ويروى القس إبرام إيميل، راعى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، قصة إنشاء الكنيسة وتأسيسها على يد القديس مارمرقس "كاروز الديار المصرية" قائلا :" أن القديس مارمرقس قد جاء إلى الإسكندرية عام 61 م، حيث بشر أهلها بالمسيحية مؤسسا كرسى الإسكندرية الرسولى المعروف بإسم الكنيسة القبطية، لذلك يدعى البطريرك بإسم، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية .
وأضاف القس إبرام إيميل فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": أن "إينانوس" كان صانع أحذية مصرى وأول من أمن بالديانة المسيحية فى أفريقيا وقد حول منزل إلى كنيسة "بوكاليا" والتى هى الكنيسة المرقسية الحالية وفقا لمعظم المصادر والمخطوطات القبطية القديمة.
وحول تطور تأسيس الكنيسة، يقول راعى الكنيسة، أن الكنيسة تهدمت وأعيد بناؤها أكثر من مرة عبر التاريخ ومنها فى فترة الحملة الفرنسية على مصر، وفى عام 1870 م تم بناؤها على الطراز البيزنطى مع تزينها بعدد كبير من الايقونات القبطية الجميلة .
وفى عام 1950 م أصبحت بعض أجزاء الكنيسة أيلة للسقوط فتم هدمها وإعادة بنائها من جديد تحت اشراف المهندس أنيس يوسف الذى حرص على اعادة بنائها على نفس الطراز البيزنطى القديم .
و إستطرد القس إبرام إيميل قائلا :" أنة فى عهد البابا يوساب الثانى تم افتتاح الكتدرائية الجديدة وصلى أول قداس بها وقد تم الاحتفاظ بحامل الايقونات الرخامى والكرسى البابوى مع باقى الايقونات الاثرية بالكنيسة، وتم نقل الأعمدة الرخامية التى ترتكز عليها الكنيسة إلى المدخل، وتم الاحتفاظ بالمنارات بعد تعليتها وتزينيها بنقوش قبطية وتقويتها بقطع خرسانية .
وأستكمل القس "إيميل" تاريخ تطور الكنيسة قائلا :" أنة فى عام 1985 ومع الزيادة المضطردة فى عدد المصلين تم البدء فى توسيع الكنيسة من الجهه الغربية وقام المهندس وفيق أنيس يوسف بإكمال عمل والدة الراحل فى بناء وتوسعة الكنيسة مع الحفاظ على الطابع المعمارى المميز للكاتدرائية" .
وأضاف :" أنة فى عهد البابا شنودة الثالث قام بإعادة افتتاحها بعد تخطى العديد من الصعاب فى سبيل إنقاذ مشروع الكتدرائية لتصبح واحدة من أضخم الكنائس فى أفريقيا والشرق الاوسط اذ تسع نحو 1200 مصليا جلوسا ونحو 1500 مصلى أخرين وقوفا" .
و حول المقبرة الاثرية بالكنيسة، قال راعى الكنيسة، أن المقبرة الاثرية تقع فى وسط الكنيسة من الناحية الجنوبية وتضم رفات الاباء البطاركة للكرسى البابوى فى الالفية الاولى الميلادية، وقد تم تدوين أسمائهم على لوحة رخامية باللغات القبطية والعربية والانجليزية.
و أشار إلى أن أباء الكنيسة القدماء قاموا بسد السرداب بكتلة خرسانية كبرى، خوفا على رأس القديس مرقس من السرقة، خاصة بعد محاولات متكررة والتى نجح بحارة من فينسيا فى القرن التاسع فى سرقة جسد القديس المتواجد حاليا داخل كاتدرائية ضخمة فى إيطاليا بمدينة البندقية، ويعد أحد أهم مزارات السياحة الدينية بها ويحظى بتقديس وإقبال كبير على زيارة مزار جسد القديس .
و أوضح أنة فى عام 1968 وفى عهد البابا كيرلس السادس تم استرجاع جزء من الجسد من فينسيا ليوضع فى مزار خاص تحت الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة وتم تجديد المزار واقامة أيقونات جديدة، وفى عهد البابا تواضروس الثانى البطريرك الحالى سوف يتم تجديد المبنى الادارى للبطريركية مع الاحتفاظ بالطابع المعمارى له .
و حول مقبرة البطاركة من أباء الكنيسة، قال : أن مدخل المقبرة هى عبارة عن ممر تحت الكنيسة يضم رفات الاباء البطاركة ورأس القديس مارمرقس الرسول، حيث جرت العادة قديما أن يبدأ كل بابا جديد مهامة بأخذ بركة رأس القديس، ولكن خوفا من سرقتها تنقلت الرأس من مكان إلى أخر حتى استقرت فى هذا المكان وتم إغلاق الممر تماما.
حول الايقونات الاثرية بالكنيسة، يقول " القس ابرام " أنة تم تكريس 4 أيقونات من الموزاييك من تصميم الفنان القبطى " إيزاك فانوس" كما يوجد بالمدخل أيقونتان أثريتان للسيد المسيح والسيدة العذراء وقد تمت تغشيتها بالذهب والفضة .
كما يوجد بالكنيسة مجموعة من اللوحات الموزاييك التى تقص حياة القديس مارمرقس وقد عاصر السيد المسيح وكان السبعين رسولا الذين اختارهم للكرازة والتبشير بالإيمان المسيحى وهو كاتب الانجيل المعروف بإسمة فى العهد الجديد من الانجيل .
مشيرا إلى أن الكنيسة تحتفظ أيضا بالكرسى البابوى الاثرى الذى جلس علية العديد من بابوات الاسكندرية فى القرن التاسع عشر والقرن العشرين ومنهم البابا كيرلس الخامس أطول من جلس على الكرسى البابوى لمدة 52 عاما و9 أشهر،بالاضافة إلى حامل الايقونات الاثرى وأمامة الكرسى البابوى وهو من الخشب المعشق وينتمى إلى الفن القبطى ويظهر أمامة أسدان رمز القديس مارمرقس الرسول.
وأشار إلى أن هذا الكرسى كان هدية من الشعب السكندرى إلى البابا شنودة الثالث البطريرك رقم 117 ويعود تاريخه إلى عام 1994.
واستطرد القس ابرام ايميل حديثة عن الايقونات الاثرية بالكنيسة قائلا :" أنة على يسار الكرسى البابوى يوجد الانبل وهو من بقايا الكنيسة الاثرية القديمة وكان يستخدم للوعظ والتعليم وبطل إستخدامه حاليا الا فيما ندر ويزدان بأربعة أيقونات للأربعة أناجيل .
وحول المبانى الملحقة بالكنيسة قال :" أن الكاتدرائية ملحق بها كنيسىة صغيرة على اسم الانبا ابرام أسقف الفيوم الذى اشتهر بالرحمة بين الفقراء، ويقع بجوار الكتدرائية مبنى المدرسة المرقسية ويعود تاريخه إلى عام 1910 وهو حاليا يستخدم كمبنى ادارى للبطريركية، أما المدرسة فتم نقلها إلى مبنى حديث خلف المبنى القديم.
وملحق بالكنيسة أيضا المقر البابوى الجديد ومسرح يستخدم لعرض الاعمال الفنية الدينية الهامة من كافة كنائس الاسكندرية.
من جهة أخرى أشار القس ابرام ايميل راعى الكنيسة إلى أن مزار القديس مارمرقس يستقبل عدد كبير من الوفود الاجنبية خاصة الوفود الايطالية، والروسية والتى تحرص على زيارة الكنيسة، كما يستقبل المزار بعض الزيارات الرسمية من رؤساء الدول وقناصل وسفراء العديد من الدول الاوربية، مطالبا بوضع الكنيسة على خريطة السياحة الدينية فى مصر نظرا لأهميتها الكبرى كأول كنيسة تأسست فى قارة أفريقيا وتحوى على رأس القديس مارمرقس ذو المكانة الدينية الكبرى فى نفوس الاقباط فى جميع أرجاء العالم.
موضوعات متعلقة..
بالصور..البابا تواضروس يطيب جسد "مارى مرقس" بالحنوط بالإسكندرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة