وأوضح وزير الخارجية اليونانى، وفقا لبيان من السفارة اليونانية صباح اليوم، أن ما يمثل أهمية بالنسبة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبى وتركيا ليس فقط تغيير رئيس الوزراء التركى فهناك محاولات تبذل لجعل النظام السياسى مقصورا على حزبين اثنين، وكذلك هناك أهمية لتعاظم دور الجيش، سواء على الصعيد الداخلى فى التعامل مع حركة "غولن" والأكراد، أو فى الخارج بالعراق وسوريا وهذا يعنى أنه بعد سنوات عديدة من قيام "أردوغان" بإرسال الجيش إلى ثكناته، عادت القوات المسلحة التركية لتشكل توازنات جديدة فى منظومة السلطة من جهة ، ومن جهة أخرى فهى ترتكب سلوكيات غير مقبولة خارج نطاق القانون الدولى، وكل هذا يتزامن مع حقيقة أن تركيا قد خلقت بؤرا للتوتر مع جميع جيرانها تقريبا.
وقال وزير الخارجية اليونانى إن تركيا تبدو أكثر الآن عصبية مما كانت عليه فى الماضى، وأن على اليونان أن تحترس كى لا تصبح جزءا من مشكلتها، كما ترغب بعض الدوائر فى الدولة المجاورة.
وتطرق إلى كلمته أمام المجلس الوطنى اليونانى للسياسة الخارجية، حيث أكد أن اليونان تنفذ سياسة خارجية ثابتة فيما يخص "الخطوط الحمراء" بالنسبة للبلاد ، وهى سياسة حكيمة ولكنها حازمة فى استخدام وسائل الردع، فاليونان تستخدم كافة الوسائل الدبلوماسية وتقوم بإبلاغ مجلس الأمن وحلف شمال الأطلسى والاتحاد الأوروبى باستمرار عن كافة التطورات، وهناك تعاون وثيق مع وزارة النقل البحرى ووزارة الدفاع ، لذلك لم تظهر أى أزمات ساخنة خلال فترة تولى أردوغان رئاسة الوزراء ثم رئاسة تركيا، ولكن إذا لم يتم توخى الحذر يمكن أن تحدث أزمة حتى عن طريق الخطأ.
ولفت إلى أن المشاكل تنشأ نتيجة استمرار الانتهاكات والاستفزازات من قبل جزء من الآلة العسكرية للدولة المجاورة، ولكن لا يجب الاستهانة بعزم اليونان الدفاع عن حقوقها السيادية وسلامة أراضيها، ففى السياسة الخارجية هناك دائما تحركات دبلوماسية لإعادة التوازن وأشكال أخرى للرد.
وأضاف ان اليونان مع قبرص قد أنشأت أليات للتعاون الثلاثى مع كل من مصر وإسرائيل والأردن ولبنان وهناك تفكير لإنشاء ألية خامسة للتعاون الثلاثى مع فلسطين، موضحا أن منظومتى التعاون مع أول دولتين متعددة المجالات، أى أن الأليات الثلاثية قد تشكلت بمشاركة جميع الوزارات تقريبا، وليس فقط بين وزارات الخارجية.
وأكد أن هذا التنوع فى العلاقات يمنح للاجتماعات الثلاثية مميزات جديدة، حيث تتحمل الدول مسئوليات جديدة ولكنها تكتسب كذلك فرصا جديدة فى منطقة شرق المتوسط.
وأشار وزير خارجية اليونان إلى انعقاد مؤتمر دولى بجزيرة رودس اليونانية يومى 8-9 سبتمبر القادم ، بمشاركة ست دول من أوروبا، هى إيطاليا وقبرص واليونان وسلوفاكيا - التى ترأس الاتحاد الأوروبى حاليا- وبلغاريا وألبانيا ، بالإضافة إلى ست دول عربية هى مصر والأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة وليبيا وتونس، بخصوص القضايا الأمنية فى شرق البحر الأبيض المتوسط ، مشيرا إلى انعقاده بناء على مبادرة يونانية، واذا تطورت الأمور بنجاح، فسيسهم ذلك فى استقرار المنطقة وفى خلق إطار مؤسسى أمنى إقليمى جديد.
موضوعات متعلقة:
- إحباط محاولة 26 شخصا للهجرة غير الشرعية إلى اليونان عبر البحر المتوسط
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة