انتصف الشهر الفضيل مما يعنى أنه لم يعد هناك من أيام قليلة ويمر رمضان بأيامه كالسهم، وتمر معه الحلقات الأخيرة من مسلسلات رمضان فى سباقها المحموم للفوز بلقب الأفضل أو الأكثر مشاهدة أو الأقيم، وهناك آخرون سينتظرون انقضاء الشهر ليعاودوا العرض الثانى لعلهم يفوزون بالنجاح فى الملحق.
ورغم أننا تعودنا فى رمضان أن نسمع ونقرأ من البعض أحكاماً حول المسلسلات بالبقاء أو الموت من الحلقة الأولى، فإننى دائماً ما امتنع عن التعليق على المسلسلات بأى صورة قبل على الأقل انقضاء نصف المدة ذلك، لأن المسلسل جسد يتكون من ثلاثين حلقة فلا يمكن الحكم عليه مبدئياً إلا بعد رؤية نصفه على الأقل، حيث إن المسلسسلات قد وصل لنا نصف جسدها، فمن الجائز أن نتحدث عن الرابحين حتى الآن، أما الخاسرون أو أصحاب الملحق، فسأرجئ الحديث عنهم، ربما تأتى الرياح أو الحلقات الباقية بالكلمة الفصل.
الرابحون:
1 - هانى خليفة مخرجاً ويسرا بطلة ومحمد رجائى كاتباً وجمال العدل منتجاً كلهم رابحون، لأننا لم نتوقع نجاحهم بل كان الجميع فى شك من هذا العمل، خاصة أن كاتب السيناريو والحوار جديد على الشاشات، واسم يسرا هو الأكبر وتجاربها طوال السنين الماضية كانت متشابهة، فإذا بمخرج شديد الموهبة مع كاتب يثبت موهبته يمدان لها يدهما ليصعدا بها وبكل من شارك فى هذا المسلسل حتى أصغر دور لأداء وحكاية تحمل كل عناصر الجذب الجماهيرى وكل عناصر الفن الصحيحة فربحوا جميعاً
2 - محمد سامى مخرجاً ومحمد رمضان بطلاً ومحمد عبدالمعطى كاتبا للسيناريو، استطاعوا فى الأسطورة أن يحققوا النجاح الجماهيرى المتوقع منهم فقد تسلحوا بتيمة جماهيرية تضمن لهم نصف النجاح حتى قبل أن يبدوا العمل، ففكرة المسلسل أو أى عمل فنى حين تعتمد على الظلم والانتقام وصعود الشخصية من القاع للقمة تضمن نسبة من النجاح المسبق، فإذا أضفنا لها جماهيرية شعبية موجودة بالفعل للبطل محمد رمضان فالعمل يحظى بنجاح، ولكن لا يمكن أن نغفل أن هذا النجاح سيكون قاصراً لو لم يجتهد المخرج وبقية عناصر العمل، وقد اجتهد المخرج بلا شك، سواء فى تفاصيل عمله أو فى اختياراته للممثلين الذين أجادوا دورهم كروجينا ونسرين أمين وكل من شارك فى العمل، لكننى سأتوقف بالتحديد عند الممثلة الكبيرة فردوس عبدالحميد التى عادت من خلال هذا العمل بعد غياب لتذكرنا أن الموهبة الحقة مهما طال ابتعادها تنتظر دائماً الفرصة لتعود من جديد فى دور جديد بعمر جديد.
3 - جراند أوتيل بكل من فيه من نزلاء وصانعى الحدث، ورغم أنها مأخوذة عن عمل أجنبى إلا أن تامر حبيب كاتب السيناريو منحها دفئا ورائحة مصر من صعيدها على ضفاف أسوان، ثم أتى مخرجها محمد شاكر خضير ومصورها ومنسق المناظر والإضاءة والمسؤول عن الملابس وممثليها ليكملوا الصورة فينجحوا فنياً وجماهيرياً ولعل أكثر الرابحين من ممثليها هو عمرو يوسف وأمينة خليل ومحمد ممدوح وأنوشكا سيدة الأداء التمثيلى التى غابت فى الغناء، ولكنها لمعت فى التمثيل بدرجة ممتاز سواء فى دورها فى هذا المسلسل أو فى مسلسل سقوط حر، فصار نجاحها مزدوجاً، أما سوسن بدر فتلك حكاية أخرى لممثلة صاحبة ألف وجه وكل وجه له حكاية تختلف عن الأخرى مهما تعددت وجوهها.
4 - نيللى وشريهان كانتا فى الماضى تميمة نجاح فنية وجماهيرية، فإذا ببنتين يتلبسهما شيطان الفن يعيدان نجاحهما الأسطورى فى قالب ضاحك كتبه كريم يوسف ومصطفى صقر وأخرجه أحمد الجندى وشاركهما مصطفى خاطر وسلوى خطاب وبيومى فؤاد ومحمد سلام، إيمى سمير غانم ودنيا سمير غانم ومعهما نيللى وشريهان ربحوا بلا شك بالبسمة الشحيحة فى رمضان.
لا يعنى اقتصار الحديث عن الرابحين على الأسماء السابقة أنهم وحدهم من ربحوا وغيرهم فشلوا فى السباق فدراما رمضان عام 2016 بشكل عام تحمل كثيراً من العناصر الناجحة الجيدة، سواء فى مجال الكتابة أو الإخراج أو التمثيل وهى من أكثر السنين التى قدمت لنا دراما أغلبها جيد وقليل منها غير ذلك، ولكنى ذكرت فقط فى هذا المقال ما يُعد نجاحه مفاجئ وغير منتظر، وكذلك أصحاب النجاح الساحق الجماهيرى.. ومازال للحديث بقية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة