مع الساخرين.. محمود السعدنى .. المعدة هى بيت الانشكاح

الأحد، 12 يونيو 2016 06:00 ص
مع الساخرين.. محمود السعدنى .. المعدة هى بيت الانشكاح غلاف الكتاب
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"بعض الفلاسفة يقولون بأن بعض الناس تأكل لتعيش وبعضها يعيش ليأكل، ولكن تجربة العبد لله فى الحياة تؤكد أن كل الناس تعيش لتأكل، حتى الرزق اسمه عيش، و أبرز فرق بين الفقراء والأغنياء هو الأكل".تلك الكلمات خلاصة خبرة الكاتب الساخر محمود السعدنى مع الطعام، والتى يسردها بخفة دم معهودة ومعروفة عنه، فى صفحات الكتاب الذى نحن بصدد الكلام عنه، والذى يحمل عنوان "وداعاً للطواجن"، و صادر عن دار الشروق للنشر والتوزيع.

ويسرد السعدنى فى كتابه تجربته مع الطعام بكافة أنواعه، وينتقل فى حكاياته من مرحلة الأكل "المحمر والمشمر" أيام الشباب، إلى أيام العذاب وأيام الأكل المسلوق بعد مرض معدته، الأمر الذى يجعله يؤمن بأن المعدة هى مصدر السعادة أو على الأقل هى والانشكاح، ويؤكد على تلك الفكرة بقوله "يقولون أن المعدة هى بيت الداء، ولكنى أرى إنها بيت اللنشكاح".

المعدة التى تهضم الزلط..أهم أسلحة الحياة
ويصف "السعدنى" تجربته مع مرضه وعدم قدرته على تناول الأكل الدسم والغنى بكل أنواع الدهون والبروتينات، مثلما كان يفعل أيام شبابه، فيقول "خلال الصراع العنيف مع الحياة، خسرت أهم أسلحتى وهى المعدة التى تهضم الزلط والصحة التمام، وعندما انجلت المعركة كانت الغنائم المطروحة على الأرض لا تساوى شيئاً فى سوق الحياة، غنائم كثيرة أشكر الله عليها، ولكنى مستعد أن أقايض بها من يشاء مقابل صياعة زمان، ومعدة زمان".

ثم ينتقل محمود السعدنى إلى مراحل انتقاله من الحياة الصحية إلى حياة المرض، والتى بدء بسببها مرحلة الذهاب إلى المستشفيات و الدخول إلى عالم التحاليل، فيقول بأسى فى فصل تحت عنوان "مرحبا عصر المسلوق"، "أقنعنى الدكتور حسام بدراوى بضرورة إجراء جميع التحاليل المطلوبة، ومش هنخسر حاجة، وأيضاً لكى نعرف إيه المطلوب..واستسلم العبد لله و لم أكن أعلم أنها ستكون نهاية عصر الطواجن، و أننا على أبواب عصر المسلوق".

أدب الطعام


"فى الخمسينات من هذا القرن، وعندما نشبت المعركة بين الأدباء والنقاد حول الأدب وهل الأدب للأدب؛ أن الادب للحياة؟، أجاب أمين مجاهد على السؤال بأن الأدب للطعام"

يستعرض محمود السعدنى، فى هذا الفصل أن الطعام ليس بالشىء التافه أو شئ بلا فائدة، إنما هو ثقافة خاصة وتراث، وله أدب كامل خاص به، حيث أن أدب الطعام له وجود فى بلدنا وتاريخنا وذاع أمره واشتهر فى العصر الفاطمى، ثم أصبح هو الأدب الوحيد فى العصر المملوكى، حيث كان الطعام هو الشغل الشاغل للأدباء والشعراء، وحتى الشعراء أنفسهم كانت اسماؤهم تنسب إلى الطعام مثل الشاعر الزيات والشاعر الجزار.

ويستطرد "السعدنى" كلامه قائلاً أن الأكل هو محرك التاريخ، وهو الهدف وهو الأصل...ماذا يبقى الآن لكى يشعر الإنسان بطعم الحياة سوى الطعام.


موضوعات متعلقة..


أكرم القصاص يكتب: محمود السعدنى..5سنوات على رحيل الولد الشقى والساخر الكبير.. بداياته فى مجلات بعضها كانت تصدر فى إسطبلات حمير أو يديرها نصابون.. أقواله عن ألاعيب السياسة ماتزال تنطبق على ما يجرى الآن





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة