق فيك جو منور..والفكر ضلام/ وفيك حرارة يا خسارة.. وبرود أجسام/ فيك تسعميت مليون زلمة.. لكن أغنام/ لا بالمسيح عرفوا مقامهم.. ولا بالإسلام/ هى الشموس بتخلى الروس..كدا هو بدنجان.

وانتقالا من الحال المتدهور فى الشرق، خص "التونسى" فى بعض قصائده، غلاء الأسعار وجشع التجار، خاصةً الخبازين حيث كان رغيف "العيش" محور السخرية ربما لأنه السلعة التى يكون سعرها فى متناول اليد و "تشبع"، ومناسب تماماً للفقراء، وقد رصد بيرم التونسى فى قصيدته "أعوذ بالله"، حال التدهور فى رغيف العيش وزيادة الفقر.

يقول "التونسى" عن البلد: كانت صلاة النبى أحسن من كدة و اتخن../ و العملة ماشية عدل معدن و رغيفها كبير..

ويستطرد معلقاً على الاستغلال الذى يحدث من الفرانين:ماحد حقه الحرق بجاز غير الخباز ../ و قلع عينه بالمخزاز ابن الخنازير../ نهار ما تبقى الناس فى هلاك يبنى الأملاك../ و يجيب مصاغ لمراته هناك و جنله حرير../ و بحق ليه القمح يا ناس ينشال فى اكياس../ و يروح لابو بيصل و مداس و التانى أمير../ قال العمى يعمى الأبعد على رأى اسعد../ دى بلادك انت يا حاج أحمد ياما فيها فقير

وعن الغلاء يقول: يادى الغلا اللى ورانا بالخرزانة../ و المقرعة لما هرانا و بقينا حمير..

ولم تقتصر سخرية بيرم التونسى على الفقر وغلاء الأسعار، بل تعدت أكثر من ذلك حتى وصلت إلى الحياة اليومية بتفاصيلها حتى الصغيرة منها، فعلق "التونسى" على وقفة الأتوبيس و "زنقتها"، وقدم نصائح بطريقة ساخرة فى قصيدة "من يوم مابقينا بشناب"، يقول فيها :

الشابة أم قوام مفتول ودراع متمطع مجدول../ لو عنها نصهين معقول الوقفة تليق للشابات..

يتمرجح فيها الأتوبيس وقوامها يميل ويميس../ وعيونها على أى عريس وعيونٌا عليها عشرات..

فالواجب يابو عمو تقوم لولية وسطها مقطوم../ تتعكز على عُكاز شوم ودواها فى أربع قزازات/ و واقفة وكرشها قدام فى تمانية وشايله لها غُلام../ دا سكوتك عنها إجرام ياعمل لى صبوة صبوات../ والأحسن لو تبقى رقيق وتضحى فى ساعات الضيق../ وتخالف “دُرية شفيق" الطالبة بحق المساوات..



موضوعات متعلقة..


بعد 74 على رحيله.. قراءة فى مذكرات بيرم التونسى









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة