ولعل مسلسل القيصر والذى يعرض على شاشة on tv من أبرز تلك المسلسلات حيث استطاع مخرجه أحمد نادر جلال والذى حقق نجاحات عديدة فى مجال التلفزيون والسينما ومنها مسلسل اسم مؤقت مع يوسف الشريف وغيرها من الأفلام المتميزة مثل كده رضا لأحمد حلمى وأبو على لكريم عبد العزيز ومنى زكى وغيرها من الأعمال، استطاع أن يخطف قلوب المشاهدين بعدد من مشاهد الأكشن المتميزة والمطاردات الدقيقة والصورة المبهرة والإدارة المتميزة للممثلين فى الحلقات الأولى من مسلسل القيصر، وهى الحلقات التى شهدت عملية اقتحام من القوات الخاصة المصرية لإحدى البؤر الإرهابية فى منطقة رفح المصرية، ومنها إلى أحد الأنفاق، ليقدم أحمد نادر جلال حلقات متميزة فى جميع عناصر العمل المتكاملة سواء فى الاضاءة وكادرات التصوير وحركة الكاميرا والتركيز على ملامح وانفعالات النجوم التى جعلت المشاهد يرتبط انسانية بالأبطال.
ويحسب للمخرج أحمد نادر جلال أنه استطاع فى بداية المسلسل أن يقدم حلقات دسمة بعيدة عن المط والتطويل الذى يقع فيه عدد كبير من المخرجين محافظا على إيقاع العمل السريع والمشوق، ورغم أن يوسف الشريف يحسب له أنه يستطيع التلون بين عمل وآخر وفى كل عمل يظهر بشكل متميز خاصة بعدما عمل على تطوير شكل جسده بالتمارين الرياضية التى اعطت له شكل الإرهابى المحترف مفتول العضلات إلا ان مجهود الشريف كان ليضيع هباء لو تعامل مع مخرج لن يجيد الاستفادة من مجهود الشريف وتطويعه لصالح العمل.
من المخرجين المتميزين أيضا والذى أستطاع أن يلفت الانتباه هو مخرج مسلسل 7 أرواح للنجم خالد النبوى المخرج طارق رفعت والمفاجأة فى طارق رفعت هو أن المسلسل يعتبر التجربة الإخراجية الأولى له، حيث لم يقدم تجارب إخراجية سوى فى برنامج "العصابة" إضافة الى مشاركته فى فيلم المصلحة لأحمد السقا وأحمد عز كمشرف على المؤثرات البصرية ومشاركته كمشرف على المؤثرات البصرية أيضا فى فيلم بدل فاقد وفيلم ألف مبروك لأحمد حلمي، إلا أنه استطاع أن يقدم نفسه كمخرج واعد فى مسلسل 7 أرواح مقدما حلقاته الأولى باقتدار وبخبرات المخرجين الكبار، حيث استطاع هو الآخر أن يقدم حلقات على مستوى عالى من التشويق والإثارة، ليجبر المشاهد على متابعة الخطوط الدرامية لشخصيات المسلسل المتشعبة والتى لعب عليها المخرج فى أكثر من اتجاه سواء فى علاقة خالد النبوى "معتز الفرماوي" وزوجته أو فى الخطوط الدرامية لرانيا يوسف وإياد نصار ووليد فواز .
إضافة للقضية الأساسية وخيوطها الدرامية التى تجمع رجل الأعمال محمد السويفى شقيق إياد نصار بالممثلة هالة طارق التى تظهر الأحداث أنها قتلها لكنها لا تزال على قيد الحياة بينما هو فى انتظار حبل المشنقة، وهى الأحداث التى تطورت سريعا خاصة بعد هروب السويفى من السجن لتتفتح خطوط درامية جديد ليعلن طارق رفعت عن بداية الأحداث الحقيقية بعد أن قدم بانوراما جذابة وسريعة لحياة ابطال العمل جعلت المشاهد مترقب للأحداث المتتابعة بالعمل.
مسلسل "فوق مستوى الشبهات" والذى تقوم ببطولته النجمة يسرا، ونجلاء بدر، وشيرين رضا، وزكى فطين عبد الوهاب، وأحمد حاتم، وسيد رجب، وباسل الزارو، وهو للمخرج هانى خليفة، قدم أيضا حبكة درامية بها الكثير من الغموض غزلها هانى خليفة والذى ربما لم يحقق نجاحا كبيرا فى مجال الإخراج إلا من خلال فيلم سهر الليالى مقدما عدد من الأعمال التى لم تحظى بنفس نجاح "سهر الليالي"، لكنه يقدم نفسه كمخرج دراما مهم مع النجمة يسرا من خلال "فوق مستوى الشبهات"، وهو العمل الذى ظهر فيه جهد كبير فى إدارة خليفة للممثلين بالعمل خاصة الشباب منهم إضافة الى كيفية تقديمه ليسرا فى شكل مختلف عنها خاصة فى المشاهد التى تشهد تحول يسرا من الشخص الهادى "الكول" الى الشخصية المتوحشة التى تخرج من داخلها معبره عن الغضب الكامن بها، وهو الغضب القادر على الإطاحة بمن حولها فى لحظة تهور مثلما رصدت كاميرا هانى خليفة فى مشهد قتلها للطبيب النفسى الذى خدعها وجعلها تخضع لجلسة علاج نفسى رغما عن إرادتها.
مسلسل "جراند أوتيل" للفنان عمرو يوسف، ودينا الشربينى، وأحمد داود، ومحمد ممدوح، وسوسن بدر، وأمينة خليل، وشيرين، ورجاء الجداوى، ومحمود البزاوى، وندى موسى، وأونشكا، وإخراج محمد شاكر ، قدم هو الأخر نموذج مختلف عن المسلسلات الموجودة على الساحة فى رمضان، شاكر والذى برع فى تقديم الدراما الإجتماعية فى مسلسل طريقى بالعام الماضى يقدم هذا العام أيضا نموذج للدراما الإجتماعية الغامضة التى غزلها ببساطة متحركا بين كل شخصية وأخرى بانسيابية شديدة ليعرف الجمهور على كل شخصية وتشابك كل شخصية مع محاور الاحداث والشخصيات من حولها.
ومن المميز فى الصورة التى ظهرت بمسلسل جراند أوتيل فى حلقاته الأولى هو حفاظ شاكر على ان يأخذ المشاهد الى الوراء لعام 1950 وقت احداث المسلسل محافظا على كل تفصيلة تزيد المشاهد يقين بأنه يشاهد عمل متكامل داخل ذلك الزمن الذى يحمل كثير من السحر والرقي.
مسلسل المغنى للكينج محمد منير ورانيا فريد شوقى، وميساء مغربى، وإيناس كامل، ومريهان حسين، قدم من خلاله المخرج الدكتور شريف صبرى، صورة متميزة بطلها شريف صبرى ورغم أن الكينج محمد منير لا يظهر بالعمل بإعتباره ممثل من الدرجة الاولى إلا أن سر تميز الحلقات الأولى هو أن العمل مغزول بروح الكينج محمد منير يظهر به هموم الوطن مثلما يحملها الكينج بين طيات قلبه، وربما هذا أكثر ما يميز العمل وهو أن المسلسل يشبه محمد منير ، ورغم أن العمل بالأساس للكينج محمد منير إلا أن صبرى استطاع أن يرصد الشخصيات التى تدور فى فلك منير من حوله ببساطه كما هى فى حقيقة الشخصيات بحياة الكينج من حوله وربما هى فرصة كبيرة ليتعرف جمهور الكينج على الوجه الإنسانى لمنير خاصة وأن منير على المسرح يظهر فى صورة مغايرة لمنير الإنسان المهموم بوطنه دوما والذى يسكن الحزن فى عيونه.
مسلسل "سقوط حر" بطولة نيللى كريم، والمخرج شوقى الماجرى، من الأكثر الأعمال تميزا على مستوى الإخراج والتمثيل والسيناريو المحبك وبعيدا عن كون نيللى أصبحت من النجمات المقدامة التى تسعى للتجديد والتى جعلت اسم مرض نفسى يدعى كتاتونيا فى يومين فقط أصبح واحد من أشهر المواضيع التى تتحدث عنها العامة وكأنه مرض مثله مثل نزلة البرد، وهو الامر الذى يحسب لمريم ناعوم صاحبة الفكرة، أما المخرج شوقى الماجرى فاستطاع ان يضع يده على مواطن القوة لدى نيللى كريم والتى تتمتع بثبات انفعالى كبير جعلها تقدم شكل مريض الكتاتونيا بحرفية شديدة وهو ما وفق الماجرى فيه بشكل كبير ليس فقط فى ادارة نيللى كممثلة قديرة ولكن بداية من تتر المسلسل يستعرض شوقى ذكاءه الفنى فى تقديم تتر مناسب جدا للحالة العامة للمسلسل الذى يشوبها الغموض، إضافة لقدراته فى التحكم فى الطفل وإدارة قدراته التمثيلية ليقدم مشهد معبر دون صخب بعد علمه بوفاة والده وخالته فى حادث ودخول والدته "ملك" نيللى كريم الى المستشفى وهى الكذبة التى كذبها زوج خالته عليه لتهوين الصدمة عليه.
المخرج شادى الفخرانى فى مسلسل "ونوس" بطولة والده الفنان القدير يحيى الفخرانى، استطاع هو الأخر أن يقدم عمل متقن على المستوى الإخراجى معتمدا على شخصية الشيطان التى يلعبها والده الفخرانى مستخدما إيماءات جسد الفخرانى التى يجيدها فى التعبير عن شخصيته بالمسلسل وبعينه المعبرتين والتى يستطيع من خلالها أن يتلون ويرسم على وجهه أكثر من شخصية ما بين البراءة والشر.
براعة شادى تظهر جليا ايضا فى اختيار فريق العمل ودفعهم وتطويعهم صالح العمل مثل ما حدث مع هالة صدقى والتى تقدم دور الأم التى شالت مسئولية كبيرة فوق طاقتها وبعدد مشاهد قليل استطاعت ان تعطى المشاهد انطباع عن مسيرة حياتها دون الرجوع بفلاش باك للأحداث، وأيضا حنان مطاوع والتى تظهر بدون مكياج معبره عن الحالة المزرية التى تعيش فيها نفسيا بسبب وضعها وحالة طفلها المريض وهو ما جسدته بشكل جيد مشكلة هى وباقى أفراد أسرة هالة صدقى فريق عمل متميز.
من المسلسلات اللافتة للانتباه والتى تحلق فى منطقة خاصة، هو أفراح القبة، والمأخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديب الكبير نجيب محفوظ ، رغم ان المسلسل فى أول حلقتين بدا ملتزما بنص نجيب محفوظ، إلا أن محمد ياسين والمؤلفة ومدير التصوير عبدالسلام موسى ومشرف المناظر والديكور محمد عطية، والمونتير محمد عيد، أخذوا النص وحلقوا، فى منطقة فريدة ضمن المسلسلات المتنافسة وتبدأ الاحداث داخل حجرات مسرح "فرقة الهلالي"، حيث يجتمع أبطال الفرقة على الطاولة المستطيلة، التى يترأسها مدير الفرقة، يتبادلون أطراف الحديث حتى يشرعوا فى فتح الصفحة الأولى من النص المسرحى المتروك أمامهم كعمل جديد، ويبدأ المخرج سالم العجرودى، الذى يؤدى دوره الفنان أسامة عبدالله، فى سرد أحداث المسرحية التى ألفها عباس يونس "محمد الشرنوبى"، وتحمس لها مدير الفرقة المسرحية سرحان الهلالى "جمال سليمان".. ووسط اعتراض من طارق رمضان _يجسده إياد نصار _ ودرية _تجسدها صبا مبارك_ وتحية عبده تجسدها منى زكى بطلة النص المسرحى والتى لم تظهر إلا فى آخر الحلقة الاولى ولكنها واصلت تألقها وإبداعها ، محمد ياسين مخرج يعرف جيدا كيف يصيغ دراما مختلفة وأيضا يصنع صورة درامية ثرية ويحب ممثليه ويظهرهم فى أفضل صورة ..
موضوعات متعلقة..
- عمرو يوسف يصور "جراند أوتيل" فى المنيل
عدد الردود 0
بواسطة:
baher
طبعا دي دعاية لهذه المسلسلات و لقنوات معينة واضحة قوي