كتاب "بنك الفقراء" فى بنجلاديش: تجربة تتحدى الرأسمالية

الثلاثاء، 03 مايو 2016 07:00 ص
كتاب  "بنك الفقراء" فى بنجلاديش: تجربة تتحدى الرأسمالية غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"بنك الفقراء" تجربة تستحق التوقف عندها وتأملها، وصاحبها الدكتور محمد يونس الحاصل على جائزة نوبل فى الاقتصاد يستحق الإشادة، وفى تصريحات حديثة له اختصر تجربة بنك جارمين (بنك الفقراء) فقال، هدفه الرئيسى هو مساعدة الناس والنظر إلى الناحية الاجتماعية وليس المادية والاقتصادية حيث يقرض البنك عملاءه من دون فوائد ولا يلاحقهم لمطالبتهم بسدادها، مشيرا إلى أن المقترض يعلم أن مبالغ القرض التى سيسددها ستذهب لمساعدة شخص آخر يعيش الظروف وحالة الفقر نفسها".

وفى كتابه "تجربة بنك الفقراء" للدكتور مجدى سعيد، حكى قصة هذه المشروع الفذ وقصة صاحبه فقال "ولد محمد يونس عام 1940 فى مدينة سيتا جونج التى كانت تعتبر في ذلك الوقت مركزا تجاريا لمنطقة البنغال شرق الهند، كان والده يعمل صائغا فى المدينة، وهو ما جعله يعيش فى سعة من أمره، فدفع أبناءه دفعا إلى بلوغ المستويات التعليمي، غير أن الأثر الأكبر فى حياة يونس كان لأمه"صفية خاتون" التى ما كانت ترد سائلا فقيرا يقف ببابهم، والتى تعلم منها أن الإنسان لا بد أن تكون له رسالة فى الحياة.

ويتابع "سعيد" فى كتابه الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون، أنه فى عام 1965 حصل على منحة من مؤسسات "فولبرايت" لدراسة الدكتوراه فى جامعة فانربيلت بولاية تينيسى الأمريكية، وفى فترة تواجده فى البعثة نشبت حرب تحرير بنجلاديش واستقلالها عن باكستان وقد أخذ يونس من البداية موقف المساند لبلاده بنجلاديش فى الغربة، وكان ضمن الحركة الطلابية البنغالية المؤيدة للاستقلال التى كان لها دور بارز فى تحقيق ذلك فى النهاية. وبعد مشاركته فى تلك الحركة عاد إلى بنجلاديش المستقلة حديثا 1972 ليصبح رئيسا لقسم الاقتصاد فى جامعة شيتاجونج، وكان أهالى بنجلاديش يعانون ظروفا معيشية صعبة، وجاء عام 1974 لتتفاقم معاناة الناس بحدوث مجاعة قتل فيها ما يقرب من مليون ونصف المليون.

ويتابع الكتاب أن هذه الأزمة دفعت "يونس" لدراسة المجتمع وفقرائه والبحث عن حلول ومضى يحاول إقناع البنك المركزى أو البنوك التجارية لوضع نظام لإقراض الفقراء دون ضمانات، وهو ما دعا رجال البنوك للسخرية منه ومن أفكاره، زاعمين أن الفقراء ليسوا أهلا للإقراض وعبثا حاول إقناعهم أن يجربوا، ومن ثم اقترض قرضا خاصا ليبدأ به مشروعا فى قرية "جوبرا" بمساعدة طلابه، مضى فى متابعته ودراسته من عام 1976 حتى 1979 فى محاولة لإثبات وجهة نظره بأن الفقراء جديرون بالاقتراض، وقد نجح مشروعه نجاحا باهرا وغير حياة 500أسرة من الفقراء وفى عام 1979 اقتنع البنك المركزى بنجاح الفكرة وتبنى مشروع "جرامين" أى "مشروع القرية".

وفى عام 1981 زاد من حجم المشروع ليشمل 5 مقاطعات، وقد أكدت كل مرحلة من تلك المراحل فاعلية نظام القروض المتناهية فى الصغر حتى وصل عملاء البنك "المشروع" عام 1983 إلى 59 ألف عميل يخدمهم 86 فرع، وفى تلك المرحلة قرر يونس إنهاء حياته الأكاديمية، وأن يمضى فى طريقه، حيث تم اعتماد بنك جرامين فى ذلك العام كمؤسسة مستقلة لترتبط حياته بهذه المؤسسة الت كانت حلما فصارت واقعا واعدا منذ تلك اللحظة وإلى الأبد، وحتى الآن أصبح عدد المستفيدين من خدمات البنك بلغ 8 ملايين عميل داخل بنجلاديش تشكل النساء ما نسبته 98 فى المائة منهم.


موضوعات متعلقة ..


- فى ذكرى رحيله.. نزار قبانى: "كل دروب الحب توصل إلى حلب"











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة