أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

الرائد شريف صالح والشرطى أشرف عوض

الإثنين، 30 مايو 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

متى نرى وقفات على سلالم الصحفيين لتحية الشهداء؟


الرائد شريف صالح والشرطى أشرف عوض استشهدا فى انفجار عبوة ناسفة زرعها الإرهابيون فى طريق الدوريات، التى تسعى ليل نهار لحمايتنا ومواجهة بؤر التطرف وأوكار الإرهاب فى شمال سيناء، وهما ليسا أول شهيدين للشرطة فى سيناء فقد سبقهما إلى نيل هذا الشرف العشرات من خيرة شباب ضباطنا ومجندينا، ممن حموا بصدورهم المصريين فى عموم سيناء وفى منطقة القناة وفى شتى ربوع هذا الوطن المقاتل.

الرائد شريف صالح والشرطى أشرف محمد عوض، لم نعرفهما من قبل ولم يظهر اسماهما إلا فى البيان الإعلامى لوزارة الداخلية الموزع على الصحف، وربما لا يتوقف كثيرون أمام الاسمين، ربما لأنهما مكللان بالنبل والحزن، وليسا موضوعا للإثارة والتسخين، وربما لأننا نمر على كل عمل جاد وكبير لخدمة الوطن مرور الكرام وكأننا لا نراه، بينما ننتظر السلبيات، لنضخمها وننفخ فيها، وقد يتطور الأمر حتى أن نضر بمصالح بلدنا لإبداء الاحتجاج والاعتراض وكأنهما الفريضة الواجبة.

لابد وأن يجول بخاطرنا السؤال، من يبكى على الرائد شريف صالح والشرطى أشرف عوض وأمثالهما من الشهداء، غير أسرهم وزملائهم وقياداتهم؟ وهل أثر هذا الجحود والنكران فى نفوس زملائهما من الضباط وصف الضباط والمجندين؟ لماذا لا نحتفى بمثل هذه النماذج المضيئة بالوقفات والمظاهرات الإيجابية على سلالم نقابة الصحفيين مثلما ننظم وقفات احتجاجية ضد السلبيات أو القرارات التى نعترض عليها؟ وهل عجزنا فعلا، نحن النخبة المثقفة والفاعلة والنشطة عن إدراك ما ينفع البلد والناس، وحصرنا أنفسنا فى مضيق الاحتجاج السلبى.

رجالنا فى القوات المسلحة والشرطة، يدافعون عن أمننا ويحموننا حرفيا من كل سوء وإرهاب فى ظل ظروف من الإنكار والجحود والتشويه لا نراها فى أى بلد آخر، ورغم ذلك يواصلون عملهم بإيمان راسخ، بأنهم يخدمون وطنهم ويراعون ربهم ولا ينتظرون شكرا أوثناء من أحد، وهل من يقدم روحه فداء لوطنه يحتاج شكرا أو ثناء، على العكس من ذلك نحن أبناء الشعب المتنعمين بنعمة الأمن الأحوج إلى تبجيل هؤلاء الشهداء ورفعهم للمرتبة التى يستحقونها، لأننا بذلك نؤكد على قيمة ما يقدمون ونضمن استمرارها كما نضمن أمننا واستقرارنا

أنا عن نفسى، سأكتب عن كل شهيد من القوات المسلحة والشرطة وسأبحث عن صورته لأرفعها على سلالم نقابة الصحفيين، لأنه من فدانى أنا وأطفالى بروحه، ولأنه من اختار الموت ليمنحنا الحياة، فلا أقل من أن يظل فى قلوبنا وعيوننا وأن نعرفه يقين المعرفة ونرصع كلماتنا الفقيرة بجواهر اسمه وأعماله ومآثره، كل شهيد له حق علينا، أن نذكره بما يليق وأن نرفعه فى مستوى القيمة والنموذج المحتذى، لينشأ أطفالنا على تقديره واحترامه وعلى اقتفاء آثاره فى خدمة الوطن

صدقونى هذه هى البداية لتحقيق التماسك والاتحاد فى مجتمعنا، لنجعل من الشهيد أيقونتنا ورمزنا ونموذجنا المحتذى، وليسأل كل واحد منا نفسه ماذا قدم لبلده من عمل وجهد؟ وأن يقارن ما قدمه مهما كان، بعظمة التضحية التى يقدمها الشهداء لأوطانهم، لنسأل هذا السؤال خصوصا فى لحظات الامتعاض واليأس والإحباط، لنسأله عندما نشعر أننا غير مقدرين بشكل كافٍ فى هذا البلد، أو عندما يتأخر النجاح المأمول فى أى مجال نعمل به، فنقرر الهجرة لمكان آخر بزعم أنه الأفضل، ماذا قدمنا نحن لبلدنا وهل نستطيع أن نجود بأرواحنا دفاعا عنه ؟!

عندما تأتيكم إجابة السؤال بأنكم مستعدون لفعل أى شىء لرفعة بلدكم وتقدمه حتى لو تطلب الأمر أن تجودوا بأرواحكم، فاعلموا أنكم حققتم تمنيات الشهداء ووقفتم معهم على الدرجة الرفيعة من درجات الواجب والشرف.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة