أكرم القصاص - علا الشافعي

الفلسطينى ربعى المدهون لـ"اليوم السابع": أنا ابن النكبة.. وقصدت أن ناشرا فلسطينيا يرشح "مصائر" للبوكر.. ولا مانع فى ترجمتها للعبرية.. وأتمنى التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد منح الثانى حقه

الجمعة، 03 يونيو 2016 10:00 م
الفلسطينى ربعى المدهون لـ"اليوم السابع": أنا ابن النكبة.. وقصدت أن ناشرا فلسطينيا يرشح "مصائر" للبوكر.. ولا مانع فى ترجمتها للعبرية.. وأتمنى التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد منح الثانى حقه الكاتب الفلسطينى ربعى المدهون
كتبت مى الشامى - تصوير عمرو مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرى الكاتب الفلسطينى ربعى المدهون الفائزة بجائزة البوكر هذا العام عن روايته "مصائر.. كونشيرتو الهولوكوست والنكبة" أن الجائزة منحته قدرا كبيرا من الانتشار، وأن الاهتمام بالقضية الفلسطينية تراجع بسب الأزمات التى تعانى منها الدول العربية، وأن الحل يكمن فى التعايش بين الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى، وكان لـ"اليوم السابع" أن أجرى حوارا مع الكاتب جاء فيه:

هل تعتقد أن الرواية الفلسطينية استفادت من فوز روايتك مصائر بجائزة البوكر؟
الفوز بـ"البوكر" يعود، فى جانب كبير منه، للإبداع الشخصى، لكن بشكل عام بما أن الرواية فلسطينية والكاتب أيضا، إذن فوزى بالجائزة هو فوز لفلسطين، وبالتالى تم استقبالى بترحاب فى الضفة الغربية ورام الله تحديدا، حيث جرى الاحتفاء بى وكنت سعيدا جدا، بالإضافة إلى انعقاد مؤتمر صحفى حول الفوز وحول الرواية مع وزير الثقافة الفلسطينى الدكتور إيهاب بسيسو ثم بعدها استقبلنى الرئيس الفلسطينى محمود عباس وكرمنى.

وانتقلت إلى حيفا خاصة مركز مكتبة "كل شىء" التى رشحت الرواية، حيث تعمدت أن من يرشح روايتى للبوكر أن يكون ناشرا فلسطينيا على الرغم من وجود ناشر آخر فى بيروت، وذلك حتى تشارك حيفا لأول مرة فى البوكر وحتى تصبح هى الفائزة، كان هذا تخطيط مقصود فى البداية، حتى تكون أول دار نشر عربية فلسطينية داخل إسرائيل تحصل على البوكر وهذه ضربة قوية، لذا كان الاحتفال الأكبر فى حيفا، حيث احتفلت البلد كلها و كانت سعيدة فى تلك الليلة.

بوجه عام.. هل تعتقد أن الجوائز تضيف للكتابة؟


الجوائز لا تضيف للإبداع لكن تضيف إلى رصيد المبدع، بمعنى أنها أولا تقدم للكاتب مبلغا ماليا، وهو أمر ضرورى، فأنا شخصيا بعمر السبعين ومازلت أعمل 8 ساعات، بالإضافة إلى ساعتين فى المواصلات، و من المفروض أننى متقاعد منذ 5 سنوات، وعلى أن أنجز وأكتب فالمبلغ الذى توفره لى الجائزة مفيد دون شك وهو ليس مبلغا ضخما قياسا بالحياة فى بريطانيا لكنه مفيد.

أما الفائدة التى هى أهم من المال فهى الانتشار السريع للعمل، لأن الجائزة وتحديدا البوكر متزنة ومرموقة وتفتح فضاء واسعا للكاتب وروايته للانتشار، حيث إنه قبل البوكر طبعنا 3 طبعات وبعد البوكر وصلنا للطبعة الثامنة حتى الآن، وذلك كثير خصوصا أن الرواية إشكالية ومثيرة وهذه عادتى فى الكتابة كما فعلت فى الرواية السابقة.

هل من المقرر ترجمة "مصائر" إلى لغات أجنبية.. وهل توافق على ترجمتها للعبرية؟


الترجمة تتم ضمن تقاليد البوكر، حيث إنها تساعد الفائز على الترجمة إلى الإنجليزية وربما إلى لغات أخرى، والمساعدة تكون بوضعه على سكة الترجمة ومحاولة تأمين ناشر بالأساس وناشر معقول.

وبالنسبة للغة العبرية ليس لدى مانع فى أن تترجم الرواية إليها سواء كانت عبرى أو تركى هذه مسألة لغة لا تشكل أية حساسية، لأنه ليس هناك عقد اتفاق مع دولة إسرائيل.

هل حياتك فى لندن السبب فى إحساسك بالحنين الدائم داخل كتاباتك؟


الحنين الدائم فى الروايات هو حنين كل فلسطينى يحمل وطنه بداخله وأينما ذهب حياته تتغير وسماته تتغير وعادته وفقا للمجتمع الذى يعيش فيه لكن تظل فلسطين داخله خصوصا أنى "ابن النكبة" وابن مخيم خان يونس وابن النكبات المتواصلة وحرب 56 وحرب 73 ومطرود من الإسكندرية لأسباب سياسية ومعتقل فى سوريا لأسباب سياسية ومقاتل مليشى فى حرب أيلول وحامل سلاح، وليست من ينسى ماضية بسهولة والماضى عموما لا ينسى بالنسبة لأى فلسطينى، هذا كله بداخلى ويشكلنى على الرغم من أننى أعيش حياتى كبريطانى عادى وأتمتع بكل الحقوق التى يتمتع بها أى بريطانى لكن فى الوقت نفسه لا أنسى كونى فلسطينيا وأننى أكتب بالعربية وللعرب ولا أكتب بالإنجليزية.

شاركت فى ملتقى تجديد الخطاب الثقافى فى مصر.. كيف ترى الخروج من هذه الأزمة؟


إن ملتقى تجديد الخطاب الدينى لم يجد طريقا للخروج من الأزمة التى نعانى منها، وهذا ليس دوره الأساسى، فقد كان موضوعه البحث والنقاش و التفاعل وتبادل الأفكار، وفى النهاية يضع توصيات ولا يوجد فى العالم مؤتمر أخرج بلدا من أزمة ولا حتى 20 مؤتمرا قادرين على فعل ذلك، ونأمل أن يكون الملتقى قد قدم شيئا مفيدا لمصر.

وفى النهاية هذا الأزمة معقدة، ولو كنا نعرف طريق الخروج لخرجنا، لكننا نجتهد، ومصر تعيش أزمة كبيرة على كل المستويات وتحتاج إلى وقت وصبر طويل أما "كيف سيتم الحل" فهو جهد يجب أن نبذله وليس هناك حلول سحرية.


لماذا تكتب عن إسرائيل بشكل محايد وهل هذا تطبيع؟


أنا كتبت عن الفلسطينيين الذين مازالوا فى فلسطين سنة 48 أو أجبروا على العيش فى إسرائيل وظلوا فى وطنهم وأعتبرهم هم الأساس، ولا تدور عن الإسرائيليين و لكن هناك شخصيات يهودية وإسرائيلية، وأطمح لتحقيق تعايش فى المستقبل للشعبين، وهذا لا يمكن أن يتحقق ما لم تتحقق الحقوق الوطنية للفلسطينيين ومنها دولة فلسطينية مستقلة، وأنا أدعوا إلى ما هو أبعد من ذلك وأرى أنه ليس هناك إمكانية لدولة مستقلة وربما الإمكانية الوحيدة هى التعايش ضمن البقعة الجغرافية نفسها بين 6 ملايين فلسطينى و6 ملايين إسرائيلى، وأنه ليس هناك بديل من التعايش سواء زدنا أو نقصنا، وليس المطلوب تقتيلنا ولا تقتيلهم.

مشكلتنا الأساسية تكمن فى الاحتلال، ومشكلتنا أن إسرائيل تحتل أراضينا ولم تكتف بما احتلته بـ 1948 لكن مازالت تنهب أراضينا فى الضفة الغربية وقبلها فى غزة هذه هى مشكلتنا الحقيقة وباختصار لا أدعوا للتعايش ولا يوجد تعايش فى الفترة الحالية لكن نأمل أن يكون فى الفترة القادمة عندما تتحقق الحقوق الفلسطينية كاملة.

لماذا قارنت بين الهولوكوست والنكبة فى كتاباتك؟


لم أقارن بين النكبة والهولوكوست لكن أعالج فى جزئية صغيرة استخدام الإسرائيليين والحركة الصهيونية للمذبحة النازية وهى مذبحة إنسانية كبرى لتبرير احتلالهم لأرضينا الفلسطينية ولإرهاب العالم، ومع ذلك ما زال العالم يتعامل معهم بصفتهم ضحية وينسون أنهم أيضا خلقوا ضحية لهم وهم تسببوا للفلسطينيين بما لا يقل عن نكبتهم أى تسببوا بمذابح أخرى للفلسطينيين حتى يحلوا مشكلتهم.

وما أقوله أن مذبحة الهولوكوست مأساة إنسانية وليس لنا علاقة بها، ومن حرقهم هم الألمان، فلماذا تدفع فلسطين الثمن وهذا ما توضحه الرواية، فنحن ضحية الضحية.

هل ترى أن المثقفين العرب مقصرون فى حق القضية الفلسطينية؟


الموضوع ليس مثقفين وصحفيين لكن المشكلة أكبر، فالإقليميات العربية والدولية والتدخلات الدولية والتحولات والقضية الفلسطينية فى حالة تراجع وبالتالى يتراجع الاهتمام بها على المستوى العربى والدولى، حيث إن كل دولة لديها أزمتها فمصر مشغولة بمشاكلها وسوريا تنهار وهكذا ليبيا والعراق وفى هذا الوضع لا يتيح الوقت للاهتمام بالقضية الفلسطينية.

والوطن العربى كله يمر بمرحلة انتقالية كمرحلة المراهقة التى يمر بها أى شاب وهذا معناه أن الحال سيتحسن بعد فترة زمنية لكن نحتاج إلى صبر.

لماذا قررت أن تقسم الرواية إلى أربعة مقاطع مع اختلاف شخصيات كل مقطع؟


قسمت الرواية إلى أربع مقاطع لأنى موسيقى، وكنت فى القاهرة عازف ماندولين ورسبت سنتين فى كلية الزراعة بسبب هوايتى للموسيقى، فيما بعد تعلمت النوتة وعزفت الجيتار.

فأنا خلفيتى موسيقية واستهوتنى اللعبة، بالإضافة إلى أنها توافق الشخصيات والأحداث وأنا أحب التجربة فوضعت النص السردى على مقاطع موسيقية وليست هذه أول مرة فجربتها فى طعم الفراق فى مقدمة الكتاب الذى صدر 2001 وكنت أتكلم عن موسيقى الجاز وعلاقتها بالكتابة. فالمقاطع الموسيقية تتماشى مع النص والأحداث والشخصيات وعلاقتها مع المحيط وهى طريقة جديدة فى الكتابة.

مع ربعى المدهون.. من الكتاب المميزين الذين تعرضوا للنكبة؟


معظم الأدب الفلسطينى لا يبتعد كثيرا عن النكبة، فإذا لم يتكلم عنها فهو يتكلم عن نتائجها أو تأثيراتها عن الحياة فى فلسطين والمخيمات والمشاكل الفلسطينية والماضى لكن كل الكتابات محكومة بالماضى، فتأثيرات النكبة ما تزال موجودة لأن ما حدث هو حرب ولجوء وفقد وطن، لهذا تجد الرواية الفلسطينية تتحدث عن اللجوء والشتات والهجرة والنكبة وكل تفرعات الموضوع.


ربعى الدهون (1)

ربعى الدهون (2)

ربعى الدهون (3)

ربعى الدهون (4)

ربعى الدهون (5)

ربعى الدهون (6)

ربعى الدهون (7)




موضوعات متعلقة..


- الفلسطينى ربعى المدهون.. اتهامات بالتطبيع ودفاع باسم المعايشة











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة