وبالتزامن مع الذكرى 44 لنصر أكتوبر المجيد الموافق العاشر من رمضان 1393 هجرية، التقى "اليوم السابع" بأحد الأبطال الشاهدين على حرب أكتوبر 1973، ليتحدث عن بعض ما حققه أبطال النصر والذين تخرجوا على يديه فى مدرسة الصاعقة بأنشاص الرمل محافظة الشرقية.
رقيب مجند "ثروت عبده قاسم ميزو"، أحد أبناء محافظة أسوان، أكد أنه شهد السنوات الست فترة حرب الاستنزاف نهاية بنصر أكتوبر فى حرب 73، وكان وقتها معلماً فى مدرسة الصاعقة بأنشاص الرمل محافظة الشرقية، واستشهد على يديه العديد من الأبطال خلال قصف العدو لمدرسة الصاعقة.
ويحكى "ثروت ميزو" ذكرياته مع حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، وقد بلغ من العمر 71 عاماً، ولكنه يتذكر اللحظات والأوامر والحياة العسكرية كأنها وقعت بالأمس، حتى الأرقام الخاصة بالتجنيد، فيقول "تم تجنيدى فى الثالث من شهر مارس عام 1963، وأمضيت بنجاح فرقة الصاعقة الراقية رقم 129 المنعقدة بالمدرسة فى الفترة من 13 يوليو عام 1968 وحتى 21 سبتمبر من العام نفسه، واستحقيت بذلك أن أكون معلماً فى مدرسة الصاعقة برقم العسكرى 5269082 ".
وتابع معلم الصاعقة، الحديث قائلاً "كنا نستقبل الطلاب والفدائيين والمتطوعين من كل محافظات الجمهورية وغيرهم من البلدان الأخرى مثل ليبيا وفلسطين، ونستهل استقبالهم بالتأكد من التقرير الطبى لمجموعات كبيرة وافدة، ثم نقوم بعمل اختبارات الثقة لهم، ومنها القفز من برج على ارتفاع 15 متراً إلى ترعة الإسماعيلية، والجرى لمسافة فى سباق حر، وأيضاً تمارين العقلة، وتمارين الضغط، وتمارين القرفصاء، وفى حالة اجتيازهم بأرقام وحسابات معينة ينجح المتقدم ويتحصل على فرقة الصاعقة، ويكون جاهزاً للمهمات القتالية".
وأكد أن أبناء القوات المسلحة كانت تملكهم روح عالية على القتال أثناء التدريب، وتحولت هذه الروح إلى قوة جعلتنى أزداد إيماناً بأن النصر آت وكانت سبباً فى النصر، فالجندى المصرى لا يمكن له أبداً أن يرضى بالهزيمة أو الغدر والخيانة، مشيراً إلى أن هناك أمثلة كثيرة تدل على الروح العالية، ومنها إصابة أحد المتطوعين فى قدمه حتى انتفخت واضطر الأطباء المختصين إلى بتر قدمه، ولكن الغريب أنه كان يحمل إصراراً على إتمام الدور المكلف به ومواصلة المشوار.
وأضاف، أنه بالرغم من كونه أحد معلمى الصاعقة الذين يعدون ويدربون الأبطال للمشاركة فى المهمات القتالية وحرب أكتوبر أيضاً، إلا أن هناك تعليمات لهم بالجاهزية كقوة إضافية مزودين بأسلحة "الآر بى جى"، والطبنجة، والتليسكوب الليلى، حتى لا يحدث هجوم مضاد ولا يوجد قوة احتياطية تصد الهجوم خلال حرب أكتوبر.
وأشار إلى أن الفداء كان عنواناً لكل من تتلمذوا على يديه فى مدرسة الصاعقة، حتى أن كل واحد من الذين تخرجوا حمل بداخله معانى الصبر والفداء والتضحية حتى ولو كانت آخر قطرة من دمه، فى سبيل تحرير الوطن والحفاظ على أرضه.
وأوضح "ميزو"، بأن هناك الكثير ممن استشهدوا على يديه خلال القصفين اللذان وقعا على مدرسة الصاعقة بأنشاص الرمل، حتى أن إحدى القذائف سقطت بالقرب منه، وشاع فى بلدته أسوان خبر استشهاده، ولكن عندما وصل إلى أسوان فى أول إجازة بعد القصف، التف حوله عدد كبير من الأهل والجيران بشارع عبد السلام الناظر بمدينة أسوان، لدهشتهم من كونه على قيد الحياة مرة أخرى وسط عبارات حفاوة كانت تردد "البطل رجع البطل رجع".
موضوعات متعلقة:
بالصور.. تعرف على البطل المقدم أحمد حسن إبراهيم ابن الشرقية.. أسقط 13 طائرة إسرائيلية فى حرب أكتوبر.. وشقيقته: لم يحصل على حقه من التكريم وتم حذف اسمه من على مدرسته الابتدائية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة