وبعد عشرات السنوات من سيطرة اليسار فى الدولة اللاتينية، تراجعت هيمنته على السلطة الآن ، ففى فنزويلا والأرجنتين والبرازيل، تركت التجربة اليسارية أثرا كبيرا فى الحياة الاجتماعية، وأدى إلى انقسام كبير فى الحياة الاجتماعية وأيضا أدى إلى أزمة اقتصادية وأزمة سياسية فى فنزويلا والبرازيل.
واليسار اللاتينى "القديم" المتمثل فى رفائيل كوريا فى الإكوادور ونستور كيرشنر فى الأرجنتين وهوجو شافيز فى فنزويلا استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا ، فى رفع أسعار وإنتاج المواد الخام من النفط والغاز والمنتجات الزراعية، وتحسين ظروف الصحة والتعليم والسكن فى الأحياء الفقيرة، الأمر الذى مكنهم من قيادة سياسات طموحة لإعادة التوازن فى توزيع الثروة، أما اليسار الجديد فلم يستطع الحفاظ على ذلك فمنذ 2010 بدأ انخفاض الأسعار خاصة بالنسبة للطاقة وهو ما أنعكس على موارد هذه الدول ، وأصبح من الصعب الحفاظ على سياستها اليسارية فى إعادة التوزيع.
كما أن هناك أسباب أخرى لانتكاسة اليسار فى أمريكا اللاتينية والتى منها فقدان روسيف ومادورو للقدرة على التأثير وقمة الشخصية التى كان يتميز بها أسلافهم من لولا دا سيلفا وهوجو شافيز، إلا أن فى النهاية زادت واقعة لولا دا سيلفا من أزمة الحكومة واليسار هناك، فقذفه باتهامات فساد، يرجح أنها سياسية فى المقام الأول، ومقابلة اليسار ذلك بالتحصين وكشف كذب الإدعاءات، نال أكثر من مصداقية اليسار.
أما فى الأرجنتين فتكون من أمثلة سوء الإدارة، حيث تسبب التدخل المبالغ فيه من جانب الدولة فيما يخص إدارة المنظومة الاقتصادية فى زيادة معدلات الفساد وتعاظم نفوذ النخبة، مما أدى إلى انهيار النظام الاقتصادى فى النهاية، وعمدت الدولة إلى تعقيد إجراءات عمل القطاع الخاص، وهو ما عطل فاعلا أساسيا لدفع الاقتصاد، وقابلت ذلك بزيادة مخصصات الانفاق، مما أدخلها فى واحدة من أكبر حالات عجز الموازنة طوال عقود.
موضوعات متعلقة..
- نقابتان كبيرتان بالبرازيل ترفضان الاجتماع مع ميشال تامر