وأشارت الصحيفة إلى أن المتشككين فى جدوى الوحدة الأوروبية عبر القارة ابتهجوا باحتمالات مغادرة بريطانيا، ويأملون أن يقطعوا أراضيهم من خريطة تمتد من السواحل المشمسة للبرتغال إلى فنلندا. ومع صعود الأحزاب الشعبوية عبر القارة، فإن البريطانيين ربما يكونوا أول الراحلين.
وقد شهدت تلك المنطقة اختبارات كثيرة فى السنوات الأخيرة بدءا من أزمة الديون الأوروبية، والعدوان الروسى ومؤخرا أزمة المهاجرين التاريخية، ويقول المسئولون والخبراء إن خروج بريطانيا يمكن أن يقدم التحدى الأكبر.
وتابعت الصحيفة قائلة إن خروج بريطانيا يمكن أن يضر أيضا بعلاقة الاتحاد بواشنطن ويحرمه من الجسور البريطانية للولايات المتحدة. وتظل بريطانيا واحدة من أكبر دعاة العولمة فى أوروبا، وخروجها يمكن أن يقدم صوتا جديدا لأنصار حماية التجارة عبر المنطقة.
ويقول المعارضون لانفصال المملكة المتحدة إن الخسائر يمكن أن تشمل خطط لتوقيع اتفاق كبير للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة وأوروبا.
والسؤال المطروح الآن، كما تقول واشنطن بوست، هو ما إذا كان خروج بريطانيا سيفتح الباب لخروج مزيد من الدول الأخرى، التى لا يزال فيها الاتحاد الأوروبى يفتقر للشعبية بشدة.
وفى الوقت الراهن، فإن قائمة الدول التى ربما تنظر فى هذا الأمر قصيرة وتشمل فرنسا والدانمارك وهولندا وعدد قليل من الدول، لكن الخبراء يحذرون من أن هذا يمكن أن يتغير سريعا.
ويقول دبلوماسيون إنه حتى لو نزعت الدول فتيل الحركات المتشككة فى جدوى الاتحاد الأوروبى، فإن الأيام التى كان القادة يجتمعون فيها فى بروكسل لوضع مزيد من السيادة للاتحاد ستكون قد ولت لو رحلت بريطانيا. وسيكون هذا ضربة كبرى لمشروع بدأ بعد الحرب العالمية الثانية لربط الدول ببعضها البعض بشدة حتى لا تستطيع أن تدخل فى معركة ضد بعضها البعض.
ويقول بعض ممن شغلوا أرفع المناصب فى الاتحاد الأوروبى الآن إنهم أخطأوا فى الاعتقاد أنهم لو أزالوا الحدود الاقتصادية بين الدول، فإن الإحساس بالوحدة السياسية تحت علم الاتحاد الأوروبى سيستمر.
موضوعات متعلقة..
- وليم هيج: خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يغرى خصومها بإحداث مشاكل