بالصور.. 4 حكايات ترصد رحلة عذاب المعاقين نحو الوظيفة.. علي: أنا وأختى نعانى من شلل الأطفال و"محدش راضى يعينى".. عبد الله:" تعبت من الانتظار".. ووليد طرد من مكتب وزير التعليم.. وفى الشرقية لم يعين أحد

رغم الحديث عن إجبار كل شركة على تعيين 5% من موظفيها من ذوى الاحتياجات الخاصة، ورغم إطلاق مبادرات من وزارة التضامن الاجتماعى لدعم المعاقين، إلا أن الأمر على أرض الواقع ظل حبرا على ورق..

فى التقرير التالى نرصد تجربة 4 من ذوى الاحتياجات الخاصة فى مراحل عمرية ومحافظات مختلفة، جمعتهم الإعاقة، والمعاناة نفسها فى سبيل الحصول على عمل..

صدقوا تصريحات المسئولين والوعود، ولكنهم سرعان ما صدموا بالواقع، ومابين التصريحات الحكومية والتصرفات الفعلية، عرف هؤلاء أن الاعتراف بحقوقهم والمتاجرة بقضيتهم شىء، وإعطائهم فعليا تلك الحقوق شىء آخر..

وليد عبد المنعم طردت من مكتب وزير التعليم و"عايش على البقشيش"

وليد عبد المنعم جمعة (39 عاما) حاصل على ليسانس آداب جامعة القاهرة ودبلوم تربوى، يحكى تجربته كواحد ضمن آلاف المعاقين فى معاناة رحلة البحث عن وظيفة بين دهاليز الوزارات".

قدم وليد الأوراق والمستندات التى تؤكد أحقيته بالتعيين ضمن مسابقة الـ5 آلاف وظيفة، وخاض رحلة طويلة من الإجراءات وسخافتها، ولكنها باءت كلها بالفشل.

وليد كان لديه أمل فى الحصول على تلك الوظيفة مثل غيره من ذوى الاحتياجات الخاصة، ولكن أحلامه تبخرت، يقول لـ"اليوم السابع": "أصبت بإعاقة فى العمود الفقرى نتيجة خطأ طبى، وتقدمت ضمن مسابقة الـ 5 آلاف وظيفة ولم أوفق، ولم أعرف سبب الرفض إلى الآن".

يتابع: "أعمل جارسون فى أحد النوادى الكبرى، بدون مرتب تقريبا وأعيش على بقشيش لا يكفى لأى حياة كريمة رغم إننى متزوج ولدى طفلان ".

كانت صدمة وليد الكبرى عندما حاول اللجوء إلى مكتب وزير التربية والتعليم، يقول: "حاولت الذهاب إلى مكتب وزير التربية والتعليم ولكن تم طردى من قبل الموظفين، لا أحد يشعر بنا".

علي.. صغر سنه سبب عدم تعيينه

بطل هذه المأساة هو على محمد مبروك ذو الـ21 عاما، وأحد سكان عزبة الشيخ سراج بمركز ببا محافظة بنى سويف.. عندما حصل على ليسانس الحقوق من جامعة بنى سويف بعد معاناة وسنوات طويلة فى رحلة التعليم، كان يتوقع أن الحياة ستفتح أبوابها له، وأنه ربما يركب ولو "موجة" صغيرة، تهون عليه مأساة رحلة التعليم كمعاق، ولكن على أرض الواقع الوضع اختلف.

يحكى علي قصته قائلا: "حصلت على تقدير عام جيد، ولم أقبل فى أى وظيفة حتى الآن بسبب إعاقتى".. ويضيف: "أعانى من ضمور فى عضلات اليد، ولا أستطيع حمل أى شىء يزن أكثر من خمسة كيلو، وتعانى أختى أيضا من شلل أطفال، ونعيش بمبلغ 600 جنيه معاش من الضمان الاجتماعى".

على لم يقبل فى مسابقة الـ 5 آلاف وظيفة للمعاقين لأن سنه لم يتجاوز 45 عاماً، وهو ما تم اشتراطه للحصول على الوظيفة، يقول: " حاولت مرات عديدة وتقدمت بالعديد من الطلبات لقبولى كحالة استثنائية بسبب ظروف إعاقة أختى ولكن كل المحاولات باءت بالفشل، وتم تخصيص لى أنا وأختى مبلغ 600 جنية شهرياً من وزارة التضامن الاجتماعى لا يكفوا مصروفات علاجنا ولم تقبل أى من شركات القطاع الخاص تعيينى بسبب الإعاقة".

عبد الله قنديل.. تأخر محافظة كفر الشيخ فى تسليم الوظائف

ليس هناك سبباً مقنعاً حتى الآن فى عدم استلام وظيفته، عبد الله قنديل من محافظة كفر الشيخ ويبلغ من العمر 45 عاماً ويعانى من شلل أطفال، متزوج وأب لثلاثة أطفال، والذى تم قبوله فى مسابقة الـ 5آلاف وظيفة إلا أنه لم يستلم وظيفتة حتى الآن.

يقول قنديل:" انتهينا من كل الإجراءات التى طلبت مننا، ونحن ننتظر من شهر يناير فكل المحافظات قد تسلمت وظائفها فى شهر يناير إلا محافظة كفر الشيخ، تعبنا من الانتظار ونحن لا حول ولا قوة لنا، فليس هناك سبب وراء عدم تسلمنا وظائفنا حتى الآن، على الرغم من إعلان قبولنا".

محمد سعيد.. محافظة الشرقية خارج نطاق الخدمة

محمد سعيد يبلغ من العمر 30 عاماً، يعانى من شلل أطفال، ويسكن فى قرية ميت جابر بمحافظة الشرقية وهو أب لطفلين، يروى حكايته قائلا: "دائماً يكون مصيرى الرفض فى القطاع الخاص بسبب الإعاقة، وعلى الرغم من أننى تقدمت بمسابقة الـ 5 آلاف وظيفة ولكن أبلغت أن محافظتى لم تدخل ضمن المسابقة ولم يتم تعيين أى معاقين فى المحافظة".

وأضاف سعيد: "أريد الحصول على وظيفة تضمن لى حياة كريمة أنا وأسرتى وأطعم أولادى وأعلمهم وأنفق عليهم، كل أصدقائى حصلوا على وظائف ولكننى أنا أصبحت سجين تلك الإعاقة والتى ليس لى يد فيها".

موضوعات متعلقة:

"صحافة المواطن": المعاقون يطالبون محافظ القاهرة باستكمال تعيينهم بمديرية الصحة

صحافة المواطن: معاق يطالب المسئولين بفرصة عمل تساعده على كفالة شقيقته

صحافة المواطن: قارئ يشكو من تأخر تعيينات المعاقين فى مسابقة الـ5 آلاف وظيفة