أحمد إبراهيم الشريف

الكتب ضائعة فى المخازن

الإثنين، 16 مايو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشكلات وزارة الثقافة كثيرة ومتعددة ومتراكمة ولا تنتهى، ولعل تكدس الكتب فى المخازن واحدة من أكبر مشكلاتها التى ليس لها حل ناجح حتى الآن، فالمؤسسات الثقافية المسؤولة عن إصدار الكتب لا تعرف كيف تنظم العلاقة بين الكتاب والمخزن والقارئ، ولا تسعى، على مستوى الحقيقة، لاختصار المسافة الزمنية بين هذه العناصر.

على الرغم من كون حلمى النمنم، وزير الثقافة، فى اجتماعه منذ أيام قليلة مع رؤساء القطاعات وممثلين من وزارة الآثار للإعداد لفعاليات شهر رمضان، تعرض لهذه المشكلة، وطالب بتنظيم معارض للكتب بأسعار مخفضة، قائلا: «هذه الكتب تم إصدارها بأموال الحكومة التى دفعها الشعب، والشعب دفع فلوسا، ويجب أن ترد له، وكل كتاب مر عليه 5 سنوات فى المخازن يجب أن يخرج إلى قارئه»، لكن كلام الوزير يحتاج أن يكون أكثر تحديدا، فهو لم يطالب برصد الكتب المكدسة على أرض المخازن والمنسية للأبد ولم يأمر بأن تعرض عليه خطة سريعة عن الكيفية التى ستتم بها إقامة هذه المعارض، كى تصل الكتب مخفضة السعر للقارئ البعيد فى القرى البعيدة.

بالطبع حلمى النمنم يعرف جيدا أن هذه المشكلة متفاقمة فى مخازن قصور الثقافة، وأن آلاف العناوين بأعدادها المتراكمة نسى الجميع أن يفكروا فى مجرد الاستفادة منها، وأن خطة الهيئة فى التوزيع تحتاج إلى مراجعة قوية، فهى تكتفى ببعض العناوين عند بعض أكشاك الصحف والجرائد بالمدن الكبرى، وهى عادة ما تكون نسخا محدودة من الكتاب، يتم بيعها بعد فترة قصيرة، وينتهى الأمر، ولا يفكر أحد فى تزويد البائع بنسخ جديدة مرة أخرى، ويتم ترحيل النسخ الباقية وهى الأكثرية للمخازن ثم يتم نسيانها هناك.
الأمر نفسه يحدث فى المعارض الصغيرة والكبيرة، فهم لا يعرضون كل الكتب التى يصدرونها، وما يعرضونه يكون بنسخ قليلة جدا، وهناك بعض العناوين التى تنفد فى بداية المعرض ويتم بيعها، لكن لا أحد يفكر فى إحضار نسخ جديدة من الكتاب المباع، وفى النهاية يكون فى مخازن الهيئة فى انتظار الأضرار المتوقعة من عوامل الطبيعة والزمن.

وسؤالى لقطاعات وزارة الثقافة المسؤولة عن الإصدارات وللكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة: هل تتم دراسة دورية لحركة البيع والشراء فى الهيئات ويتم ربطها بما يحتاجه الشارع وما يقبل عليه القارئ وما يمكن أن يعرض أمامه ليستفيد منه؟.. وحتى لا نكون متجنين على أحد نعرف أنه توجد أزمة قراءة وأزمة شراء للكتب فى مصر، لكن الأمل كله معقود على مؤسسات الوزارة، لأنها تقدم الكتب بسعر مخفض جدا يناسب الجميع، فقط ما ينقصها هو كيفية إيصال هذا الكتاب للقارئ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة