- سلحفتى مريضة.. أريد استشارتك.
- تعرفين أننى لست بيطريُّا.
هكذا يخبرنى صديقى الطبيب باقتضاب…
ليس طبيبًا نفسيًّا أيضًا لكنه يؤمن بوجود وجه شبه ما بيننا.
-أنتِ حساسة أكثر مما ينبغى، مخبولة أيضًا.. قليلًا فقط.. مثلى.
هكذا يخبرنى صديقى الطبيب..
"ليس عليكِ الانتظار، الاعتماد على أحد.. النسيان والتجاهل حل كل شىء"…
يبدو على خطأ.. أرغب فى الصراخ لكنى لا أفعل.
-أحلامى تبدو حقيقية للغاية.. أنا أراسل الموتى فى أحلامي… كل شىء يبدو حقيقيًّا.
أخبر ذلك الطيف
-أنا مجرد ظل حتى أكتب..
-وماذا يحدث عندما تكتبين؟
يحتضن ظهرى، يطبع قبلة فوق كتفى الأيمن…
-أكون حورية بحر.
-ثم؟
-أتبخر كفقاعة.. هكذا فقط…
يضمنى إليه بقوة: لن أفلتك حتى تتبخرين كفقاعة.
يتبخر هو…
يسألنى صديقى الكاتب:
-خلصتى المقال.
-لا مش فاضية بكتئب…
نضحك سويًّا…
يرسل لى غلاف عمله الجديد "الأرنب الشجاع".
-هل تعلم أن الأرنب مؤنث ومذكرها الخزز؟
-أعلم.. لقد أخبرتنى من قبل!
-لقد فشلت فى إفساد بهجتك بالغلاف إذن!
"هناك شىء ما مبتذل فى السعادة" هذا مطلع روايتى الجديدة.
- لماذا تكرهين السعادة؟
-لأننى أضطر إلى انتظارها.
-لا تنتظرى إذن!
- وكيف أتوقف عن الانتظار؟
-ارقصى.. كما يقول موراكامى.
-أقضى حياتى فى جرف الثلوج؟
-مثلا…
-ليس ممتعًا.
-جرف الثلوج؟
-لا.. الرقص.. أنا أكره الرقص.
-كاذبة…
-أكره الرقص فى مقاومة الانتظار.
-لا تقاوميه توقفى فقط عنه، اكتبى.
-أكتب عن ماذا؟
-عن الانتظار.. التوقف عن الانتظار.
-2-
لا أستطيع وضع طلاء الأظافر لفترة طويلة، أقوم بفركه، فى إحدى لحظات انفعالى أفركه بشدة، أجرحنى.. رُبما أحاول تمزيق بشرتى أيضًا…
"هناك شىء ما تحت جلدى، تحت أظافرى يرغب بالخروج.. إن ذلك النوع من الوجع يرغب بتمزيقى كى يتحرر".
أخبره: أنا لست بخير.
-ماذا بكِ؟
-أنا خائفة.
-لا تقلقي.. أنا هُنا.
آه الكلمات المقتضبة تلك.. تتعرق يدى وأنا أحدق إلى الكلمات.
"أيتها الصخرة"…
أشعر بتعرق كامل جسدى ويبدأ فى الارتعاش، التنفس ليس على ما يرام أيضًا، وجع شديد يمزق صدري.. أضربني..
"توقف.. كفاية.. اصمت"… أضربنى.. أجذب شعرى أصفعنى…
أغرس أظافرى فى الساق التى أكرهها.
أبكى بعنف… أغمر وجهى بالماء.. رأسى بالماء… وأشعر بتلك الضغطة على يدى.
"أكره ذلك"…
أخبر صديقى الخيال: العبارات المقتضبة الصغيرة تلك، إنها تؤلمنى.
- لماذا؟ لقد كنتِ دومًا قنوعة.
- قنوعة وواثقة، لكنى لم أعد كذلك، لقد أحدث ثقبًا كبيرًا فى كل شيء، أسودًا وكبيرًا يبتلعني.. أحاول ترميمه باستجداء تلك الكلمات، لكن يزيد من شعورى بكونى مثيرة للشفقة، مع كل كلمة مقتضبة تُقال أشعر بأنى مغفلة تشخوف، لست لطيفة أو جميلة إلى درجة كافية كى أشعر بالحب والدعم.. هذا ما جنيته من كونى باهتة الملامح، دخولى بأى علاقة يعد ظلمًا، لا أستطيع الشعور بأى حب!
-أو رُبما أنتِ لا تحصلين على أى حب من الأساس!
-لا أرغب فى تصديق هذا، لا أريد الوصول إلى حضيض الشفقة.. آه إنها أكثر المشاعر المحطمة.
-أنت لا تستجدين مشاعر أحدهم.
-لأن الثقب أخذ فى الاتساع فتوقفت.. كان يتم دفعى بعيدًا، بطريقة مؤذية.
-والآن.. ماذا حدث للثقب؟
-الثقب.. آه.. لقد ابتلعنى.. لقد كان الجميع يشاهد ابتلاعى ولم يتحرك أحد لأجلى.
موضوعات متعلقة..
- "كولاج" قصة قصيرة لـ"جيلان صلاح" الفائزة بالمركز الأول فى مسابقة المواهب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
لان الثقب اخذ في الاتساع
عليكي و على فرويد حيحل كل مشاكلك