هذه الأموال والملايين التى تنفق تجعل من الضرورة أن نطرح تساؤل حول مدى جدواها، وهل بهذه الأموال يدعم أصحاب الملايين الإسلام؟، أو يدعمون أفكاره؟، أو يدعمون أى شىء على الإطلاق؟!، أم هى مجرد بروباجندا، وأموال يمكن أن تنقذ ملايين الأطفال الذين يموتون جوعا فى شتى أنحاء الوطن العربى والإسلامى.
دعونا نضع فى البداية أمام هؤلاء تجربة خاضها من قبلهم عملاق الإنترنت العالمى، وربما يمكننا أن نطلق عليه مجازا "مالك" الإنترنت الأشهر "جوجل" بجلالة قدره، فبعد محاولات مضنية لشراء فيس بوك، قرر جوجل بعنترية مدعوما بكل قواه أن ينافس العملاق الأزرق وطرح شبكة اجتماعية عملاقة تحت عنوان "جوجل +" وضع فيها كل إمكانات محرك بحثه، وكل إمكانات وقوة يوتيوب وانتشار أندرويد ومع كل شركاته وأفرعه المتشعبة، وحدثت ضجة عالمية، وانتفض المهتمون بالتكنولوجيا فى كل مكان، وبعد شهور أعلن الجميع الهزيمة، وأكدوا أن جوجل + أصبحت مجرد مدينة للأشباح، ومكان مهجور لا يدخل إليه أحد، وبعد محاولات مضنية رفعت جوجل الراية البيضاء، وحاولت استغلال الشبكة ودمج خدامتها فى أفرعها الأخرى بعيدا عن منافسة فيس بوك.
بعيدا عن المنافسة العالمية، دعونا ندخل لجولة فى شبكة "مسلم فيس"، ما الجديد الذى تقدمه للمستخدمين يجعلهم يتركون فيس بوك ويتجهون لها، تطبيق للصلاة، يمكنك أن تجده على أى موقع إنترنت بدائى وحتى على فيس بوك، منع إضافة أى شخص سوى المحارم، ويمكنك أن تختار من تضيفه ومن لا تضيفه على فيس بوك بكل بساطة، حاول أن تبحث عن أى شخص تعرفه عليها ولن تجد، لا يوجد أى شىء تقريبا يدعوك للدخول لهذا العالم المغلق ما لم تكن مجبرا على الدخول له عنوة.
الكارثة الأخرى التى قابلتها فى الجولة السريعة على الموقع أو الشبكة الاجتماعية هى فى المنتديات، وتحديدا فى ملف مفتوح للنقاش تحت عنوان "السبايا"، ويتحدث عن كيف يتم إكرام السبايا خاصة من فقدت زوجها، فهل هذا ما نود تقديمه للعالم فى شبكة اجتماعية إسلامية.
دعونا نذهب لعالم الأرقام مرة أخرى، شبكة مسلم فيس انطلقت بداية 2015، وحتى الآن ترتيبها على أليكسا يأتى فى المرتبة رقم 437,581، تقريبا ليس لها نشاط يذكر، ولا يدخل لها أحد منذ شهدت ظهورها الأول، فهل يدرك من يحملون الملايين فى جيوبهم من رجال الأعمال المسلمين تلك الحقائق قبل إنفاق أموالهم، وهل يبحثون عن أفضل طرق لدعم الإسلام أو الإنسانية حتى ونحن فى تلك المنطقة التى تعانى بكل قوة قبل إهدار الملايين أم لا.
بذكر عام 2015، ففى نهاية هذا العام وتحديدا فى نوفمبر وصل رأس مال فيس بوك فى البورصة الأمريكية 300 مليار دولار أمريكى، وهذا ما يعنى أن المنافسة ماديا، وتقنيا، وحتى بناء على التجارب السابقة ليست فى صالح أحد، ويزيد التأكيد أنه بالطبع توجد العديد من الجوانب التى يجب أن تصرف فيها الأموال أهم كثيرا من إهدارها فى حرب محسومة مقدما.
موضوعات متعلقة:
رجل أعمال باكستانى يضخ 3 ملايين دولار للاستثمار فى شبكة "مسلم فيس" للتواصل الاجتماعى.. ويشترط إضافة المحارم فقط للأصدقاء.. ويوفر الزواج والمنتجات الحلال.. ويهدف جذب 10 ملايين مشترك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة