حادث حلوان خير مؤذن «للوحدة المصرية»
مثلهم مثل غالبية الشباب، يعملون، يحلمون، يتطلعون، ويصبرون، لديهم أبناء وزوجات، ولهم آباء وأمهات، يخرجون من بيوتهم بعد أن يودعوا أبناءهم، لا يعلمون إن كانوا سيلاقونهم مرة أخرى أم لا، يحتاجون إلى نظرة اطمئنان، يحتاجون إلى تكاتف مجتمعى صلب، يحتاجون إلى كل دعم ممكن من كل فرد، يواجهون عدوا لا يتوافر فيه شىء بقدر ما تتوافر «الخسة»، وفى خضم المعارك تسقط أرواح زكية فى معركة مصر ضد الإرهاب، كان آخرها شهداء معركة حلوان التى راح ضحيتها ثمانية من أبناء مصر العاملين بوزارة الداخلية، ضابط وسبعة أمناء شرطة، لكل واحد منهم حلم، ولكل واحد منهم أمل، ولكل واحد منهم حياة، فأصبح لكل واحد منهم «رصاصة».
فى هذه المعركة الدامية تتنحى الخلافات جانبا، فالمعركة فى الأساس بين الصحفيين ووزارة الداخلية كانت من أجل الوطن، من أجل قيم الحرية والرخاء والأمان والرفاهية، لهذا فإن الواجب الوطنى يلزم الجميع بأن يتقدم بخالص العزاء لأسر الشهداء، والواجب الإنسانى يلزم الجميع بأن يشعر بما يشعر به كل من فقد ابنا أو أبا أو خليلا، والواجب المهنى يلزم الجميع بأن يسلط الضوء على مجهود هؤلاء الأبطال فى الدفاع عن مصر ورفعتها، وليس هؤلاء فحسب بل كل أبناء المجتمع المصرى المخلصين الذين يتفانون فى عملهم ابتغاء حياة كريمة ووطن أشم.
فى هذه المعركة تبرز أهمية توحيد الصفوف من أجل الخلاص من موبقات الإرهاب وأعوانه، ولا سبيل أمام الجميع إلا بصياغة اتفاق وطنى يصون الكرامة الإنسانية للجميع، ويحافظ على الحياة الكريمة للجميع، ويدعم التآلف الشعبى ضد كل من يحاولون النيل من وطننا، فالتآلف الشعبى هو الحصن الأول لمصر، وهو الداعم الرئيسى لنهضتها المبتغاة، ولنتذكر الآن ما حدث بعد 30 يونيو من تكالب عالمى ضد مصر وحملات مسعورة فى العالم أجمع لمعاقبة الشعب المصرى الذى ثار على حكم الإخوان وأقصاهم من فوق العرش، فلم نتأثر بكل هذه الحملات وكل هذه التهديدات لأن المصريين وقتها كانوا على قلب رجل واحد، لا تخوين ولا تشكيك، جندنا أنفسنا للدفاع عن مصر، فكنا خير جنود، وسخرنا أنفسنا للسهر على راحتها فحفظها الله من كل شر.
تجبرنا الواقعة بعد الواقعة بأن نعيد التفكير فى الصيغ المستهلكة التى يلجأ إليها البعض فى مصر، ولعل وقوع حادث حلوان الإرهابى فى هذا التوقيت خير مؤذن لأهمية «الوحدة المصرية» ضد الإرهاب والإرهابيين، فدعونا نتلاقى فى وطن يحترم الجميع، لا وطن ينتهك الجميع، وطن يكرم الجميع لا وطن يجرم الجميع، وطن يظلل الجميع لا يمثل بالجميع، ليس بيننا وبين أحد «ثأر» ولا تنفع شريعة الانتقام فى الانتقال بالوطن من خانة البؤس إلى خانة المواطنة.
اللهم ارحم شهداءنا
اللهم احفظ مصرنا
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
عفوا لقد نفد رصيدكم
رصيدكم نفد .. خلاص
عدد الردود 0
بواسطة:
طاهر
ذاكرة السمكة ... بين التدليس و الامعان فيه