من جهته أكد الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن من يقومون بتصميم وتركيب ونشر وترويج تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعى، شركاء فى فعل محرم وآثمون جميعاً، لأنهم يشاركون فى عمل إثم وامتهان للقرآن الكريم، قائلا، "من يفعلها يعد مرتكب لأمر محرم شرعا، ويعتبر آثما ويجب أن ينبه أن ما يفعله لا يجوز ويجب أن يقلع عن هذا العمل".
وأضاف "النجار"، القرآن الكريم لا يجوز استتعمال آياته فى مواقف تدعو للسخرية، ولا تتفق مع مواقف استعماله، ومن المعروف أن مواطن استعمال الكوميديا غير استعمال القرآن، وخلط القرآن بالمواقف الكوميدية إهانة للنص.
وبالنسبة لمن يقومون بنشر صور من أفلام مدون عليها عبارة تدعو للصلاة على الرسول، أكد "النجار" أن الصلاة على الرسول واجبة فى ذاتها، ومن يقرأ كلمة "صلى على الرسول" مدونة على صورة من فيلم فهو يرتكب فعلا محرماً، ومن يقرأ هذا المشهد الحرام ويرد بالصلاة على الرسول فهو فعل واجب مستقل لأن الصلاة على الرسول مطلوبة لذاتها دون تنبيه.
فيما قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إذا كانت الكلمات حشرت حشراً واختلقت وسط أجواء غير مناسبة وفعلا يدل على من واقع الظروف أن بها سخرية فهو إيذاء وحرام ومكروه، لأن هناك نصا يقول "الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ".
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هذا نوع من المكروه على الأقل، وجلال القرآن وعظمته لأنه كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه، مؤكداً أن مثل هذه الصور ابتذال وسخرية ومحرمة، خاصة بالنسبة للقرآن الكريم، أيا كانت النية، لأنه من الجلال والتقديس ما ينأى به عن الأمور التى تثير السخرية والتى يقرأها الناس فى معرض أمور لا تتفق مع جلال القرآن الكريم.
وبالنسبة لحكم الدين فيمن يقومون بتركيب تلك الصور، قال "الجندى"، إنه آثم ومذنب ويتحمل وذره كل من يأخذها كما قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة"، موضحاً أنه يتحمل الذنب عن العمل، ومن يقرأ هذا الكلام لأنه يهز الصورة المقدمة لأى قارئ على مواقع التواصل الاجتماعى.
من جانبه قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، إن لكل مقام مقال، والقرآن مقامه فوق أى مقال، ويجب أن يوضع فى مكانه المناسب، مؤكداً أنه لا يصح وضعه فى أماكن اللهو، فإذا كنا نوقر الأشخاص وننزلهم منازلهم، فلا يليق أن ننزل القرآن والسنة المنازل اللائقة بها، فأى صورة من الصور بها سخرية أو غيرها يجب ألا يوضع فيها آيات قرآن، لأن القرآن كلام الرحمن جل جلاله، والرحمن لا بد أن يوقر وأن يسبح فى الأماكن اللائقة بجلاله، وقال رب العزة فى قرانه، "لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا".
وأضاف عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، هناك ألف طريقة للدعوة، ولكن ليست عن طريق غير لائق، كما نرى فى بعض المشاهد المضحكة والتى لا تناسب المقام، فالهدف الدعوى يقوم به الدعاية الذى يعرف وسائل الدعوة، والدعوة لها ضوابط وشروط، فالذى يريد الهداية يتقبل هذه الضوابط لأنه يريد الإقبال على الله سبحانه وتعالى، والعلماء الذين يعرفون وسائل الدعوة لاشك أنهم يستعملون أثناء حديثهم وسط الجموع الطرق الهادفة ولا يكون هناك إخلال بالمقام الدعوة، ولكن قد يكون هناك فنان يعرف أن يضحك لكن لا يعرف وسائل الدعوة، ومن هنا نكون قد أسندنا عملا لغير متخصص، حتى وإن كان الهدف محمودا، ولا بد أن يقوم بالدعوة من يعرف الوسائل والمتخصص فى فن الدعوة، وليس كل من "هب ودب"، فمن غير اللائق أن يأتى فنان يمسك كأس خمر ويشرب فيه ثم يضع آية قرآنية باعتبار أنها ترشد.
وبالنسبة لحكم الدين فيمن يقوم بتركيب تلك الصور، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، أننا لا نحكم على الناس بسوء القصد، فقد يكون قصده طيبا، لكن يجب أن يوجه وينصح وأن يخرج العمل بالطريقة اللائقة وتعرض على العلماء، هل هذا لائق أم لا، وأقصد بالعلماء المعتبرين فى المؤسسات العلمة الدينية.
وأضاف عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر "لو كان القصد السخرية فهذه معصية كبيرة بنص القرآن الكريم، قال تعالى "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون"، مؤكدا أنه لا يجوز السخرية بالله ولا رسوله وآياته، وإلا لسارت فتنة فى الأرض وفساد كبير، فلا يصح أن هذه حرية تعبير أو رأى، فالحرية يجب ألا تتعدى الحدود ولا توجد حرية فى دولة بالعالم، كما نسمع الآن، فى حرية فى الإبداع فهذا ابتداع لا إبداع.
وأشار "فؤاد" إلى أننا لا نستطيع أن نتحدث عن الرؤساء أو الملوك بما يليق بهم، ولا نضع إلا الصور اللائقة بهم، فكيف بالحديث عن الله وسنته، فلا بد من تنبيه الدولة لمخاطر التعدى والسخرية باسم الحرية والإبداع على الدين، فمصر متدينة، وأوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا تم تعكير صفو العقيدة فى مصر باسم الفن أو الحرية فسوف يؤثر ذلك فى كل مكان بالعالم، لأن مصر هى قلب العروبة والإسلام، وما من كتاب مقدس فى اليهودية أو المسيحية والإسلام إلا وتقدم اسم مصر فيه على أى بلد آخر، وبإذن الله مصر محفوظة وآمنة بنص القران الكريم من كل سوء.
موضوعات متعلقة..
-"الكوميك" السلاح الأول ضد تعصب هتلر الجديد.. عاصفة من السخرية تواجه دونالد ترامب بعد هجومه على المسلمين.. والصور الساخرة تُغرِق مواقع التواصل فى مواجهة المرشح لرئاسة الولايات المتحدة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة