علا الشافعى تكتب: منى زكى.. تحية أفراح القبة «البديعة»..النجمة الشابة تدخل مرحلة النضج الفنى بثقة وحرفية تستحق التقدير..العمل شهادة ميلاد لمحمد الشرنوبى وتأكيد لموهبة إياد نصار ومهارة ياسين الإخراجية

الثلاثاء، 14 يونيو 2016 11:00 ص
علا الشافعى تكتب: منى زكى.. تحية أفراح القبة «البديعة»..النجمة الشابة تدخل مرحلة النضج الفنى بثقة وحرفية تستحق التقدير..العمل شهادة ميلاد لمحمد الشرنوبى وتأكيد لموهبة إياد نصار ومهارة ياسين الإخراجية علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المسلسل تحفة فنية أضفت بريقًا على كل نجومه وأعادت اكتشافهم من جديد..رانيا يوسف تتألق.. وسلوى عثمان تلمع.. وصابرين تعود بمنتهى القوة



تخطو تحية (تجسدها منى زكى) مثل غزالة صغيرة تقفز برقة تحاكى تفاصيل جسدها النحيل ووجها الباسم، وتسأل أحد العاملين عن مدير المسرح، فيرد: «المدير مرة واحدة!»، ثم يشير لها باتجاه «عم برجل» المسئول عن البوفيه فى المسرح، وهو المخضرم والعالم ببواطن الأمور. فى هذا المشهد تروى قصة «تحية عبده» من وجهة نظرها، حيث دخولت إلى المسرح، ذلك المكان الذى حلمت وتمنت أن تكون واحدة منه، لتصبح نجمة مشهورة، ولكنها لم تكن تعرف ما يخبئه لها القدر، حيث اغتالها وساهم فى قتل روحها كل من تواجد فى هذا المكان.

أفراح القبة (11)

بشكل أو بآخر فى هذا المشهد تحديدا ترسم منى زكى بحرفية ومهارة عالية ملامح تحية عبده «بنت بدرية» خطواتها داخل المسرح، وكيف تنتقل بعينها لتحفظ تفاصيل المكان، وكيف تجذب فستانها على جسدها وتشده مع كل خطوة ليصير أكثر ضيقا لإبراز مفاتنها وهى تردد بينها وبين نفسها جملة «تشتم بها خياطة الفستان» التى جعلته واسعا من عند الوسط، تخطو تحية بثقة وتذهب إلى «عم برجل» وتحدثه بغنج ودلع فوق العادة وتسأله: «انت المدير؟». فى ظنى هذا هو المشهد الذى شكل الانطباع الأول عن تحية وكشف أحد وجوهها المتعددة، وهو ما بدعت فى صياغته منى زكى وساعدها بالتأكيد مدير تصوير ومونتير ومخرج وكاتب يدركون جيدا كيف يخلقون إيقاعا للشخصية التى نرصد تحولاتها ونقلاتها النفسية الداخلية والظاهرية لقطة بلقطة، حيث تتكشف بسلاسة وعمق شديدين - لاحظ نقلة الأداء مابين دخلة تحية من باب المسرح ودخولها إلى الحارة ورؤية والدتها بدرية _ تجسدها سوسن بدر _وهي تمارس إحدى هوايتها فى «الشرشحة» مقابل اجر تتقاضاه، وكيف تدخل تحية لمنزلها والعلاقات بينها وبين شقيقاتها ثانية تجسدها بمهارة رانيا يوسف، وعالية تجسدها دينا الشربينى - عالم تحية الذى كشف عنه مخرج العمل المبدع محمد ياسين، عالم يثير الدهشة والتساؤلات ويجعلنا نضرب كفا بكف من فرط المفارقات التى تحيا تحية وأسرتها فى ظلها، ولكن تلك واحدة من طبائع أدب نجيب محفوظ "فالبيت التى تسكن وتنتمى إليه تحية يبدو مبهجا بسبب وجود هؤلاء الفاتنات الجميلات ولكنه فى الأساس عالم يحمل الكثير من الغلب والقهر ويكشف عن عهر حقيقى لا ترفضه الأم ما دام يحقق المصلحة، ثانية تعمل فى كباريه ولا تمانع فى أن تكشف عن «سمانتها» للميكانيكى _أحمد السعدنى_ مقابل جنية مؤكدة له أن الصدر بـ4 جنيهات والسمانة بجنيه واحد، وتقبل أن تعقد اتفاقا مع الميكانيكى يتزوجها مقابل أن يدير هو جسدها ويستفيد من "القوادة"، أما عالية والتى تأتيها فرصة عمل فى إحدى الجرائد بالأرشيف إلا أنها تفضل العمل فى النقد الفنى وكلام أمها بدرية _الحفافة_ يرن فى أذنها، الرجل زى الكلب بدل ما ترميله لحمة ارميله عضمة لذلك لا تمانع أن تدخل على المدير فى هذا المكان بعد أن تفتح زر قميصها «اللى فوق» ليرى الرجل ولو جزء صغير من صدرها.


أفراح القبة (1)


منى زكى أمسكت خيوط الشخصية بعبقرية وصاغت كل التناقضات الداخلية والخراب النفسى داخل تحية ليخرج كل هذا فى أداء سلس وعبقرى - لاحظ تلون أدائها فى المشهد الثانى الذي ذهبت فيه إلى المسرح حيث التقت بـ«عم برجل» والذى عرف وضعها والبيت الذى تعيش فيه، لتؤكد له أنه لو حاول استغلالها والحديث عن ظروفها أو الضغط بها عليها لن تسمح له مؤكدة له «جميلك هيفضل على راسى» وكأنها تهدده بعينها وبثقة تحسد عليها وجبروت يتنافى مع رقتها فى المشهد.


أفراح القبة (2)


من هذا المنزل خرجت تحية والتى تحاول أن تتمرد على واقعها، وتتوهم أن عالم المسرح والأضواء والشهرة قد يكون هو المخرج بالنسبة لها _في خلفية المشهد شريط الصوت يأتى حاملا جزء من صوت عبد الناصر في خطاب التحى بعد نكسة 67 _تخرج تحية وتتلقفها يد سرحان الهلالى مدير الفرقة _ يجسده جمال سليمان _ ومن بعده تقع في حب الممثل الثانوى بالفرقة طارق رمضان _ يجسده إياد نصار_ تحية والتى رغم كل التناقضات التى تعيش فيها أو تضطر للتكيف معها تحلم بالزواج والمنزل والإنجاب تتمنى أن تعيش.


أفراح القبة (4)


محمد ياسين يقدم تجربة مميزة، يتحكم بمهارة فى إيقاع العمل، وكافة عناصره الفنية، دراما محكمة الصياغة ممثلين يخرجون أفضل ما فيهم، وفى ظنى أن أفراح القبة أعاد اكتشاف العديد من النجوم، أو بمعنى أدق أتاح لهم إعادة اكتشاف أنفسهم، ورغم تميز كل عناصر أفراح القبة ومعظم النجوم المشاركين فى العمل بدءًا من إياد فى دور طارق رمضان، والذى يقدم تركيبة درامية جديدة عليه، وكعادته يقفل الشخصية التى يجسدها حيث يصعب أن ترى بديلا عنه وصبرى فواز، المشاهدين بأدائه البسيط المحكم فى دور كرم عباس، والمتألقة المخضرمة سلوى عثمان فى دور «أم هانى»، تؤدى واحدا من أفضل أدوارها يكفي مشهدها وهي تقوم "بتحمية "طارق رمضان وتنعي منافستها في قلبه "تحية" وتبكى بصوت أقرب للعويل وهى تترجى طارق إلا يتركها تعيش وحيدة بين هذه الجدران اما صابرين فهي صاحبة الاداء السهل الممتنع والتى تستحق التوقف عن دور حليمة الكبش بمفردها و صبا مبارك، فتقدم دور "درية" باحتراف شديد وحضور طاغ.


أفراح القبة (3)


وإذا كان أفراح القبة شهادة ميلاد جديدة لمحمد الشرنوبى الذى يؤدى دور «عباس كرم»، والذى يعد مفاجأة حقيقية، حيث يؤدى دورا صعبا ومركبا. إلا أن أفراح القبة هو نقطة تحول في مشوار منى زكى الفنى، حيث إنها أخيرا تحررت وأطلقت لموهبتها العنان لتصول وتجول داخل شخصية تحية عبده بكل تحولاتها وونقلات الإحساس المتباينة فى نفس المشهد بسلاسة و حرفية و«معلمة». فى إطار مسلسل من السهل أن نطلق عليه حالة فنية خالصة يحتفى بالجمال والفن بكافة عناصره.


أفراح القبة (6)

أفراح القبة (7)

أفراح القبة (8)

أفراح القبة (9)

أفراح القبة (10)

أفراح القبة (5)


موضوعات متعلقة..


- علا الشافعى تكتب: 7 مؤشرات تكتب شهادات نجاح وسقوط 29 مسلسلًا فى الأسبوع الأول من رمضان.. جودة الصورة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة.. الانفصال عن الواقع الاجتماعى والتركيز على حياة الـ«كومباوندات»










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو العُريف

عهد . . والتزام . . وإقرار . .

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد فاروق

فوجئت بالمسلسل ...1

ليه المسلسل ده إعلاناته غير موجودة أو قليلة ...!

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد جمعه اسوان

اوسكار افضل مسلسل

وافضل ممثلة لمنى وجائزة تقدير خاصة لصابريين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة