سياسة دق الأسافين تنتقل من أوروبا إلى القارة السمراء
إيفون خاماتى دبلوماسية كينية شاركت تحت رئاسة مصر ضمن الوفد الأفريقى فى اجتماعات اللجان المعنية بالبيئة بالأمم المتحدة، وبعد انتهاء الاجتماعات تقدمت بمذكرة رسمية إلى رئيس البعثات الدبلوماسية الأفريقية، تتهم فيها رئيس الوفد المصرى بإهانة الأفارقة ووصفهم بالكلاب والعبيد، ومن ثم طالبت الدبلوماسية الكينية بأمرين، الأول اعتذار واضح من القاهرة عن الإساءة البالغة فى حق الأفارقة، ثانيا سحب رئاسة الوفد الأفريقى من مصر، لأنها تبدى نوازع عنصرية بينما الاتحاد الأفريقى يقوم على المساواة، كما أن رئاسة مصر- حسب مذكرة خاماتى- تقلل فرص أفريقيا فى استضافة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، كما أنه يعكس نقص إخلاص مصر للقارة السمراء!
مجموعة من الأسئلة لابد وأن تطرأ على الذهن فور سماع هذه القصة وقراءة مذكرة الدبلوماسية الكينية، أولها، هل حقا تلفظ رئيس الوفد المصرى أو أحد أعضاء الوفد بمثل هذه الألفاظ فى حق الكينيين أو الأفارقة عموما؟ وهل شهدت الاجتماعات التى ترأستها مصر أى مشادات مع الوفد الكينى، تبرر مثل هذه المذكرة المشحونة بالغضب أو الكراهية أو بكليهما معا؟!
إذا كانت الإجابات عن الأسئلة السابقة بالإثبات، فلابد من وقفة حاسمة مع رئيس الوفد المصرى، أو العضو بالوفد، الذى صدرت منه هذه السقطة المريعة الكفيلة بتدمير علاقات مصر مع القارة الأفريقية، فى الوقت الذى بدأت فيه استعادة رونقها وبريقها وتأثيرها، أما إذا كان الوفد المصرى بريئا من هذه الاتهامات الغريبة، فلابد من وقفة أخرى مع من يريد أن يدمر العلاقات المصرية الأفريقية بألاعيب صبيانية، عبر استخدام هذا المسؤول الأفريقى أو ذاك، كما يجب أن ننتبه للألغام التى يزرعها البعض فى طريق استعادتنا لدورنا فى أفريقيا.
أول رد مصرى على ما ذكرته الدبلوماسية الكندية، جاء من وزارة الخارجية فى بيان واضح، أعلن فيه سامح شكرى رفض مصر الكامل لمحاولات التشكيك فى انتماء مصر الأفريقى ودفاعها الدائم عن قضايا القارة، كما أعلن أن المعلومات المتوافرة لدى الخارجية حتى الآن ينفى صدور تلك العبارات من ممثل مصر خلال اجتماع المجموعة الأفريقية المشار إليه، ومع ذلك وجه الوزير بإجراء تحقيق شامل حول الواقعة وإعلان النتائج وتعميمها على كل الدول الأفريقية.
الوزير سامح شكرى المعروف بمواقفه الحاسمة والواضحة، أعلن فى بيانه، رفض التعميم وتوجيه اتهامات واهية إلى الدولة المصرية وشعب مصر، تشكك فى انتمائهما الأفريقى، وفى قدرة مصر على الاضطلاع بمسؤولياتها فى التعبير عن المصالح الأفريقية، وهنا لب الموضوع، لماذا التشكيك فى قدرة مصر على الاضطلاع بدورها فى قيادة أفريقيا فى هذا التوقيت؟ وهل هناك مخططات لإفساد علاقات مصر مع الدول الأفريقية؟
علينا التحرك سريعا فى القارة الأفريقية لإجهاض أية أزمات محتملة مع دول القارة، تحت حزام الصحراء، خاصة إن مصر ترأس هذه الفترة، مجلس الأمن الدولى وتشارك فى التصدى لملفات دبلوماسية شائكة إقليمية ودولية، كما تخوض مفاوضات صعبة مع إثيوبيا لدفع تفعيل اتفاقية المبادئ وإنجاز الدراسات الفنية حول السد، وكذا ترميم العلاقات مع دول حوض النيل، بعد أن شهدت سنوات من الإهمال فى العقدين الماضيين، وكذا تدخلات أجنبية مسيئة، خلال مرحلة الفوضى التى مرت بمصر.
من ناحية أخرى، تحتاج مصر بشدة الدول الأفريقية تحت حزام الصحراء، لفتح أسواق جديدة وتسويق المنتجات المصرية، ونحن مقبلون على تدشين أكثر من منطقة صناعية بمحور قناة السويس ودمياط والإسكندرية والمثلث الذهبى، وكذا تعزيز التبادل التجارى معها وتصدير الخبرات المهنية والفنية المصرية للمساعدة فى عمليات التنمية هناك، وهى سياسة تحتاج إلى حماية دبلوماسية وتحصين أمنى ضد عمليات دق الأسافين!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى الواعى
ابحث عن خلايا الارهاب فى المؤسسات و الخارجية