"دلائل الإسراء والمعراج".. منحة فى قلب محنة.. والصبر على البلاء والشكر على أىّ حال.. والرحلة تؤكد أن دعوة الأنبياء واحدة.. ودرس لكل صاحب هم.. وفيها عرف الرجال عند الشدائد

الثلاثاء، 03 مايو 2016 07:40 م
"دلائل الإسراء والمعراج".. منحة فى قلب محنة.. والصبر على البلاء والشكر على أىّ حال.. والرحلة تؤكد أن دعوة الأنبياء واحدة..  ودرس لكل صاحب هم.. وفيها عرف الرجال عند الشدائد المسجد الأقصى - أرشيفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل المسلمون فى شتى بقاع الدنيا فى تلك الأيام بمناسبة هامة فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم، وفيها فرضت الصلوات الخمس، وهى الإسراء والمعراج، ويقول الدكتور محمود صدقى الهوارى، من علماء الأزهر الشريف، إن للإسراء والمعراج "إشارات ودلالات" ذاكرا منها عشرا.

أولا: الإسراء والمعراج: إن الله على كلّ شىء قدير


يعلمنا الإسراء والمعراج أن قدرة الله لا حدّ لها، وقد أخبرنا القرآن الكريم عن عبد من عباد الله عز وجلّ استطاع أن ينقل عرش بلقيس من اليمن إلى نبى الله سليمان عليه السلام، قال تعالى: {قَالَ الَّذِى عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّى غَنِى كَرِيمٌ }.

بل إنّ المخلوقات العادية لها من القدرات ما يعجب له الإنسان، فكيف يستبعد البعض قدرة الله عز وجل على الإسراء بالنبى صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والعروج به إلى السموات العلى؟!!!!

وأضاف ثانيًا: الإسراء والمعراج: قد جعل الله لكلّ شىء قدرا:


لكل مخلوق قدر، ولكل إنسان مكانة، فلا ينبغى أن يغتر إنسان بما أنعم الله عز وجل عليه، ففى هذه الرحلة المباركة مع أنها تشريف للنبى صلى الله عليه وسلم لكن الله عبر عن النبى صلى الله عليه وسلم بلفظ {عبده} وانظر كيف عبر بعبده فى كل موطن قد يظن فيه علو القدر، قال تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} النجم10، وقال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1، {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}الإسراء1، ليتعلّم الإنسان أن مقام العبودية أعلى من كلّ مقام، وأن الفرح بقرب الله أعلى من كل شىء.

وتابع: ثالثا: الإسراء والمعراج: المنحة فى قلب المحنة:


انظر إلى حال النبى صلى الله عليه وسلّم وقد مات عمّه أبو طالب، وقد مات زوجه أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها، وذهب إلى أهل الطائف يدعوهم، فيسبّ ويضرب، ففى هذا الجو المشحون بالضغوط والمحن تأتى المنحة الربانية لتعلو به على كلّ أحداث الأرض ليكون هناك مع ملائكة الرحمن.

وأضاف رابعًا: الإسراء والمعراج: الصبر على البلاء والشكر على أىّ حال:


لــمـّا صبر النبى صلى الله عليه وسلم على حاله كانت الرحلة المباركة، وقلّ أن يتخلق الإنسان بخلق الصبر مع الرجاء إلا وجاء الفرج، فإن الصابرين ينالون معية الله عز وجلّ، وما أعظمها من نعمة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة:153.

إنّ هذه الرحلة المباركة تعلمنا أن اليسر مع العُسر، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب.

خامسًا: الإسراء والمعراج: إنما تعرف الرجال عند الشدائد:


فالناس عند الشدائد صنفان: صنف "بكرى صديق" كأبى بكر الصديق رضى الله عنه، وصنف رافض مكذّب كمن كذب برحلة النبى صلى الله عليه وسلم، والأولى بالعبد المؤدب أن يصدق نبيه صلى الله عليه وسلم فى كلّ ما جاء به.

والرجال لا يمكن بناؤهم إلا من خلال المواقف، فعندما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم قومه بأمر الإسراء والمعراج طفق القوم بين مصفق وبين واضع يده على رأسه تعجّبًا، فأفرزت هذه الرحلة حقائق الرجال: أفرزت رجالا كأبى بكر الصديق رضى الله عنه حين جاءته قريش يقولون له انظر ما قاله صاحبك إنه يدعى أنه أتى بيت المقدس وعاد فى ليلة ونحن نضرب إليه أكباد الإبل شهرا ذهابا وشهرا إيابا فقال أبو بكر: وهو قال ذلك، قالوا نعم، قال: إن كان قد قال فقد صدق، وأفرزت هذا النموذج الذى لم يستطع أن يستوعب الأمر لضعف إيمانه ويقينه.

سادسًا: الإسراء والمعراج: المحن تقود إلى الله:


منها أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى، وتُلبسهم رداءَ العُبودية، وتُلجئهم إلى طلب العون من الله، فيرجعون إلى الله عز وجل بشتى أنواع العبادة: من دعاء وصلاة وصدقة وغير ذلك، قال تعالى: {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ}الأنعام: 63- 64. فالمحن لا بد أن تقود إلى مصرف الأكوان ليصرفها ويدفعها ويبدل بها خيرا وبركة.

سابعًا: الإسراء والمعراج: دعوة الأنبياء واحدة:


فقد صلى النبى عليه الصلاة والسلام إمامًا بالأنبياء، وهذه الإمامة لها دلالتان:

الأولى: أنّ دعوة الأنبياء واحدة، فالكل جاء بالتوحيد الخالص من عند الله عز وجل، الأنبياء إخوة ودينهم واحد: قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }الأنبياء: 25.

والثانية: أن النبى خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبوة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا رسالة: قال تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الأحزاب:40.

ثامنًا: الإسراء والمعراج: درس فى معية الله عز وجل لأنبيائه وأوليائه:


فها هى قريش تطلب من النبى عليه الصلاة والسلام أن يصف لها بيت المقدس، ورسول الله عليه الصلاة والسلام قد جاءه ليلا، ولم يكن قد رآه من قبل، يقول عليه الصلاة والسلام: ((فأصابنى كرب لم أصب بمثله قط))، أى أن الأمر سيفضح أى النبى عليه الصلاة والسلام سوف يتهم بالكذب ولكن حاشا لله أن يترك أولياءه يقول عليه الصلاة والسلام : فجلّى الله لى بيت المقدس فصرت أنظر إليه وأصفه لهم باباً بابا وموضعاً موضعا، وصدق الله إذ قال: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر:51.

تاسعًا: الإسراء والمعراج: درس لكل صاحب همّ:


لكل صاحب قلب مكلوم ألا يلتفت قلبه إلا إلى الله عز وجل، فرسول الله عليه الصلاة والسلام رجل واحد يحمل همّ الدنيا كلّها، رجل واحد يحمل أمانة تنوء بها الجبال، ماتت زوجه خديجة التى كان يأوى إليها عند تعبه، ومات عمه أبو طالب الذى كان يحميه، وكان يبحث عن رجال صدق يعينونه فى تبليغ أمر دعوة الله عز وجل، فذهب إلى ثقيف ولكنها ردته رداً سيئا وأغرت به السفهاء فضربوه بالحجارة حتى أدميت قدماه الشريفتان لجأ النبى عليه الصلاة والسلام إلى حائط وأخذ يناجى رب العزة سبحانه: (( اللهم إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس إلهى أنت رب المستضعفين أنت ربى إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكته أمرى أعوذ بنور وجهك الذى أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل على غضبك أو أن تحل بى عقوبتك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله)) يبرأ النبى عليه الصلاة والسلام من حوله وقوته إلى حول الله قوته ويأتى حادث الإسراء والمعراج إيناسا للمصطفى عليه الصلاة والسلام وإعلاما للنبى عليه الصلاة والسلام بالفرج.

عاشرًا: الإسراء والمعراج: بلاغ العلم حتى لو كره الناس:


درس للدعاة إلى الله تعالى عاد النبى عليه الصلاة والسلام من رحلته الميمونة المباركة أراد أن يخرج للناس حتى يبلغهم فتشبثت به أم هانئ بنت أبى طالب تقول له: يا رسول الله إنى أخشى أن يكذبك قومك فقال عليه الصلاة والسلام: ((والله لأحدثنهموه) (سأخبرهم وإن كذبوني) درس للدعاة إلى الله عز وجل أن يبلغوا أمانة الله تعالى رضى الناس أم غضبوا، فالداعية يطلب رضا الله لا رضا الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس).


موضوعات متعلقة..


وزارة الأوقاف تحتفل اليوم بذكرى الإسراء والمعراج بمسجد الإمام الحسين










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

Kamal elgendy

نحن في القرن الحادي و العشرون

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن عبدالله

المعجزه الكبري

معجزه كبري ايد الله بها رسوله صلي الله عليه وسلم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلم و افتخر

كل عام و انتم بخير

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلم و افتخر

كل عام و انتم بخير

للم اقصد التعليق 3 و لكن اقصد التعليق رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمدنجيب

المعجزة

معجزة النبي صلي الله علية وسلم دليل علي نبوة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة