ومتاحفنا خارج الخدمة..

للمرة الـسادسة منذ بداية 2016.. المتحف البريطانى يستثمر فى التراث المصرى

الثلاثاء، 28 يونيو 2016 11:00 م
للمرة الـسادسة منذ بداية 2016..  المتحف البريطانى يستثمر فى التراث المصرى أحد الأشياء المعروضة للبيع فى متجر المتحف البريطانى
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يفتتن العالم بأجمعه بالحضارة المصرية القديمة، ويتفنن فى الاستفادة منها بكل الطرق الممكنة، فاستغل هذه الحضارة بأفكار مبتكرة و متنوعة، فى التسويق سواء كان للمتاحف أو أى جهة أخرى، فالعالم يستفاد من الحضارة المصرية أكثر بكثير مما يستفاد المصريين أنفسهم.

ففى الشهور الستة الماضية قام المتحف البريطانى باستثمار التراث المصرى 6 مرات من خلال متجره الذى يبيع منتجات مستنسخة من الآثار التى يحتويها بالإضافة إلى مجموعة أشياء أخرى للاستخدامات اليومية العادية مثل أكواب و كتب و مفكرات ورقية وساعات وملابس وغيرها الكثير، و يعتمد بشكل أساسى على النقوش المصرية والرسومات الفرعونية لزخرفة هذه الأشياء، فى الوقت الذى تظل فيه متاحفنا خارج الخدمة.

وقد طرح المتحف حديثاً مجموعة مصممة خصيصاً لمعرض "المدن الغارقة..العوالم المفقودة فى مصر"، المقام فى الفترة ما بين 19 مايو و 27 نوفمبر 2016، والمجموعة تأتى تحت عنوان "آلهة مصر". ويربط المتحف بين المعرض وبين الأشياء المقدمة للبيع فى متجره، فيتوفر فى المعرض مثلا شرح لاحتفالات الآلهة و المراكب الخاصة بهم والتى كانوا يركبونها أثناء الاحتفالات أو خلال رحلتهم إلى العالم الآخر، فيبيع المتجر بدوره شنطة أو "مج" عليهما مركب الآلهة المصرية أو قارب احتفالات الآلهة، بسعر 10 جنيهات استرلينى، بما يعادل نحو 120 جنيها مصريا، أو غطاء وسادة عليه نفس التصميم بسعر 13 جنيها استرلينى أى بما يعادل 150 جنيها مصريا، أو قرط على شكل زهرة لوتس يعرض بسعر 175 جنيه استرلينى، بما يعادل ألفين جنيه مصرى.

الفكرة المطروحة ليست جديدة فى المتحف البريطانى، بل تحدث دائماً، مستخدماً التصميمات المصرية القديمة التى تتناسب مع المناسبات المختلفة، فعلى الرغم من أن المتجر مقام طوال أيام السنة، إلا أنه يستغل المناسبات العامة فى تسليط الضوء على بعض منتجاته التى تناسب هذه المناسبة، فعندما احتفل المتحف بعيد الأم 6 مارس الماضى وكذلك اليوم العالمى للمرأة يوم 8 مارس، قام المتجر بعرض مجموعة من الهدايا والأنتيكات الخاصة بالمرأة والمستوحاة من مجموعة المتحف المصرية، فعرض للبيع اكسسورات من أقراط وأساور و سلاسل و علب مساحيق التجميل، و الملابس أيضاً، مثل وشاح مزخرف بالنقوش الهيروغليفية المصرية.

وعندما احتفل المتحف بيوم الأب، عرض المتجر منتجات يستخدمها الرجال، مثل حافظات نقود وجوارب و أغطية حامية لأجهزة الموبايل كل ذلك على شكل حجر رشيد، و أقلام مزخرفة بنقوش هيروغليفية، واحتفل أيضاً المتجر بيوم الشعر العالمى و يوم الكتاب العالمى بعرض مجموعات من الصور الفوتوغرافية و الكتب للبيع والتى تتناول التاريخ المصرى و شرح الآثار المصرية ، فضلاً عن مستنسخات لبرديات فرعونية وكتب ترفيهية للأطفال.

وبتطبيق التجربة التى اتبعها المتحف البريطانى، ومقارنتها بالمتاحف المصرية، نجد أن المتاحف لا تهتم بهذا الجانب التسويقى والذى يمكنه أن يلعب دوراً شديد الأهمية فى الإقتصاد المصرى، و إن لم يكن، فمن المؤكد أن دوره سيكون ذا فعالية فى تحقيق الاكتفاء الذاتى بالنسبة لمصروفات المتحف.


وربما كان المشروع الذى أطلقته وزارة الآثار منذ يومين، بتخصيص أماكن داخل المتحف المصرى والقبطى، وداخل المتاحف المفتوحة أو الفراغات الموجودة بهما، لبيع النماذج الأثرية والكتب التى تصدرها الوزارة، هى بداية الاهتمام بالجانب التسويقى وتطويع الحضارة المصرية للاستفادة منها اقتصاديا، لكن على الوزارة أن تأخذ فى عين الاعتبار عدة أشياء عند تنفيذ هذا المشروع، أهمها الاستفادة من تجربة المتحف البريطانى، و أن تحذو حذو المستثمرين المخضرمين القائمين على هذا المشروع هناك.

كما يجب أيضا أن يكون هذا المشروع تجارة أساسية و تقليد متبع فى كل المتاحف المصرية، ولا يقف حد التنفيذ على النطاق الضيق، أو يكون مجرد خطط طويلة الأمد بلا تنفيذ، فقبل وضع هذه الخطط يجب عمل دارسات جادة ومتأنية لاحتياجات السوق، وكيفية التنفيذ، وكيفية التسويق بشكل جذاب و جيد، ثم البدء فى التنفيذ بالاستعانة بمجموعة من الفنانين و المصممين المحترفين كى يكون التصميم المستخدم على قدر عالى من الدقة والبساطة و الذوق الفنى، حتى يجذب بسهولة زائرين المتحف، هذا فضلاً عن إنشاء موقع الكترونى خاص أو صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى يتم عرض منتجات المتجر و العروض المقدمة أول بأول، من خلالهم، وتوفير خاصية الحجز و الشراء الإلكترونى لهذه المنتجات وأيضاً ربما يصل الأمر فى مرحلة تالية إلى التوصيل إلى المنازل.


المتحف البريطانى يستثمر فى التراث المصرى (1)
شنطة عليها نقوش فرعونية


المتحف البريطانى يستثمر فى التراث المصرى (2)
مج عليه مركب الآلهة المصرية


المتحف البريطانى يستثمر فى التراث المصرى (3)
قرط على هيئة زهرة لوتس


المتحف البريطانى يستثمر فى التراث المصرى (4)
غطاء وسادة





موضوعات متعلقة. .


- بالصور.. احتفالاً بعيد الأم الإنجليزية.. المتحف البريطانى يبيع "أنتيكات" فرعونية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة