حسابات قصر الإليزيه مربكة بسبب الحادث الذى هدد السياحة الفرنسية اليوم الأحد، أطلقت النيرات المجهولة على حافلة تقل على متنها 75 سائحا تشيكيا بينهم أطفال، أسفرت عن إصابة 6 أشخاص.
بحسب مسؤولين فرنسيين فإن المهاجمين أطلقوا النار مرتين، على الحافلة مما تسبب فى أصابة الزجاج الأمامى للحافلة ثم استهدفوا الزجاج الخلفي بعدها بعدة ثوان.
وحده فوز منتخب فرنسا فى آخر مباراة تحضيرية حمل بعضا من الفرح وعنونت صحيفة "جورنال دو ديمانش" "الاحتفال رغم كل شيء" فوق صورة لشرطيين من قوة النخبة تحت المطر أمام ستاد دو فرانس.
وأوقعت فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة أربعة قتلى خلال أسبوع فى ضواحى باريس ووسط البلاد وتسببت بخسائر تراوح بين 600 مليون ومليارى يورو بحسب شركات التأمين.
وعلق باسكال ديربى (62 عاما) عند مشاهدته ارتفاع منسوب نهر السين فى باريس قائلًا: "لسنا بحاجة لهذا الأمر حاليا، مع الاضرابات المتكررة وخطة الإنذار من اعتداءات.. كل السلطات متأهبة للعمل".
وتجنبت العاصمة الفرنسية حيث تصدر إشارة الانطلاق مساء الجمعة لمباريات كأس أوروبا، الاسوأ، فقد بلغ منسوب نهر السين أعلى مستوى له منذ 1982 قبل أن يبدأ بالانحسار السبت بدون التسبب بإضرار خطيرة.
واليوم الأحد، تأكد انحسار النهر وبات على ارتفاع 5,77 امتار فوق منسوبه العادى فيما كان بلغ 6,10 امتار.
لكن التيقظ يبقى قائما وأمضت نصف منطقة النورماندى (شمال غرب) الليل فى حالة تأهب قصوى قبل أن تعود إلى مستوى التأهب العادى اليوم.
وفى أماكن آخرى كانت تجرى عمليات شفط المياه والتنظيف إلى جانب سحب السيارات المتروكة بسبب ارتفاع منسوب المياه. وفى المنازل كان المواطنون يحاولون إنقاذ ما أمكن من مقتنياتهم.
الإضراب فى فرنسا
من أجل "التضامن" مع الضحايا، حاول رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس، أمس السبت، اقناع عمال السكك الحديد الذين ينفذون إضرابا منذ الثلاثاء باستئناف العمل. وقال إن هذا التحرك لفترة غير محدودة "غير مفهوم على الإطلاق" فى المناطق التى غمرتها الفيضانات.
وسبق أن دعت الحكومة الاشتراكية الحريصة على إنهاء خلاف يمكن أن يحدث خللا فى حركة النقل بين المدن العشر المضيفة للمباريات، منفذى الإضراب إلى أبداء حس "بالمسؤولية" مع اقتراب كأس أوروبا.
لكن دعواتها لم تلق أصداء حتى الآن. واليوم الأحد، اقتصر العمل على نصف عدد القطارات على الخطوط الرئيسية.
إلا أن ما يكثف الضغوط، إعلان طيارى شركة الخطوط الجوية الفرنسية "اير فرانس" عن إضراب من 11 إلى 14 يونيو.
وهذه الإضرابات تهدف إلى تحقيق مطالب لكن اساسها يعود إلى نقمة واسعة احتجاجا على اصلاح قانون العمل. وتثير منذ ثلاثة أشهر تظاهرات تشوبها أعمال عنف فى بعض الأحيان.
وحتى الآن تصر الحكومة ومعارضوها على مواقفهم ومن المرتقب تنظيم تظاهرة كبرى فى باريس فى 14 يونيو.
المخاوف الأمنية التى تتعرض لها فرنسا
ويثير استمرار الغضب الشعبى قلق قوات الأمن المتأهبة أساسا منذ اعتداءات 13 نوفمبر فى باريس والتى اوقعت 130 قتيلا.
وفرنسا التى لا تزال فى حالة طوارىء نشرت تعزيزات أمنية كبرى من أجل تجنب تكرار هذه المأساة خلال تنظيم مباريات كأس أوروبا. وسينشر أكثر من 90 ألف عنصر شرطة ودرك وعنصر أمن خاص لحماية الملاعب ومناطق وجود المشجعين حيث ينتظر حضور نحو سبعة ملايين شخص.
وقال وزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف فى الآونة الأخيرة "هدفنا هو أن يكون كأس اوروبا مناسبة كبرى للاحتفالات، لكن يجب أن نقول الحقيقة للفرنسيين وهى أن اتخاذ الاحتياطات بنسبة مئة بالمئة لا يعنى أن المخاطر تبددت بالكامل".
والجدل الذى اثير الأسبوع الماضى حول تشكيلة المنتخب الوطنى زاد من الاجواء القاتمة التى تلقى بثقلها على الفرنسيين.
فقد اتهم مهاجم ريال مدريد الإسبانى كريم بنزيمة مدرب المنتخب الفرنسى ديدييه ديشان بأنه "رضخ لضغط العنصريين فى فرنسا" من خلال استبعاده عن التشكيلة التى ستخوض نهائيات كأس أوروبا.
واستند بنزيمة (28 عاما) الذى استبعد عن المنتخب الفرنسى منذ ديسمبر الماضى بسبب ابتزاز لاعب الوسط الدولى ماتيو فالبوينا فى قضية شريط جنسي، فى اتهامه لديشان إلى النجاحات الانتخابية التى حققتها مؤخرا حزب الجبهة الوطنية اليمينية.
وقال ديشان إنه عبر الفوز بثلاثة أهداف مقابل صفر مساء السبت ضد اسكتلندا، حمل لاعبو منتخب فرنسا بعض "السكينة" فى هذه الاجواء الصعبة.
وقال الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند الذى سيزور المنتخب الفرنسى مساء لصحيفة "جورنال دو ديمانش" انه "يجب التركيز الآن على المباراة، وعدم السماح بأى تشويش".
موضوعات متعلقة
- إصابة 6 أشخاص فى إطلاق نار على حافلة سياحية بفرنسا
- اربعة قتلى و24 جريحا منذ بداية الفيضانات فى فرنسا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة