د. عباس شومان

صلة الأرحام فى رمضان

الأحد، 19 يونيو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه، إخوة الإيمان والإسلام نواصل حديثنا حول بعض الخواطر عن الصيام، وشهر رمضان الكريم.

من الأمور المحببّة التى ينبغى على الصائم أن يتحلى بها أثناء صومه، أن يستغل تخلصه من وسوسة الشيطان، ومن وسوسة النفس، ومن شهوات الهوى، فيتقرب إلى الله عز وجل بالطاعات التى بيّنها لنا شَرْعُنا الحنيف، ومن هذه الطاعات، صلة الأرحام، فالناس فى عامهم ينشغلون بأعمالهم كثيرًا، ويتعودون فى شهر رمضان أن يتخففوا من هذه الأعمال، ويقبلوا على الله عز وجل قدر استطاعتهم، شريطةَ أنْ لا يعطل هذا مصالح الناس، فإنه لا يجوز تعطيل مصلحة مشروعة لأى إنسان من أجل الصيام.
أما إذا تمكن من ذلك وخفف من بعض أعماله من باب أن يُعطى بعض الوقت لكتاب الله تعالى، ولِمُدارسة العلوم النافعة، فلديه الوقت الذى يُطيعُ الله عز وجل فيه بعمل لا يقل أهمية عن ملازمةِ كتابِ الله وسنةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستماع إلى دروس العلم فى المساجد، ألا وهو «صلة الأرحام»، الأرحام من كل أحبائنا الذين تربطنا بهم صلة من جهة الأم أو الأب، وكذا من تربطنا بهم صلة سببية من النكاح أيضا، وهم الأصهار، هؤلاء الذين نُقصّرُ فى صلتهم كثيرًا جراءَ انشغالنا بأعمالنا، فعلينا ألا نُضيع فرصة هذا الشهر العظيم، وأن نتصالح معهم لتركنا إياهم فترات طويلة، وأنْ نعتذر إليهم عن تقصيرنا فى وُدِهم ليس عن جَفَاء، وإنما لكثرة الأعمال والانشغال، وأنهم سَيَقْبَلون اعتذارنا، فما أعظم صلةَ الأرحام، وما أقبح قطعها، ويكفى أن الله سبحانه وتعالى يصل من وصلها، حين تعلقت بالعرش، ولاذت بالله تعالى واستعاذت به، فأعاذها، واستمعَ لها ووعدها بأنه سيصلُ من وصلها، وسيقطعُ من قطَعَها، فما أحسن من وصل الأرحام، وما أقبح من قطعها، وابتعد عن طاعة الله عز وجلّ، فلا فرصة لنجاتهِ فى الآخرة.

وليعلم هذا أننا وإنْ كنا مُقَصرِين فى حق أرْحَامِنَا- وكثيرُ منّا كذلك- علينا أن ننتهز شهر الصوم، شهر العبادة، شهر الطاعة، شهر التَسامُحِ بين الناس، شهر التعامل بالصدق والإحسان إلى الناس، من الأقارب ومن غيرهم، وأن نتصالح معهم، ونَصِل الأرحام، ونتواصل معهم، ونَتَقرب إليهم، عَلنا نَظفرُ بدعوة صالحٍ منهم أو صالحة، تُصْلِحُ ما بيننا وبينَ الله عز وجل، الذى حثنا على صلة الأرحام ودعا إليها ورغّب فيها وحذر من قطيعتها.

وعلى الرغم من وصية الله ورسوله بالأقارب، وجعل الإسلام صلة الرحم من الحقوق العشرة التى أمر الله بها أن توصل فى قوله تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِى الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا» «البقرة 36»، فإن كثيراً من الناس أضاعوا هذا الحق، مما جعل الحقد والبغضاء والشحناء تحل محل الألفة والمحبة والرحمة بين أقرب الأقربين وبين الأخوة فى الدين على حد سواء.

نسأل الله تعالى أن نَكُونَ ممن يَصِلُونَ أرحامهم، ونعوذُ به أنْ نكون ممن يقطعونها، إنه على ما يشاءُ قدير وبالإجابة جدير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة