جمال عبد الناصر يكتب: حماية المستهلك تركت الغلاء وتلاحق "الدوندو"

الأحد، 12 يونيو 2016 05:55 م
جمال عبد الناصر يكتب: حماية المستهلك تركت الغلاء وتلاحق "الدوندو" إعلان الدوندو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خدش الحياء وعدم احترام الذوق العام وغيرها من الجمل المطاطية، والتى تتسم بالعمومية وعدم التحديد والغموض يستخدمها البعض كذريعة للمنع والإرهاب الفكرى وقمع الحريات والإبداع، وأحيانًا للبحث عن الشهرة، وهذا ما حدث فى إعلان "الدندو" الذى منعت عرضه جمعية حماية المستهلك، وأنا لست مدافعًا عن إعلان بعينه ولست مهاجمًا لتلك الجمعية ولكنها الحرية يا سادة..

فتلك الجمعية تركت الغلاء وتركت الغش التجارى وارتفاع الأسعار بدون رقيب ولم نسمع مثلاً أنها منعت تاجرًا غشاشًا أو وقفت فى وجه تاجر جشع يتلاعب بالأسعار كما يحلو له فكل ذلك لم تفعله تلك الجمعية ولكنها تفرغت لملاحقة الإعلانات الرمضانية بحجة خدش الحياء، فما هو "خدش الحياء" فى إعلان للأطفال فكرته كوميدية يحاول الترويج لمنتجه وفى نهايته يؤكد أن الدندو "إشارة إلى لبن الأم أو صدر الأم" هو الأفضل وأن المنتج يأتى بعده فى الأهمية.

أما عن خدش الحياء نفسه ومعناه ومفهومه فهو كما جاء فى كتب التعريفات: "هو أى فعل أو قول أو إشارة تنزع إلى الشهوة من القبائح وتعمل على تغير وانكسار وانقباض النفس للمتلقى على غير هواه"، وهذا لم يتحقق فى الإعلان نهائيًا فإعلان "الدندو" لا يحمل أى إشارات شهوانية ولا أى إيحاءات إلا لمن يحمل خيالاً مريضًا وكما قال الرسول فى حديثه "إنما الأعمال بالنيات.. وإنما لكل امرئ ما نوى"، فمن كانت نيته سليمة سيرى الإعلان بروح كوميدية، أما أصحاب الخيالات المريضة والمتشددين ظاهريًا والباحثين عن الشهرة والقافزين فوق الأحداث للتواجد إعلاميًا والظهور بمظهر حماة الدين وحماة الأخلاق والقيم سوف يرونه خادشًا للحياء ولا يحترم الذوق العام.

أما عن الذوق العام فهى أيضًا كلمة غامضة لا يمكن تحديدها، فالذوق مختلف من شخص لآخر، ولماذا نقول عنه إنه ذوق عام ما الذى جعله عامًا هو هناك استطلاع رأى أو استفتاء أجمع الناس عليه لنقيس من خلاله الذوق العام الذى رفض الإعلان وطالب بمنعه؟ بالتأكيد لا يوجد ولكنها أيضًا الحجة والذريعة والجملة المستهلة للمنع والإرهاب والقمع للحريات، وتتشابه فكرة المنع هنا مع قصة الحمال والثلاث بنات فى ألف ليلة وليلة التى قامت الدنيا ولم تقعد وقتها لمنع ومصادرة الكتاب الذى كان موجودًا وكان يقراه الجميع كعمل إبداعى ساخر، ولكن أصحاب النوايا غير الحسنة رأوه غير ذلك، ووجدوا فيه ما يخدش الحياء. وكمثال آخر هناك تمثال فرعونى يباع فى الأسواق للسياح وللمصريين، وهو عبارة عن تمثال لإله الإخصاب عند الفراعنة ولم يره أحد خادشًا للحياء، والنقوش الفرعونية التى بها رسومات يظهر بها ما شابه "الدندو" ولم يصادرها أحد ولم يرها أحد خادشة للحياء!!




موضوعات متعلقة:



رئيس جهينة يدافع عن إعلان الدندو: ليست به إيحاءات جنسية









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة