ويقول عم صابر، إنه جاء للعاشر من رمضان منذ عام 1985 تقريبا وكان يعمل فى صناعة الإسفنج منذ أن كان شابا، عمل بعدة مصانع بالعاشر حتى أتقن كل شىء فى المهنة ودرس السوق وفى عام 1994، قرر هو وصديقان له أن يفتحوا مصنعا، فاشتروا قطعة أرض على مساحة 1300 متر لم تكن تكفى وقتها لإقامة المصنع الذى يحلم به، لأن المفروض أن يقام المصنع على مساحة 3 آلاف متر ، لكنهم قرروا خوض التجربة برأس مال 600 ألف جنيه قائلا: رغم أن المبلغ يبدو كبيرا لكن مقارنة بأسعار الخامات للإسفنج فهو ضئيل جدا حيث إن أرقامه كبيرة وخاماته غالية .
ومنذ 4 سنوات بدأ الحال يتبدل ودخل السوق وبات ينتج ، حتى جاءت الثورة، ومعها تبدلت الأحوال، فيقول عم صابر: أنه فى الوقت الذى كانت فيه السياحة الداخلية منتعشة ، كان العمل بالمصنع على قدم وساق حتى تبدلت الأحوال ، وبدأت العمالة تتمرد رغم أنها عمالة غير مدربة، فالمشكلة لن تحل، لكن قبل سنوات كان العمال يقفون وقفة رجل واحد وينهون الطلبيات، خاصة أن المرتبات كانت كبيرة .
ويكشف الحاج صابر لـ"اليوم السابع" تفاصيل وأسرار صناعة الإسفنج قائلا: أنه يطلق اسم "الإسفنج الصناعى"على البلاستيك الرغوى، وقد يسمى أيضا البلاستيك الخلوى أو البلاستيك المنتفخ، ويمكن الحصول على هذا النوع بإضافة الهواء أو أى غاز إلى راتنج البلاستيك لتكوين تلك المادة الإسفنجية.
ويكمل الحاج صابر ، قائلا "اعتبرت طرق تصنيع البلاستيك الرغوى إحدى التقنيات الرئيسية فى صناعة البلاستيك، بعد التطورات السريعة التى شهدتها صناعة قوالب البلاستيك الرغوى، خاصة فيما يتعلق بصناعات التغليف والحفظ والوقاية من الصدمات، ويصنع البلاستيك الخلوى من راتنجات البوليسترين، البولى يوريثان، البولى إيثيلين، خلات السليلوز، الإيبوكسى، السيليكون والفينولات، وتختلف نوعيات البلاستيك الرغوى حسب نوع الراتنج المستخدم، التركيب الخلوى، الكثافة والجسوءة.
وفى مصنع الحاج صابر ، يلفت انتبهاك حجم العمالة القليل ، لكنهم يعملون، يحملون الإسفنج ويقومون بضغطة وتهويته وتقطيعة بحرفية شديدة، لكن المنظر اللافت اكثر هو الفتاتان اللاتان تجوبان المصنع يمينا ويسارا ويقفان بجوار صاحب المصنع، لايمكنك أن تقول أنهما سكرتارية، أو عاملات، فوقفتهما وحوارهما مع العمال بحسم وشدة يخبرك أنهما تمتلكان سطوة أكبر من مجرد موظفات، وهنا المفاجأة أنهما بنات الحاج صابر، يقفن خلفه وقفة رجال يديرون الحسابات ويتلقون الطلبات وأحيانا يقومون بالحساب والخصومات .
الحاج صابر وهبه الله خمسة بنات الكبرى فيهم فى العام الجامعى الثانى والصغيرى فى الصف الثانى الابتدائى، وقال رزق البنات واسع ، وكلما اقتربت منه أحداهن بدى قلب الأب فى عينيه، يحنو عليها ، من شدة المعوقات التى تقابلهن يوميا فى سوق الإسفنج وخاصة وسط الأزمة التى يمر بها سوق الإسفنج.
وعن هذه الأزمة يقول الحاج صابر، ارتفاع أسعار الخامات حتى تراوح سعر الطن من 42 إلى 35 ألفا، فى وقت لا يستوعب السوق هذه الزيادة ، خاصة مع الطلب الذى بدأ يقل ، بعد انخفاض السياحة ، ونوعية المستهلك ، وبات العمل قليل جدا حيث انخفض حجم العمل بنسبة 70 أو 80 % .
وعن العمالة تجد حولك بالمصنع بعض الأطفال والصنايعية والشباب وكبار السن، فالكل يعمل فهم إما أقارب أو أصدقاء أو بلديات الرجل فهم من يثق فيهم الآن فى ظل اختفاء العمالة المدربة، حيث يعمل معه حوالى 22 موظفا بينهم 18 عاملا وصنايعيا برواتب تتراوح بين 1200 حتى 1500 جنيه شهريا، والصنايعى حوالى 2500 جنيه، لكن رغم ذلك تجد العمل توقف فجأة حيث يأتى العامل فى نصف الشهر قائلا "أنا عايز أصفى لأنى لاقيت شغلانة تانية بمرتب أعلى، وينسى أن استمراره فى العمل يكسبه الخبرة، ويميزه لكن هذه حكمة من الله .
الحاج صابر صاحب المصنع خلال متابعة عملية التصنيع
عمال الحسابات بالمصنع يتابعون الطلبيات
الحاج صابر يكشف اسرار صناعة الاسفنج
اشكال والوان للاسفنج للبدء فى تصنيعها
محمد الصنايعى الصغير يجهز مرتبه اسفنج
المقص الداير بمصنع السفنج ومحاولة لتقطيعة مقاسات
احد العمال يضع بالته الاسفنج لتجهيزها للتقطيع
المراتب بعد تجهيزها وكسوتها تمهيدا لبيعها
المواد الخام اثناء تفريغ حمولتها
عمال المصنع خلال وردية التصنيع
قطع الاسفنج تمهيدا للتصنيع
الاسفنج صناعة مصرية تحتاج دعم
اختلاف الالوان والكثافات سر تميز الاسفنج
العمل وسط مصنع الاسفنج يكشف سر قلة العمالة
موضوعات متعلقة
وزير الصناعة عن معوقات الاستثمار: لن يتم القضاء على البيروقراطية فى يوم وليلة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة