أحمد أبو العزم يكتب: الحريات فى إيران.. الآلاف خلف القضبان بسبب أفكارهم.. وأهل طهران يتمنون الموت لـ"خامنئى" على جدران الحمامات.. والمرشح الرئاسى ضد نجاد اعتقل فى سجون الثورة

الجمعة، 27 مايو 2016 09:22 ص
أحمد أبو العزم يكتب: الحريات فى إيران.. الآلاف خلف القضبان بسبب أفكارهم.. وأهل طهران يتمنون الموت لـ"خامنئى" على جدران الحمامات.. والمرشح الرئاسى ضد نجاد اعتقل فى سجون الثورة خامنئى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ عدة أيام كنت أطالع إحدى وكالات الأنباء الإيرانية وبالأحرى وكالة أنباء تسنيم وشد انتباهى مقال فى صورة كاريكاتيرية يتحدث عن الأوضاع فى مصر فى عهد الرئيس السيسى وتناول كثيرا من القضايا بالإحصائيات والأرقام عن قضايا المجتمع المصرى من بطالة، وحريات وغيرها من المشاكل، وبغض النظر عن صحة الأرقام أو عدم صحتها، فى لحظتها تبادر إلى خاطرى المثل المصرى الذى يقول: "اللى بيته من ازاز (زجاج) ما يحدفشى الناس بالطوب".

عشت فى إيران فترة طويلة ما بين عامى 2004 وحتى عام 2012، ودرست فى كبرى جامعاتها فى مرحلة الماجستير والدكتوراه، وأعلم جيدا أن الشعب الإيرانى يتمتع بحرية لا تتوفر لغيره من الشعوب وخاصة فى مجال حرية الرأى والتعبير، لدرجة أنك لا ترى عبارات تعبر عن عشق المجتمع الإيرانى للنظام والخامنئى وأحمدى نجاد فى فترته الرئاسية وخاصة الفترة الثانية من حكمه إلا خلف الأبواب فى مراحيض الجامعات والأماكن العامة، بعبارات مثل "الموت للخامنئى"، "الموت للديكتاتور" و"الموت لولاية الفقيه"، ومن فرط الحرية التى يتمتع بها الشعب الإيرانى؛ فقد تم قمع الحركة المسماة بالخضراء والتى ظهرت مع ترشح مير حسين موسوى، للانتخابات الرئاسية فى عام 2009 ميلادية، وفى أعقاب اعلان نتيجة تلك الانتخابات بفوز أحمدى نجاد خرج الإيرانيين المتعطشين للحرية والرافضين للنظام كسيل جارف بالملايين إلى الشوارع، احتجاجا على هذه النتيجة، حيث تضاربت التصريحات حينها حول نتيجة الانتخابات خاصة أن المؤشرات كانت توحى بأن الفوز سيكون حليفا لموسوى، إلا أنه مع إعلان النتيجة الرسمية خابت كافة التطلعات ورأت الجماهير الغفيرة المؤيدة لمير حسين موسوى أنه تم تزوير الانتخابات من قبل النظام.

ومن فرط الحرية التى يعيشها الشعب الإيرانى تم قمع هذه الحركة المعروفة بالحركة الخضراء، ووضع زعيمها "موسوى" هو وزجته "زهرا راهنورد" رهن الإقامة الجبرية، إلى يومنا هذا، ورغم وصول تيار الإصلاحيين إلى سدة الحكم وتولى الرئيس روحانى رئاسة الجمهورية، إلا أنه لم يستطع فعل شىء لموسوى الذى لايزال قابعا تحت الإقامة الجبرية هو وزوجته ولا يزال النظام متمثلا فى شخص "على خامنئى"، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية والذى بيده مقاليد كل الأمور فى إيران والسلطة المطلقة، لا يسمح بإخراج موسوى من الإقامة الجبرية علما بأن "موسوى" كان رئيسا للوزراء، حينما كان هو رئيسا للجمهورية. ومن شدة الحرية وفتح الساحة السياسية لكافة التيارات السياسية فى إيران لا يزال أيضا رئيس مجلس البرلمان الإيرانى الأسبق مهدى كروبى هو الآخر يعيش تحت الإقامة الجبرية منذ عام 2009 وإلى يومنا هذا، هذه الحرية التى تجعل النظام يصف كل من يعارضه أو يخالف أفكاره وتوجهاته بأنهم مثيرى الفتنة أو أنهم موالين للغرب وأمريكا والصهيونية. لكن السؤال الذى أراه يطرح نفسه بشدة وبالمناسبة يثير حيرتى أيضاً، وهو: ألم يكن النظام الإيرانى رغم شعاراته التى تدوى فى كل حين بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل لم يكن يعلم أن المسئولين الإيرانيين يجلسون على مائدة المفاوضات للتفاوض مع أمريكا "الشيطان الأكبر" على حد وصفهم. وهل تحول الشيطان بين ليلة وضحاها إلا ملاك، أم أن إيران من الممكن أن تتحالف مع الشيطان من أجل مصالحها؟؟؟

ومن فرط الحرية التى يعيشها المجتمع الإيرانى قامت القوات الخاصة وقوات فض الشغب والباسيج والحرس الثورى الذين يأتمرون بأمر من المرشد على خامنئى باعتقال آلاف الإيرانيين وقتل المعارضين ومنهم "ندا سلطانى" التى تعتبر أيقونة الحرية التى يتحدث عنها المتشدقون بالحرية. ومن فرط الحرية أيضا؛ قامت قوات النظام الخاصة فى إيران بالهجوم على سكن المدينة الجامعية وإلقاء القنابل المسيلة والغاز قبل القبض على العديد من الطلاب وقتل أكثر من عشرة طلاب بإلقائهم من فوق أسطح بنايات المدينة الجامعية لجامعة طهران، ويبدو أن ذلك الأمر كان نوعا من أنواع الحرية التى يعرفها النظام فى إيران، وأن تحرير الطلاب من فوق الأبنية فى الهواء ليسقطوا على الأرض صرعى وقتلى هو أسمى أنواع الحرية المسموحة للشعب الإيرانى. وأن إغلاق الصحف الأجنبية والإيرانية المعارضة وفرض الحصار على كافة وسائل الإعلام هو الحرية بعينها.

أتذكر فى تلك الفترة حينما كنا نسير فى الشوارع مع زملائى من الطلاب الأجانب والإيرانيين لنرى "راكبى الدراجات البخارية" وهم يسيرون فى مواكب كأسراب الحمام، لقمع وإرعاب الشعب الإيرانى، وهم حاملين العصى والهراوات؛ ما كان هذا إلا الحرية المنشودة التى تتشدق بها إيران ونظامها.

أما عن الأقليات فحدث ولا حرج، حيث تتمتع الأقليات فى إيران والعرقيات غير الفارسية بكافة وسائل الراحة والرفاهية والغدق من العيش ولا يوجد فيها مشاكل من تلك التى نعانى منها فى بلادنا كالبطالة، والفقر، والتشرد وقمع الحريات، والاعتقالات السياسية والإعدامات دون محاكمات عادلة، خاصة فى الأحواز العربية أو سيستان وبلوتشستان أو منطقة كردستان التى تسكنهم أغلبية سنية أو غيرها.
ومن الحرية أيضا أن يمنع رئيس الجمهورية الأسبق محمد خاتمي، من الظهور الإعلامى فى كافة وسائل الإعلام.

هل يعقل ونحن فى القرن الواحد والعشرين لا يزال استخدام الستالايت فى ايران ممنوعا على الشعب مسموحا للسادة وكبار المسئولين وكأنه مجتمع السادة والعبيد.

إيران بالأرقام والأعداد:


من فرط الحرية فى إيران تجد السجون والمعتقلات خالية من المساجين السياسيين وأصحاب الرأى ومن الإعلاميين ولا يسمع فيها عن حالات تعذيب أو اغتصاب للرجال والنساء على حد سواء وأن ما ذكره المقرر الخاص لحقوق الانسان فى إيران "أحمد شهيد"، من أن نسبة الاغتصاب فى السجون الإيرانية بين النساء 85% وبين الرجال 35% هو ادعاء كاذب أو غير صحيح وأنه لم يتم إعدام آلاف السجناء السياسيين فى سجن "رجائى شهر" أو جوهردشت، فى مدينة كرج بالقرب من العاصمة طهران خلال عام 2009 ولا يزال إلى يومنا هذا، علاوة على سجن "ايفين" الأشهر على الاطلاق فى ايران بمدينة طهران والذى يتم فيه استخدام شتى أنواع التعذيب على الطريقة الإيرانية، وفقا لما تنشره التقارير عن من دخلوا هذه السجون. وكما أن لانتفاضة 2009 أيقونة وهى ندا سلطانى فإن لسجن ايفين أيقونات كثيرة، منها الرسامة والناشطة الإيرانية "آتينا فرقدانى" والتى كشفت بعد الافراج عنها عن حالات التعذيب وتصوير النساء فى الحمامات عبر كاميرات سرية، تلك الناشطة التى تم اعتقالها مدة شهرين لإقامتها معرضا حول انتهاك حقوق الأطفال فى إيران وبسبب لقاءاتها مع أسر المعتقلين السياسيين وقتلى الانتفاضة الخضراء عام 2009 م.

- "منذ تولى الرئيس روحانى فى 2014 تم إعدام 852 شخصا بينهم نساء وأطفال دون السن القانونية"، وذلك وفقا لتقرير المقرر الخاص لحقوق الإنسان فى إيران الدكتور أحمد شهيد.

- إعدام رجال قرية بأكملها فى إيران لاتهامهم بالاتجار بالمخدرات فى محافظة سيستان وبلوشستان.

- عدد الصحفيين السجناء 19 سجين تم اعتقال 12 منهم خلال العام الماضى، علاوة على أصحاب المدونات المعتقلين والذى وصل عددهم إلى 37 سجينا تم اعتقال 25 منهم العام الماضى وهذه الأعداد فى تزايد مستمر.

- معدل البطالة فى إيران 11% وفقا لما أعلنه مركز إحصاء إيران فى نهاية عام 2015 م، وهذه النسبة المعلنة لا تمثل الواقع الفعلى للبطالة التى كانت فى نهاية فترة أحمدى نجاد الرئيس السابق 12.2% وهذا يعنى أن النسبة المعلنة فى عهد روحانى لا تمثل الواقع، أضف إلى هذه النسبة آلاف العمال بعد إغلاق كثير من المصانع الإيرانية وعدم دفع رواتب العمال خلال العام الماضى والحالى وقيام العمال بالإضرابات والاحتجاجات ومنها مصانع قصب السكر “هفت تبه" ومصانع الغزل والنسيج... وغيرها.

حقيقة لا أدرى ما الحكمة الإيرانية فى التدخل فى الشئون الداخلية لدول أخرى سواء فى مصر أو غيرها من الدول العربية، هل هو لنصرة " المستضعفين فى الأرض" كما يدعون؟ إن كان كذلك فلماذا لم نسمع عن صاروخا إيرانيا من تلك التى نسمع عنها كل يوم يخرج من إيران متجها نحو إسرائيل بدلا عن الشعارات النارية التى طالما خرج علينا بها المسئولون فى إيران كما أننى لا أدرى لماذا لم ترد الخارجية المصرية على مثل هذا الكاريكاتير الساخر، أم أن حاجز اللغة دائما ما يقف خلف عدم المعرفة وفهم الآخر؟

خلال الشهر الماضى وتحت قبة البرلمان وصف نائب رئيس البرلمان الإيرانى الانتصار فى حرب أكتوبر المجيد بالهزيمة، فلماذا لا نسمع أى رد من مسئول أو صحيفة مصرية؟ أفيقوا يا سادة رحمكم الله.

ونصيحتى للمسئولين الإيرانيين، لا تستعدوا الشعوب الأخرى وتحقروا من انتصاراتهم، فهذا ليس من الإسلام فى شىء، انصروا شعبكم وأنفسكم أولا وبعد ذلك ابحثوا عن الآخرين؛ حلوا مشاكلكم قبل أن تتحدثوا عن غيركم.


موضوعات متعلقة..


- بعد دخوله فى دائرة الأزمات.. حلمى النمنم يفوض رئيس اتحاد الناشرين المصرين بالدعوة لجمعية عمومية









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة