وتقوم كل مجموعة من بينهم يجلسون فى مجلس واحد باختيار يوم لأحدهم يخصصه لإفطار كل الحضور والضيوف، بلحوم ذبيحة ينحرها، والمتعارف عليه أن تكون الذبيحة رأس من الخراف أو ذكر الماعز.
يقول "سليمان الحلو"، أحد كبار السن بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، إن هذه العادة لا يزالون متمسكين بها، ولها رمزيتها عندهم ويطلقون عليها اسم "رحمة"، وأن كل شخص يقوم بنحر ذبيحة أو أكثر بحسب عدد المستهدف من توفير طعام الإفطار لهم، ويطبخها فى منزله ويدعو لها كل أرحامه من بناته وأخواته وعماته، ومن لم تستطع الحضور يرسل لها نصيبها من اللحم، ويسمون المرسل هذا "ذواق".
وأضاف أن الذبيحة بعد تجهيزها وطبخها يتم تجهيزها فى ولائم تخصص جانب منها للمنزل، حيث تتواجد السيدات وتنقل "صوانى" أخرى للمجلس حيث يتواجد الرجال، وفى يوم إحضار هذا الطعام ينبه على كل من فى المجلس عدم إحضار طعام آخر، ويتناول الجميع الإفطار، ويحرص من يقوم بتجهيز طعام الإفطار فى هذا اليوم على دعوة أصدقائه ومعارفه.
وقال محمود أبوحرب، من غرب العريش، إن فى هذا اليوم طقوس خاصة تتم فى المجالس، حيث تجهز المجالس بشكل جيد، فيقوم الشباب بتنظيفها وتزيينها، بينما يحرص الكبار من بينهم على إشعال النار مبكرًا وتجهيز القهوة والشاى على نار الحطب.
وقال، "إن الرحمات تقرب بين الأهالى والأرحام، والبدوى فى سيناء حريص عليها بشدة، ويعتبرها جزءًا من يوميات رمضان، حتى أن غير المقتدرين من بينهم يدبرون أمر توفير الذبيحة مبكرًا حتى لا يفوتهم ثواب إفطار الصائمين ممن حولهم ومن بين أرحامهم".
وتابع قائلاً، إنهم يزرعون فى أطفالهم توريث هذه العادة، فيكلفونهم بتولى أمر حمل اللحوم النية لمنازل من لم تستطع الحضور من أخواتهم، لأن الطفل يشعر بأهمية ما يحمله لعمته من هدية، وهى بدورها تستقبله ولا تجعله يعود دون أن تحمله هدية أخرى له.
وبدوره قال ياسر صادق، مدرس بمنطقة جنوب العريش، إنه جاء من محافظة المنيا للعمل فى العريش، وانتقل لمدرسة فى قرية جنوب العريش، وشاهد كيف يعيش البدو أيام رمضان بشكل مختلف، وأن زملاءه من أبناء المنطقة كانوا حريصين على عزومته لما ينحرون من ذبائح يسمونها رحمات، وفيها تبرز ملامح الكرم وطرق التقرب لله بكل بساطة، حتى أنهم يقفون على الطريق السريع المار بجوار القرية لحث المسافرين على النزول والإفطار معهم فى المجلس.
وأشار محمود عيد، أحد تجار الأغنام بسوق العريش، إلى أن أسعار الماعز والخراف تزيد فى النصف الثانى من شهر رمضان، ويقبل على الأهالى شراء "البلدى" من بينها، نظرًا لاختلاف طعمه، وتتراوح أسعار الماعز بين 1200 و1500 جنيه وتزيد عن 2500 للخراف .
وأوضح، أن تجارة الغنم تنشط بشكل كبير فى أسواق العريش وبئر العبد، والأهالى يوصون التجار لإحضار المطلوب إليهم، وهناك أهالى ميسورين يقومون بنحر أكثر من ذبيحة فى هذه المناسبة، وهناك بسطاء يحاولون إحياء هذه العادة بأقل القليل، وبعضهم أصبح يعتمد على حضور جزارين للمنازل لتجهيزها، ومن أصبح من بينهم يسكن المدن يجهزها فى أماكن الجزارين المنتشرة بالعريش، وأصبحت معروفة ويقوم بتقسيم لحومها لتوزيعها واقتطاع جزء منها لطهيه فى المنزل، وعمل الولائم اللازمة للضيوف.
موضوعات متعلقة:
أيام وليالى رمضان فى قرى جنوب الشيخ زويد ورفح.. زينة رمضان لم تغب عن واجهات المساجد.. الإفطارالجماعى فى الساحات وقضاء الليل فى ذكر الله.. انقطاع الكهرباء والمياه مشاكل يتمنون زوالها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة