تحت وطأة التكاليف المرتفعة وصعوبة التنبؤ بالطلب بدأ بعض المصانع فى جنوب الصين اللجوء إلى استراتيجية جديدة للبقاء: الاستعانة بالعمالة المؤقتة.
ما أبعد ذلك عن رؤية بكين لمستقبل صناعى براق وعالى التقنية تبنيه شركات إنتاج الكمبيوتر والرقائق.. ففى صباح دافئ ببلدة شيلينج فى جنوب البلاد يتجمع عشرات العمال بأحد شوارع المدينة للمساومة على العمل فى صناعة الحقائب ليوم واحد مقابل 20 إلى 30 دولارا.
ويقول أصحاب المصانع بالبلدة المتخصصة فى الصناعات الجلدية وفى البلدات الأخرى القريبة أن العمالة المؤقتة تسمح لهم بالبقاء فى المنافسة حتى إذا كانت الأجور أعلى للعامل الواحد مقارنة مع الرواتب المنتظمة.
ويقول العمال الذين يعملون فى أوضاع يكتنفها الغموض من الناحية القانونية إنهم يقبلون بتلك الأوضاع لأنهم يخشون من أن المصانع التى تعرض وظائف دائمة قد تعجز عن السداد إذا نضب العملاء وهرب المدير.
وقال هوانغ بى ليانغ الذى يدير مصنعا للأزرار فى مدينة دونغقوان بجنوب الصين "لم نكن نعين العمال المؤقتين لأن تكاليف العمالة لم تكن شديدة الارتفاع. كان عمالنا معينين.. لكن فى الفترة الأخيرة بدأنا نستعين بالمزيد من العمالة المؤقتة."
ويوافقه الرأى ديفيد ليانغ المدير فى مصنع تشيفى للصلب ببلدة جيانغمن القريبة ويقول "كل عامل (دائم) إضافى أعينه هو مخاطرة إضافية."
والنتيجة أن جزءا من القاعدة الصناعية الصينية قد تكيف مع الأوضاع المتقلبة والأجور المرتفعة لتظل الدولة ممسكة ببعض المشاريع كثيفة العمالة التى ربما كانت لتخسرها لصالح مناطق أخرى أقل تكلفة فى آسيا.
تلجأ الشركات المتعثرة من حين لآخر إلى العمالة المؤقتة لكن يمثل تحولا بالنسبة للصين حيث سعت السلطات إلى تضييق الخناق على التوظيف العارض عن طريق تشديد القواعد فى 2012 لحماية ما يسمى بعمال "التراحيل".
وترغب الصين فى التحول عن العمل بالقطعة إلى الاقتصاد الاستهلاكى عالى التكنولوجيا. لكن تجربة شيلينج تشير إلى أن العمالة المؤقتة قد تساعد أعداد هائلة من المصانع الصغيرة فى شتى أنحاء الصين على الاستمرار فى بيع الأحذية ولعب الأطفال وأدوات الطهى بأسعار رخيصة لبضع سنوات أخرى.
مصانع جنوب الصين تلجأ إلى العمالة المؤقتة كى لا تغلق أبوابها
الأحد، 22 مايو 2016 11:38 ص
عمالة صينية ـ صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة