وقد لاقت العملية التى أطلقها حفتر رفضا من قبل الكتائب والفصائل المسلحة المتواجدة فى الغرب الليبى وعلى رأسها كتائب مصراتة، التى تعد الأقوى فى المنطقة الغربية، ما أحدث اتهامات متبادلة بين الشرق والغرب الليبى حول طبيعة العمليات التى يخوضها الجيش الوطنى الليبى فى الشرق بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر، وذلك بدعم من القبائل الليبية فى الشرق ودعم إقليمى من قبل مصر والإمارات والأردن والسعودية، وهو ما قابله مواجهة من قبل المعسكر التركى القطرى الذى استمر فى امداد الغرب الليبى بدعم كبير.
ومع استمرار النجاحات التى حققها الجيش الليبى فى الشرق واستعداده لمواجهة المتطرفين فى مدينة سرت وإعلانه عن "عملية سرت الكبرى" بدأت القوى الدولية فى دفع المجلس الرئاسى الليبى برئاسة فائز السراج، الذى تمكن من دخول العاصمة طرابلس 30 مارس الماضى من التفاوض مع الكتائب المسلحة، لاسيما فى مدينة مصراتة لمواجهة تنظيم داعش فى مدينة سرت وهى معركة عسكرية ذات أبعاد سياسية، وتمكن قوات المجلس الرئاسى "البنيان المرصوص" من السيطرة على سرت يعد إنجازا كبيرا على كل الأصعدة والحصول على دعم دولى بشكل أكبر للمجلس الرئاسى وحكومته "لم تمرر من قبل مجلس النواب".
وأعلنت قوات الحرس الرئاسى المعروفة باسم "البنيان المرصوص" عملية عسكرية ضد تنظيم داعش فى مدينة سرت مطلع مايو الماضى لحسم المعركة وتحقيق نصر استراتيجى كبير، وبدأت العمليات فى البداية بنجاح القوات فى التقدم فى أجزاء من المدينة لكن وسط خسائر كبيرة فى عدد القوات التى سقط خلال العملية المئات ما بين قتلى ومصابين، وتعجز قوات البنيان المرصوص فى التقدم بشكل كبير مؤخرا جراء الاستراتيجية التى يقاتل بها داعش من زرع ألغام والمواجهة بالسيارات المفخخة واستخدام القناصة فى التعامل مع الكتائب المسلحة التى تنتمى غالبيتها لمدينة مصراتة، إضافة لعدم وجود تعامل استراتيجى وعناصر مؤهلة عسكريا وسط قوات البنيان المرصوص للتعامل مع المعركة بشكل أكثر احترافية ضد تنظيم داعش.
وتتعامل قوات البنيان المرصوص بالأسلحة الثقيلة وأبرزها المضادة للطائرات والمتعدد والأر بى جى وسط عجز الطائرات المقاتلة عن تحقيق أى إنجاز يحسب على الأرض بسبب طبيعة المنطقة التى يقطنها عدد من المدنيين، وهو يمكن أن يدفع بالقوات للدفع بالطيران العامودى واللجوء لاستخدام طائرات الاستطلاع لجمع عدد كبير من المعلومات حول تمركزات داعش بمدينة سرت.
وفى الشرق الليبى لا زالت قوات الجيش الليبى تحاصر مدينة درنة وتراقب الوضع عن كثب مع محاولات على استحياء لشن ضربات جوية ضد المتطرفين، ولا يزال الموقف فى بنغازى معلقا، حيث تمنع المفخخات وكمية الألغام الضخة التى زرعت فى الطرقات تقدم الجيش الليبى، وهو ما يؤجل حسم المعركة حتى تنتهى القوات من تطهير شوارع المدينة من الألغام، وبدأت قوات الجيش الليبى بالتعامل بسلاح الجو ضد التنظيمات المتطرفة ومحاولة صد الهجوم الذى تشنه العناصر الإرهابية المتطرفة بقيادة زياد بلعم والتى تحاول السيطرة على مدينة إجدابيا، وذلك عقب نجاحها فى حشد عدد كبير من المقاتلين وتوفير كم كبير من الأسلحة حصلت عليها من مدينة مصراتة، وذلك حسب ما ذكره مسئول عسكرى ليبى.
ويبقى المشهد الليبى معقدا مع استمرار فرض حظر التسليح على قوات الجيش الليبى وانقسام العناصر المقاتلة ما بين الشرق والغرب، لكن تبقى اليد الطولى لقوات الجيش الليبى بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر القائد العام للجيش، الذى يضم بين عناصر آلاف المقاتلين من أبناء القبائل خلافا للقوات المتمركزة فى الغرب "تعد رأس حربة لتيار الإسلام السياسى فى ليبيا"، والتى تمتلك الأسلحة الحديثة لكن دون استراتيجية عسكرية واضحة فى التعامل مع التنظيمات المتطرفة وعدم وجود كوادر عسكرية لديها حس عسكرى محترف فى المعارك مع الإرهابيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة