دراسة تكشف عن تحديات تواجه السياحة الرياضية فى مصر..أبرزها ضعف البنية التحتية وقلة الاستثمارات وغياب التعاقد مع شركات عالمية..وتطالب بإدراج الإسماعيلية والأقصر والساحل الشمالى على خريطة سياحة الرياضة

الأحد، 12 يونيو 2016 07:00 ص
دراسة تكشف عن تحديات تواجه السياحة الرياضية فى مصر..أبرزها ضعف البنية التحتية وقلة الاستثمارات وغياب التعاقد مع شركات عالمية..وتطالب بإدراج الإسماعيلية والأقصر والساحل الشمالى على خريطة سياحة الرياضة سياح - صورة أرشيفية
كتبت ميرفت رشاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تعد السياحة تقتصر على زيارة الآثار القديمة التى خلفها الأجداد، لكن بدأ هناك اتجاه عالمى جديد لربط السياحة بالرياضة، بما يحقق خدمة كلاً منهما، فالبعض يفضل قضاء الأجازات ووقت الفراغ فى ممارسة أو مشاهدة أوجه النشاط الرياضى فى الدول المتقدمة، جاء ذلك فى بحث بعنوان " السياحة الرياضية وكيفية تعظيم الاستفادة منها فى دعم الاقتصاد المصرى"، الذى أعده محمد عطيه زعلوك، باحث فى التراث العالمى وإدارة الأعمال، وباحث سياحى بقطاع شئون مكتب وزير السياحة.

وأكد البحث أنه طبقاً للتقارير الصادرة عن منظمة السياحة العالمية فقد وصلت السياحة إلى معدلات غير مسبوقة عام 2015، حيث وصل عدد السائحين إلى 1.2 مليار سائح عالمى بإجمالى أرباح تقترب من 1.5 تريليون دولار، وقد شهدت السياحة الرياضية والنشاطات المتعلقة بها نمواً هائلاً، حيث بلغ دخلها السنوى ما يزيد على 600 مليار دولار .

وكشف البحث عن ما حققته مدينة ميلانو الإيطالية فى يوم واحد من عائدات اقتصادية هائلة خلال استضافتها مباراة نهائى دورى أبطال أوربا 28 مايو الماضى، فنقلاً عن الغرفة التجارية لمقاطعة مونزا وبريانزا شهدت ميلانو تدفق 80 ألف سائح من خارج المدينة يوم المباراة أنفقوا ما يقرب من 25 مليون يورو ( 12.7 مليون يورو مصاريف سكن ومعيشة 5.6 للتسوق والمشتريات، 4.5 للمأكولات والمشروبات، 2.2 تنقل داخل المدينة )، أما فنادق ميلانو فقد تجاوز الإشغال فيها نسبة الـ175% مقارنة بالعام السابق.

وتشير الإحصائيات إلى أنه لو كان فريق مانشستر سيتى الإنجليزى قد وصل للمباراة النهائية كانت العائدات ستتخطى 26 مليون يورو لأن إنفاق السائح الإنجليزى يفوق إنفاق السائح الإسبانى، أما لو كان فريق بايرن ميونيخ الألمانى قد وصل للمباراة النهائية كانت العائدات ستنخفض عن 25 مليون يورو فإنفاق السائح الألمانى حالياً أقل من إنفاق السائح الإسبانى والإنجليزى .

وأوضح البحث أن الصورة النمطية المأخوذة عن الدول العربية بأنها تعتمد فى صناعة السياحة بالدرجة الأولى على منتج السياحة الأثرية والثقافية فقط قد تغيرت تماماً فى السنوات القليلة الماضية، حيث دخلت دول الخليج على خارطة السياحة الرياضية عالمياً، فقطر قد فازت بتنظيم مونديال كأس العالم 2022م وتم تخصيص 100 مليار دولار لتدعيم البنية التحتية والفوقية المدعمة للنشاط الرياضى علاوةً على إنشاء 12 ملعباً رياضياً صديقاً للبيئة يعتمد على الطاقة الشمسية.

وأصبحت دولة الإمارات محطة هامة لاستضافة الفعاليات الرياضية العالمية كبطولات الجولف والتنس إضافةً إلى ماراثون "دبى" العالمى، أما "الأردن" فقد نالت حق استضافة كأس العالم للناشئات فى عام 2016 ، كذلك فإن البحرين لا تزال محطة هامة فى استضافة بطولات الفورمولا للسيارات، حيث بلغت عائداته سنوياً 300 ألف دولار، وبحسب البيانات الصادرة عن حلبة البحرين الدولية، فقد زاد عدد السائحين القادمين إلى البحرين بنسبة 60 % منذ الانطلاقة الأولى لهذا السباق فى عام 2004.

التحديات التى تواجه السياحة الرياضية فى مصر

واوضح البحث أن قلة الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية بالمناطق السياحية التى تستقبل البطولات الرياضية أهم التحديات التى تواجه هذا النوع من السياحة، ويؤكد ذلك قلة إنشاء الفنادق والمنتجعات والقرى السياحية لهذا الغرض، والمزاحمة بين القطاعين العام والخاص فلا توجد شراكة حقيقية بينهما فى تدعيم منتج السياحة الرياضية .

وشملت التحديات، نقص البرامج التدريبية للعاملين بالقطاع السياحى، وقلة العمالة المدربة والمؤهلة فى بعض المنشآت التى تخدم النشاط الرياضى بمختلف الأماكن السياحية، وضعف البنية التحتية اللازمة لخدمة السياحة الرياضية، والافتقار إلى وجود سياسة تسويقية قادرة على توجيه المنتج السياحى الرياضى بشكل يتناسب مع رغبات السوق المستهدف.

وأضاف أن غياب التعاقد مع الشركات المتخصصة فى تنظيم المهرجانات والمسابقات الرياضية فى مصر وعدم وجود قواعد للبيانات الخاصة بكافة المناسبات الرياضية، التى لا تزال تحتاج إلى مزيد من التحديث والربط بمواقع السياحة الرياضية فى الداخل والخارج من أكثر المعوقات التى تواجه مصر.

الارتقاء بالبنية التحية بالمواقع السياحية التى تستضيف البطولات الرياضية

وأشار البحث إلى ضرورة الاهتمام بالبنية الأساسية التحتية والفوقية بمختلف المناطق التى تستضيف الفعاليات والأحداث الرياضية، ما يساهم فى تنمية استدامة منتج السياحة الرياضية، وتشييد فنادق بيئية تتناسب مع طبيعة المناطق الصحراوية التى تمارس فيها بعض الأنشطة الرياضية، وكذلك إقامة القرى السياحية المهيأة لاستقبال الأحداث الرياضية، ومنها المناطق البكر خاصة فى مطروح مثل سيوة وواحات الوادى الجديد ومناطق معينة بالبحر الأحمر كحلايب وشلاتين ومرسى علم والقصير وسفاجا.

وإنشاء مراكز متخصصة فى الطب الرياضى بشتى المحافظات المستقبلة لنمط السياحة الرياضية، وافتتاح نوادى حديثة لمختلف الألعاب الرياضية، والرقابة المستمرة على نوادى الغوص والرياضات المائية ومتابعة تحسين مستوى الخدمة المقدمة للسائح فى كافة مجالات الأنشطة المائية كمراكز الغوص والأكواسنتر واليخوت واللنشات التى تعمل فى مجال الأنشطة المائية فى مصر، والتى يبلغ عددها 450 مركز غوص و200 مركز أكواسنتر و3000 يخت ولنش .

الترويج الفعال لمنتج السياحة الرياضية

كما أكد البحث على ضرورة الترويج الفعال للسياحة الرياضية من خلال دعوة الجهات العالمية المسئولة عن تنظيم المسابقات والمهرجانات الرياضية، وتحفيز منظمى الرحلات السياحية لتنظيم برامج للمناطق السياحية التى تستقبل البطولات الرياضية المتنوعة، ووفقاً لتقديرات منظمة السياحة العالمية، فإن شركات السياحة العالمية توجه نحو 25% من حجم السياحة تجاه المقاصد السياحية التى تستقبل مختلف الألعاب الرياضية .

وإعداد رحلات تعريفية للوكلاء السياحيين وممثلى الإعلام العالميين للتعرف على منتج السياحة الرياضية فى مصر، وأهم مميزاته التنافسية، وتفعيل دور مكاتب السياحة فى الخارج فى عملية الترويج والتعاقد مع كبرى الشركات العالمية لتدعيم وتكثيف الحملات التسويقية عالمياً وتحديد الدول المصدرة للسياحة الرياضية ودراسة دوافع ورغبات روادها .

وتفعيل التسويق الإلكترونى للسياحة الرياضية من خلال إنشاء موقع إلكترونى يتناول أنماط السياحة الرياضية فى الخارج بمختلف اللغات الأجنبية، وكذا توفير المعلومات الخاصة بالأحداث الرياضية عبر تخصيص موقع على الإنترنت وربطه مع غيره من المواقع الأخرى الرياضية علاوةً على تخصيص ما يسمى بالــOne Step Shop أى المركز الرئيسى للمعلومات والذى من خلاله يمكن الحصول على كافة المعلومات الخاصة بالأحداث والفعاليات الرياضية .

إدراج بعض المناطق السياحية ضمن خريطة السياحة الرياضية عالمياً

ولفت البحث إلى إمكانية استغلال محافظة الإسماعيلية التى يكثر بها حجم المسطحات المائية وخلوها من الأمواج، ما يدعم رياضات السباحة والتجديف وكرة اليد المائية والغطس وكرة السلة المائية، وكذا استغلال محافظة الفيوم فى تطبيق سياحة الصيد والسباحة وصيد البط والأسماك لما تمتلكه من مسطحات مائية وبيئة طبيعية خلابة.

استغلال المناطق الأثرية ذائعة الصيت عالمياً مثل الأقصر التى بها ثلث آثار العالم، والتى تستقبل ماراثون مصر الدولى لسباق الطرق وإنشاء عدد من الملاعب والمنشآت الرياضية بها وتأهيلها لاستضافة مختلف بطولات رياضية دولية وعربية.

تنظيم سواحل البحر المتوسط لتهيئتها لاستقبال مختلف المسابقات الرياضية كسياحة اليخوت والرياضات الشاطئية والسباق الدولى للزوارق السريعة، ما يجعل منطقة الساحل الشمالى بأكملها على خريطة السياحة العالمية .

تبسيط الإجراءات الخاصة بالتعامل مع المشاكل التى قد تواجه السياحة الرياضية

تسهيل الحصول على التأشيرة والإعفاء من رسوم الدخول، الحصول على الرخصة المؤقتة وإعفاء الأدوات والمركبات الرياضية كالسيارات والدراجات من الرسوم .

تسهيل عمليات التنقل من مكان لآخر فى أقل وقت وأقل جهد، وحل مشاكل التكدس المرورى والتصدى لمشكلات الأمن والشغب والمصاحبة الأمنية للأفواج السياحية، وتقديم الخدمات المصرفية من خلال البنوك الإلكترونية والحوالات المصرفية السريعة.

تشجيع عملية الاستثمار فى السياحة الرياضية

فتح الباب أمام فرص الاستثمار المحلى والعربى والأجنبى من خلال سهولة ومرونة القوانين والتشريعات التى تشجع على إقامة القرى السياحية فى الأماكن السياحية المؤهلة لاستقبال الألعاب الرياضية، ومن أمثلة ذلك مناطق سيوة والوادى الجديد والفيوم، وكذلك استغلال مناطق بعينها مثل دهب وطابا، فكلاً منهما يتمتع بمناخ معتدل وحياة برية وبحرية غنية بالشعاب المرجانية، كما يحتويان على جبال مؤهلة لتطبيق سياحة الصحراء .

تشجيع الاستثمار فى السياحة الرياضية من خلال نظام الـــ BOT ( Build Operate Transfer ) ومن ثم إقامة قرى سياحية وفنادق ومنتجعات ومراكز رياضية وصحية وأيضاً مساهمة البنوك ورجال الأعمال والشركات فى مشروعات السياحة الرياضية .



موضوعات متعلقة...


وزير السياحة يدعو 5 وزراء لعقد لقاء مع المستثمرين لحل مشاكلهم اليوم







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة