جدل حول ترقية البابا تواضروس "كهنة متبتلين" لرتبة الأسقفية.. كمال زاخر: البابا كيرلس والبابا شنودة فعلا ذلك من قبل والكنيسة تتطور للأصلح.. ومدرس لاهوت: الرهبنة نضج ولا يصح اختيار الكهنة

الأربعاء، 25 مايو 2016 05:00 ص
جدل حول ترقية البابا تواضروس "كهنة متبتلين" لرتبة الأسقفية.. كمال زاخر: البابا كيرلس والبابا شنودة فعلا ذلك من قبل والكنيسة تتطور للأصلح.. ومدرس لاهوت: الرهبنة نضج ولا يصح اختيار الكهنة البابا تواضروس
كتبت: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت ترقية اثنين من الكهنة المتبتلين فى ايبراشية لوس انجلوس لرتبة الأسقفية، سؤالا يتردد فى الأوساط الكنسية حاليا، هل يكسر البابا تواضروس أعراف الكنيسة ويمنح المناصب للكهنة المتبتلين بدلا من الرهبان؟

بالنظر إلى الواقع الحالى ، فإن المناصب الكنسية العليا تقتصر على الرهبان، حتى أن كافة أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية_ الهيئة العليا فيها والتى يرأسها البطريرك_ من الرهبان وذلك منذ سنوات طويلة دأبت فيها الكنيسة على اتباع تلك القاعدة حتى صارت عرفًا كنسيًا، قبل أن يأتى البابا تواضروس الثانى إلى سدة كرسى مار مرقص ويقرر أن يحول الكنيسة إلى مؤسسة نظامية يجرى العمل بها معتمدا على اللوائح والقوانين فيصدر لائحة لشئون الأديرة وأخرى للرهبنة وثالثة للمرتلين وغيرها.

مصادر كنسية أكدت لـ"اليوم السابع"، أن اجتماع المجمع المقدس الأخير الذى جرى فى مايو الماضى ناقش اشتراطات اختيار الأسقف، واتفق الآباء الأساقفة أعضاء المجمع على أن يتم اختيار الأسقف ممن مر على رهبنتهم خمس سنوات إلا أن تلك القرارات لم تقر من البابا تواضروس رسميا حتى اليوم.

إيبارشية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بلوس أنجلوس أعلنت منذ أسابيع، عن سيامة كل من القمص إسحق بولس عزمي، والقمص جون بول كأساقفة عموميين بناء على تزكية الأنبا سرابيون مطران لوس انجلوس لهما، وذلك لمساعدته فى إدارة شئون الإيبراشية مترامية الأطراف على أن يرأس البابا تواضروس صلوات السيامة فى الـ12 من يونيو بالكاتدرائية.

الأسقفان الذين وقع الاختيار عليهما ينتميان لفئة "الكهنة المتبتلين" أي كهنة غير متزوجين، وهي فئة قليلة جدا في الكنيسة، إذ تحرص الكنيسة على اختيار الكهنة دائما من بين الشمامسة المتزوجين باستثناء حالات قليلة، وتماشيا مع العرف منح الأنبا سرابيون الكاهنين الشكل الرهبانى منذ شهر ودخلا دير الأنبا انطونيوس ببرية كاليفورنيا باسم القمص إسحق بولس سانتا أنتونى والقمص جون بول سانتا أنتونى.

المفكر القبطى كمال زاخر، قال لـ"اليوم السابع"، إن سيامة الأساقفة من الرهبان عرف مستقر فى الكنيسة القبطية منذ سنوات طويلة ولكنه لم يصبح قانونا أو قاعدة لأن البتولية (عدم الزواج) واحدة من الشروط التى استقرت من قرون طويلة فى اختيار الأساقفة ولم يشترط فى ذلك أن تكون البتولية فى الرهبنة.

ووصف "زاخر" الفكرة بالجيدة لأنها تعطى الكنيسة فرصة للاستفادة من الطاقات الموجودة لديها خارج إطار الرهبنة معللا:" ولأنها فكرة جديدة تواجه برفض وعدم قبول".
وضرب زاخر مثلا بالأنبا غورغوريوس، أسقف البحث العلمى الذى كان يخدم ككاهن متبتل ولم تزد فترة رهبنته عن عامين اختاره بعدهما البابا كيرلس السادس ليصير أسقفا للبحث العلمى وصار واحدا من أهم الأساقفة فى تاريخ الكنيسة.

أما فى عصر البابا شنودة يضيف زاخر، :" اختار البابا الشاب كمال حبيب الذى كان يخدم لجان التربية الكنسية، ودخل إلى دير الأنبا بيشوى وقضى فيه أقل من عام واختاره بعدها البابا للخدمة فى فى الولايات المتحدة الأمريكية ثم عاد وصار الأنبا بيمن اسقف ملوى، كذلك فإن الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ والبرارى والسكرتير السابق للمجمع المقدس وأحد أهم أساتذة اللاهوت فى الكنيسة القبطية لم يقض إلا أعوام قليلة راهبا فى دير السريان قبل أن يختاره البابا شنودة لمنصب الأسقفية، ولم يمر على رهبنته خمس سنوات كما يطالب البعض".

أما مينا أسعد كامل، مدرس اللاهوت الدفاعى بمعهد الكتاب المقدس فى الكنيسة، فاختلف مع ما رآه زاخر وقال إن الاسقف يقوم عمله فى الأساس على الرعاية والاهتمام بالشعب المخدوم من كافة الأوجه خاصة الروحي والتعليمي منها، وهو حسب القوانين الكنسية وتعليمات رسل المسيح مسئول عن إدارة أموال الكنيسة، لذلك كانت هناك مجموعة من الشروط حول اختياره، مثل أنه بلا لوم وحكيم، وغير طامع بالربح، ويدبر بيته حسنا، محتشم و مضيف للغرباء.

وتابع: "مع تأصيل النظام الرهباني صار الأسقف يختار من الرهبان، لذا فالأصل فى الأسقفية الرهبنة والتبتل لذلك يميل الاتجاه العام للتقييم لاختيار راهب مر عليه سنوات في الرهبنة التى هي في الأساس تدريب روحى قمعي للذات، معتبرا أن اختيار أسقف من الكهنة المتبتلين لم يتواجد في الدير فترة كافية تكفى للنضج أمر غير مستحب بل وقد يستخدمه البعض في الهجوم على النظام الرهبانى.

واختتم: "ومن هذا المنطلق دارت مداولات في المجمع المقدس حول وضع شرط مرور خمس سنوات رهبنه كشرط للأسقفية، وخمسة عشر عاما رهبنه كشرط للكرسي المرقسي، ومن هذا المنطلق أرى صعوبة تقبل فكرة كاهن متبتل لا يمر بالفترة الكافية فى الدير الذى تسمح له بالنمو والنضج فى النظام الرهبانى ليصبح أسقفا".











مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

إيبيدياكون م. جون بطرس

ال نظرة سريعة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة