ـ السادات كان يرسل سائقه الخاص لإحضار البن من سان باولو
ـ أنشى المطحن عام 1932 ويحتفظ بطرازه القديم إلى الآن
ـ الموكا والكابتشينو والنسكافيه لإرضاء الأجيال الجديدة
أثناء مرورك بمنطقة محطة الرمل وتحديداً بشارع سعد زغلول، تجذبك رائحة البن المحروق الشيقة.. لتدفعك للتساؤل عن مصدرها، فتجد نفسك أمام محل " سفيانو بولو".. أقدم محل للبن بالإسكندرية، والذى بدأ عام 1908 كمكتب بريد يونانى للخواجة سفيانو بولو.. ثم غير نشاطه إلى محل للبن بالشراكة مع أحد المصريين، ليبدآ نشاطهما فى مجال البن ويكتبا تاريخاً فى الصداقة والوفاء والتجارة الناجحة.
"اليوم السابع" اقتحم العالم السرى فى مطحن سفيانو بولو، ليتعرف عن قرب على سر تحويجة البن التى أصابت عشاقه بالإدمان، جعلتهم يهرولون إليه من العاصمة وكافة المحافظات، ليشترون ما يحتاجونه من مخزون القهوة الشهرى.
احتفظ " سفيانو بولو" برائحته الذكية المثيرة منذ عام 1932 وحتى الآن، كما احتفظ بتراثه والأدوات التى كان يستخدمها فى طحن البن.. فضلا عن وفائه لزبائنه المستديمين من المشاهير، الذين تملأ صورهم جدران المطحن، ومنهم عبدالحليم حافظ وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب .
يقول عمر طنطاوى، أحد ملاك سفيانو بولو، لـ"اليوم السابع"، إنه منذ تحويل نشاط المحل من مكتب بريد إلى مطحن للبن وهو لم يغير نشاطه، وكان بالشراكة مع الخواجة سفيانو بولو وجده إيهاب طنطاوى الذى احتفظ باسم المحل حتى بعد سفر الخواجة اليونانى وإنهاء الشراكة نظرا للصداقة القوية التى كانت تجمعهما.
وعن أهم ما يميز المحل يقول إن ما يميز المحل بالإسكندرية هو توليه جميع مراحل طحن البن، منذ وصوله من الخارج وحتى تقديمه فى فنجان للزبائن، والاهتمام بكل مرحلة وتصنيع التحويجة الشهيرة بالمحل حتى ينال إعجاب محبيه، أنه يحتفظ بالطراز القديم، إلا أنه فى عام 1990 قرر الورثة إدخال شىء جديد على المحل وتحويل جزء منه إلى كافيتريا، مما نال إعجاب محبيه لتمكنهم من احتساء فنجان القهوة داخل المحل.
ويحكى عم إسماعيل أقدم بائع فى المحل،(70 عاماً)، كيف عاصر عددا كبيرا من المشاهير والفنانين منذ أن عمل فى سفيانو باولو، وكان عمره 20 عاماً، منهم أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد شوقى وعدد من الفنانين، بالإضافة إلى الرؤساء ومنهم الرئيس أنور السادات، الذى كان يرسل سائقه الخاص ليجلب له شهرياً القهوة المحوجة التى كان يفضلها.
ويؤكد عم إسماعيل أن هناك عددا من أبناء الجاليات الأجنبية، أيضا، يفضلون القهوة التى يطحنها عمال المحل خصيصاً لزبائنه، ومنها القهوة بجميع أنواعها الحبشى واليمنى، والهندى، الغربى والأمريكانى على حسب أذواق مرتاديه، بالإضافة إلى التحويجة والمذاقات العربية التى تضاف إلى القهوة.
ولمواكبة العصر وأذواق الشباب، والحديث لا يزال لعم إسماعيل، تم إدخال الكابتشينو والنسكافيه والموكا ومشتقات القهوة الغربية.
وبعد احتسائك القهوة داخل محل " سفيانو بولو" ستظل رائحة البن تراودك، فضلا عن مذاقه الذى يعبر بكل أصالة عن المذاق الأصلى للقهوة العربية.
موضوعات متعلقة..
بالصور..فنجان قهوة جمع ثقافات الجاليات بالإسكندرية.."البن البرازيلى".. الجلوس لسيدات اليونان فقط فى العشرينيات وفى الستينيات ملتقى رجال المال.. وحاليا مزار للسائحين.. والمفاجأة..طباخ الكافيه لا يتذوقه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة