ورغم الأهمية الشديدة لهذا الاستفتاء ليس فقط لبريطانيا، وإنما للاتحاد الأوروبى للعالم، لتأثيره على هذا الكيان الكبير، فإن فكرة الاستفتاء فى حد ذاتها ليست بجديدة على الإطلاق فى القارة الأوروبية، بل ربما يكون هناك نوع من الإدمان على الاستفتاء، بحسب تعبير مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، فى أوروبا.
فمنذ عام 2000، كان هناك أكثر من 40 استفتاء على شئون دولية فى الاتحاد الأوروبى، بينما لم تشهد التسعينيات سوى 10 استفتاءات، وثلاثة فقط فى الثمانينيات.
وتقول مجلة فورين بوليسى، إن الحكومات الأوروبية لا تترد اليوم فى أن تحول القرارات الكبرى فى السياسة الخارجية لمواطنيها، وقد وجد الدبلوماسيون الأوروبيون فى الاستفتاء وسيلة مفيدة لكى يكسبوا نفوذا مع أقرانهم، فمن خلال السماح للمواطنين بالموافقة على المعاهدات، يمكن أن يفوز الدبلوماسيون بقدرة أكبر على المساومة عن التفاوض عليها.
ومن أشهر الاستفتاءات التى شهدتها القارة الأوروبية، ذلك الذى رفض فيه الشعبان الفرنسى والهولندى الدستور الأوروبى فى عام 2005، وكانت النرويج قد أجرت استفتاء على انضمامها للاتحاد الأوروبى، انتهى برفض مواطنيها لهذه الفكرة، وفى عام 1994، أجرت النمسا وفنلندا والسويد استفتاءات أسفرت عن تأييد انضمامها للسوق الأوروبية المشتركة.
كما أن معظم الدول التى انضمت إلى الاتحاد الأوروبى فى مراحل لاحقة، جاء قرارها بعد إجراء استفتاء بين سكانها، وهى دول استونيا ولاتفسا وليتوانيا وبولندا والتشيك وسولفاكيا والمجر وسلوفينيا ومالطا، وكانت قبرص الوحيدة التى لم تجر استفتاء واكتفت بإجراء تصويت داخل البرلمان.
ومن الاستفتاءات الشهيرة أيضا فى دول القارة العجوز، استفتاء أسكتلندا على الاستقلال عن بريطانيا عام 2014، وهو الذى جاء بالرفض، وفى العام الماضى صوت سكان إقليم كتالونيا ضد فكرة الاستقلال عن أسبانيا على الرغم من الحملة القوية التى كانت تهدف للانفصال.
ومن المتوقع أن يؤثر استفتاء بريطانيا على مصير الاتحاد الأوروبى، لأن التصويت لصالح الخروج سيعنى أن كثيرا من الدول الأخرى ربما تفكر فى أن تسير على درب لندن، وتجرى استفتاءات بدورها لبحث مصير علاقتها بالكتلة الأوروبية.
موضوعات متلعقة..
- 1280 رجل أعمال يوقعون خطاب لتأييد بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوربى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة