أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

فلسطين.. نكبتنا المستمرة

الإثنين، 16 مايو 2016 07:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل يمكن استعادة ما فقدناه؟



فى 15 مايو 1948 دخلت النكبة الفلسطينية طورها الأكثر درامية، فالعصابات الصهيونية أعلنت عن دولة إسرائيل على أرض فلسطينية.

فى 15 مايو 2016 لا يبدو أن هناك نكبة فلسطينية، فالأنظمة العربية لم تعد ترى أن لفلسطين قضية، وأصبحت ترى فى علاقتها مع إسرائيل شهادة بقاء فى الحياة، ومن لا يفعل ذلك فى العلن يفعله فى السر.

مضى 68 عاما على أكبر النكبات العربية فى القرن العشرين، مضت هذه السنوات مقسومة بين الأمل والإحباط واليأس، الأمل فى تحرير كامل التراب الفلسطينى، والقضاء على إسرائيل ككيان لقيط فى المنطقة، والإحباط حين بدأت رحلة الاعتراف بإسرائيل بعقد اتفاقية كامب ديفيد معها كأول اتفاقية للسلام فى تاريخ الصراع العربى الصهيونى، وبعدها بدأت رحلة معاهدات أخرى للسلام مع أطراف عربية كان حصيلتها رفع العلم الإسرائيلى فى عواصم عربية على سفارات إسرائيلية فى مشهد لم يكن يتوقعه أبدا آباء الدولة الإسرائيلية حين أعلنوا عن تأسيسها.

ورغم هذا الإحباط كنا نستدعى الأمل من تاريخنا العربى الذى يقول لنا، إننا قد نخسر الجغرافيا لكننا لا نخسر التاريخ، قد نخسر قطعة أرض فى زمن، لكن استعادتها ستكون فى زمن قادم، هكذا كانت دروس التاريخ منذ القدم مرورا بالعصور التالية، فصلاح الدين الأيوبى فعلها وطرد الصليبيين، وقطز فعلها وطرد التتار، وهكذا كان التاريخ هو حصانتنا رغم حقائق الحاضر المؤلمة فى الجغرافيا، ورغم رفرفة علم إسرائيل فى عواصم عربية، ورغم زيارات علنية وسرية لمسؤولين عرب إلى «تل أبيب»، وأخرى لقادة إسرائيليين لدول عربية.

دارت الأيام دورتها وبدا منها أنه بعد الأمل، وبعد الإحباط، جاء من يعمل من أجل أن يكون يأسنا هو أساسنا فى التعامل مع القضية الفلسطينية.

لتصدير اليأس فى هذا الأمر حالات وأشكال، فقد نراه فى تسليم النخب العربية الحاكمة للمنطق الذى كان مرفوضا من قبل وهو: «حق إسرائيل فى الوجود»، ولا يقتصر هؤلاء على هذا المنطق وفقط، وإنما يعملون من أجل الحفاظ عليه، فيقدمون الدعم السرى والعلنى لإسرائيل، ويدينون فى نفس الوقت أى نوع من نضال الشعب الفلسطينى من أجل الحياة، وتمتد الإدانة إلى مطاردات تأخذ أساليب مختلفة لأى شكل فلسطينى.

غير أن أصعب أنواع تصدير اليأس يأتى من تلك النخبة التى أنفقت عمرها فى النضال من أجل القضية الفلسطينية، لكنها تضعها الآن على الرف، فهؤلاء يبدو أنهم ودعوا زمن مركزية الصراع العربى الصهيونى فى نضالهم السياسى، وبناء عليه لم يعد شهداء القضية ملهمين لهم، ولم تعد زيارة مسؤول إسرائيلى لأى عاصمة عربية حدثا يستحق التوقف والإدانة، جاء هذا بعد أن كان مجرد مصافحة أى إسرائيلى حدثا يتحول إلى تقارير صحفية ملتهبة، وقراءة لما يعنى فى المستقبل.

فى تقديرى أن أكبر خسائرنا فى القضية الفلسطينية طوال الـ68 عاما الماضية هو هذا الحال الذى وصلنا إليه الآن، الحال الذى جعلوا فيه النضال الفلسطينى غير ملهم لعروبتنا، الحال الذى أصبح فيه ابتلاع الأرض وتهوديها خبرا عاديا فى كل البيوت العربية، الحال الذى جعل البعض يتحدث عن إسرائيل بوصفها جارا لا نرى أذى منه، الحال الذى أصبحت فيه فلسطين مقسومة بين «سلطة فى أريحا، وحماس فى غزة»، الحال الذى يشعر فيه المواطن العربى أن مصيره يتقرر فى «تل أبيب».

هل يمكن استعادة ما فقدناه؟، قد يبدو هذا السؤال نوعا من السير على درب الأشواك، ويحتاج إلى زمن غير الذى نعيشه، لكن من ظلام الليل تأتى شمس النهار.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

.

بسم الرحمن الرحيم الاجابه /

مفيش فايده

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة