الكارثة بدأت حينما أصدرت مديرية الصحة بالبحيرة قرارا بهدم مستشفى بدر المركزى وفوجئ الأهالى بتحويل المبنى إلى كوم من التراب، قبل أن يجدوا مبنى بديل يليق بأهالى المركز، وبالرغم بأن أن مركز بدر من المدن التى تشهد يوميا العشرات من حوادث الطرق كونها منطقة استثمارية زراعية وتحتاج لمستشفى للطوارئ وغرف عمليات فلا يعبأ مسئولى الصحة بالمحافظة بما يعانيه الأهالى والأطباء، ومع ذلك وللأسف الشديد تم نقل بعض العيادات الخارجية وصيدلية المستشفى إلى المبنى المتهالك المشار إليه، وبالرغم وإن المبنى ضيق ولا يسع أعداد الأطباء والمرضى، فأصبح المريض الذى يأتى للعلاج من أى مرض أو عمل تحليل يرجع وهو مصاب بضربة شمس وحالة إعياء شديد من شدة الحرارة بالإضافة إلى الانتظار الطويل تحت حرارة الشمس المحرقة منتظر دوره فى الكشف، ليدخل مكان أشبهة بالمقبرة.
الغريب أن مديرية الصحة اكتفت بتكليف الأطباء ومدير المستشفى بالبحث عن مكان آخر وفقا لتصريحات عدد من الأطباء، فلم يجد رئيس مدينة بدر المحاسب محمد معوض القرمة مكانا أمامه سوى مقر المجلس الشعبى المحلى ، وبالفعل تم نقل بعض العيادات الخارجية وصيدلية المستشفى له.
"اليوم السابع" حاولت الاقتراب من المشهد أكثر ورصدت المأساة والمرار الذى يتجرعه المرضى والعاملين والأطباء يوميا لنضعها أمام رئيس الوزراء ووزير الصحة ومحافظ البحيرة.
روتين عقيم لا يحترم آدمية المرضى "لا يوجد احترام لآدمية المرضى، ولا معاملة طيبة وروتين عقيم لا يرحم ضعف المرضى"، بهذه الكلمات بدأ ومن جانبه قال المهندس "نصر محمد على".
"حديثه إلينا عن معاناة المرضى بمحافظة البحيرة، إن مستشفى بدر المركزى القديم كان عبارة عن مصنع قديم، ونظرا لسوء حالتة صدر له قرار بإزالتة وتم إدراجة فى خطة الاحلال والتجديد وتسلم المقاول المبنى ولكن مديرية الصحة لم توفر مكان بديل لنقل الأطباء والعاملين إليه مما جعل الأطباء يمارسون عملهم من خلال عدد من المخازن والغرف المقرر هدمها هى الأخرى وتوجد بمدخل المستشفى القديم وتم استغلالها كاستقبال وطوارئ للمستشفى، بالإضافة إلى نقل عدد من العيادات بمبنى المجلس الشعبى المحلى الذى كان مقرا للحزب الوطنى المنحل.
وطالب نصر المسئولين بسرعة توفير مكان آمن وبديل حتى يتم الانتهاء من تشييد المبنى الجديد رحمة بالمرضى وخاصة غير القادرين من أهالى مركز بدر.
ومن جانبه شدد المحاسب محمد معوض القرمة "رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة بدر على ضرورة إخلاء المبنى حرصا على صحة الأطباء والعاملين والمرضى وحتى يتسنى للمقاول المسئول عن عملية إحلال وتجديد مبنى المستشفى الجديد من هدمة وإعادة بنائه، وأكد معوض أن الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة وجه بسرعة إيجاد مكان بديل مناسب، على أن تتكفل المحافظة بدفع قيمة إيجاره حرصا على سلامة الأطباء والمرضى والعمل على حل المشكلة.
وفى ذات السياق قال الدكتور "حسن عنايت" رئيس قسم الطوارئ والاستقبال بمستشفى بدر المركزى أنه وبالرغم من سوء حالة المبنى والمخازن التى يستقبلون فيها المرضى يوميا إلا أنهم يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقديم الرعايا الطبية للمريض خاصة بعد غلق غرف العمليات جراء هدمها وعدم وجود أماكن مناسبة لإجراء العمليات الجراحية بها، لافتا أن يقومون بإجراء الإسعافات الأولية لمصابى الحواث ثم بعد ذلك يقومون بتحويلهم لمستشفيات"شبين الكوم بالمنوفية وكوم حمادة وللأسف الشديد كلاهما تبعدان ساعات عن مركز بدر.
كما طالب الدكتور "أحمد جلال" مدير مستشفى بدر المركزى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الصحة بتخصيص مبنى مؤقت من الأبنية التابعة للحكومة بمركز بدر ليصبح بديلا عن مستشفى بدر، وأكد جلال أن الأهالى رفضوا تأجير مبانى لهم.
لافتا أنهم يعملون فى ظروف صعبة جدا ومع ذلك يستقبلون يوميا أكثر من 800 مريض بجانب الحوادث، مشيرا أن قوة المستشفى تصل لحوالى 400 فرد مابين أطباء وتمريض وإداريين .
وأكد العشرات من أهالى مركز بدر أنهم لجأوا لنائبى البرلمان عن دائرة مركز بدر، وللأسف الشديد لم يقوموا بعمل أى شىء لحل تلك الأزمة، وعلى صعيد آخر حررت الوحدة المحلية لمركز ومدينة بدر محضر ضد إدارة المستشفى لعدم إخلاء المبنى وحمل مجلس المدينة إدارة المستشفى المسئولية كاملة فى الحفاظ على أرواح الأطباء والعاملين والمرضى.
وهدد الأهالى بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس مدينة بدر للمطالبة بسرعة إيجاد مكان بديل لرفع المعاناة عن المرضى الذين يتجرعون الأمرين من أجل توقيع الكشف الطبى عليهم داخل مخازن ومبانى لا تليق، وطالب الأهالى الرئيس عبد الفتاح السيسى بمحاسبة وزير الصحة عن هذه الكارثة التى يعانى منها الآلاف من أبناء محافظة البحيرة، وأضاف الأهالى أنهم على ثقة ويقين أنه بمجرد علم الرئيس عبد الفتاح السيسى سيقوم بمحاسبة كافة المسئولين عن هذه الكارثة و سيتم العمل على حلها فورا .
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)