الأسبوع الماضى تداول كثيرون خبرا نشرته مواقع ووكالات أنباء عالمية، مفاده أن الحكومة الصينية تحث شركات الملاحة على استخدام الممر الشمالى الغربى بهدف توفير الوقت والمال، متفادية بذلك عبور قناة السويس، مما سيكون له تداعيات سلبية على مصر التى تعانى أزمة قلة الدولار، واستخدم كثيرون الخبر للقول بأن العلاقة بين القاهرة وبكين بدأت تأخذ منحى جديدا، فبعد التقارب الذى ظهر بقوة بعد 30 يونيو 2013 إلا أن الأوضاع الآن تتجه إلى العكس تماما، وأن البحث عن طريق ملاحى جديد بديل لقناة السويس هو نوع من الضغط والتضييق الصينى على مصر، بسبب عدم تنفيذ الكثير من الاتفاقيات التى جرى التفاهم بشأنها بين البلدين مؤخرا، فضلا عن تراجع القاهرة عن منح الشركات الصينية عقود للعمل فى بعض المشروعات الكبرى مثل قناة السويس والخط الرابع لمترو الإنفاق.
بالطبع هناك حالة من «التسخين» تتم الآن لإحداث توتر على الأقل أعلامى بين البلدان، وهو ما تنبه له المسؤولون الصينيون، ويحاولون قطع الطريق أمام أية محاولة لدق الأسافين بين القاهرة وبكين، كما سمعت من دبلوماسى صينى رفيع المستوى، تحدثت معه عن خلفيات ما يحدث، وتأكدت من حديثه إلمامهم فى الصين بهذه المحاولات التى وصفها بالفاشلة بل والمستحيلة أيضا، وزاد على ذلك بقوله: «لا أعتقد أن هناك شخصا فى العالم سينجح فى تحقيق هذه المساعى التى تحاول ضرب العلاقات المصرية الصينية، وهى علاقات يمكن وصفها بالممتازة، خاصة بعد الزيارتين اللتين قاما بها الرئيس عبد الفتاح السيسى لبكين، وزيارة الرئيس الصينى تشى جينبينج للقاهرة مؤخراً».
الدبلوماسى الصينى تحدث عما أسماه بالثقة الإستراتيجية بين مصر والصين، التى مكنت البلدان من توثيق علاقات التعاون بينهما اعتمادا على رصيد تاريخى قوى منذ أن كانت مصر والصين فى خندق واحد، لمساعدة قوى التحرر الوطنى بالعالم، وقال: ليس مصادفة أن بداية مصر فى تنفيذ إستراتيجية جديدة خاصة بتنمية محور قناة السويس، تزامنت مع إعلان الصين عن إستراتيجية طريق الحرير التى يعد إستراتيجية وطنية شاملة تشكل أساسًا للسياسة الخارجية الصينية مستقبلاً، فظهر وجود تلاحم واضح بين الإستراتيجيتين».
عدت مرة أخرى مع الدبلوماسى الصينى إلى فكرة الملاحة فى القطب الشمالى، فكان رده أن «مصر نقطة لا مفر منها، ولا أعتقد أن الملاحة فى القطب الشمالى ستكون بديلة لقناة السويس، ومن يردد ذلك فإنه شخص «سخيف» لأن القناة تتمتع بموقع إستراتيجى ولا ينظر لها باعتبارها ممر تجارى فقط، فبدونها كيف تنفذ الصين طريق الحرير؟»، وقال إن الصين تعتبر رقم 1 فى التجارة العالمية ولديها أكبر أسطول تجارى فى العالم، ومن الطبيعى أن تبحث الشركات الصينية عن خطوط ملاحة جديدة، وهذا الأمر يعد تجاريا بحتا وليس إستراتيجيا، ولا أعتقد أن هناك حاجة للمبالغة فى الأمر.
انتقلت فى الحديث مع الدبلوماسى الصينى إلى نقطة أخرى مهمة وهى أسباب توقف تنفيذ مشروع القطار المكهرب السلام/العاشر من رمضان مع شركة أفيك الصينية، الذى كان من المفترض التوقيع على العقد النهائى الخاص به خلال زيارة الرئيس الصينى للقاهرة، فقال الرجل إن القصة بدأت بعدما تم التوصل لاتفاق بين الطرفين على كل الأمور الخاصة بالتعاقد، منها الأسعار والشروط الإساسية وفائدة القروض، لكن فجأة وقبل التوقيع على العقد بساعات طلب وزير النقل السابق سعد الجيوشى تغيير العقد من قروض إلى استثمار، وهذا تغيير جوهرى لم نكن نتوقعه، فتم تأجيل التوقيع، لكن المؤكد أن الصين جاهزة لتوقيع العقد والبدء فى التنفيذ وفقا لما تم الاتفاق عليه، لكن بعد طلب وزارة النقل تغيير العقد فإن الأمر يحتاج لدراسة جديدة، وهناك جولة جديدة من المفاوضات ستبدأ مع وزير النقل الجديد الدكتور جلال السعيد، سنبحث خلالها آلية التصرف مستقبلا، لكن قناعتنا أن قطاع المواصلات العامة ليس قطاع للربح وإنما هو من مشروعات البنية الأساسية المطلوبة لتوفير ظروف المناسبة لتحقيق التنمية الاقتصادية.
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
انخفاض عدد السفن المارة بقناة السويس ليس له علاقة بالصين
عدد الردود 0
بواسطة:
مختار زغلول
مصلحتك اولا