"اليوم السابع" انتقل إلى مستعمرة السد العالى بأسوان، ليستمع إلى هؤلاء الأبطال وقصص كفاحهم وبطولاتهم، لتكون نبراسًا للأجيال القادمة فى بناء مستقبل مصر.
قال أبو الوفا يزيد، 73 سنة: "كنت أعمل سائق سيارة وقتها، وكان يمر علينا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر دوريًا ويتابع مراحل إنشاء السد العالى منذ بدايته حتى انتهائه، وأذكر جيدًا يوم الخامس عشر من مايو عام 1964، وهو يوم تحويل مجرى النيل الذى استقبله شعب مصر وأمتنا العربية بفرحة ستبقى خالدة على مر التاريخ، وحضر هذه المناسبة الرئيس جمال عبد الناصر ورئيس وزراء الاتحاد السوفييتى نيكيتا خروشوف".
وأضاف سهرى حسنين هاشم، 75 سنة، أنه التحق بالعمل فى مشروع السد العالى فى 13 نوفمبر عام 1962، وبدأ فى مهنة عامل تخريم وتحديدًا فى نفق ( 1 ) وحتى نفق ( 6 ) حتى عام 64 ونهو تاريخ تحويل مجرى النيل، وعلق قائلاً: "مصر كانت مدرسة خاصة لتعليم فن التخريم لإنشاء السد العالى، وأذكر أن هذا السد كان بمثابة مدرسة مصرية أخرجت الأبطال والعظماء".
وأوضح عز الدين عبد السلام، 72 سنة، عامل مدنى بالسد العالى، أن مشروع السد العالى يحمل لنا ولمصرنا الغالية أجمل الذكريات خاصة خلال فترات التحدى والاستعمار، وأنه يذكر جيدًا ذكرى تحويل مجرى نهر النيل، وإنشاء السد العالى، الذى كان بمثابة تحدٍ مصرى خالص عقب القرار التاريخى الذى اتخذه وقتها الرئيس جمال عبد الناصر ببناء السد العالى بإرادة الشعب وتضحياته، بعد قرار البنك الدولى بـ"توصيات أمريكية" رفض تمويل السد العالى، مضيفًا أن الدولة نظمت احتفالاً بهذه المناسبة كانت تقيم للعمال حفلات أضواء المدينة بحضور نخبة من الفنانين منهم فايزة وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش.
وتابع "عز الدين" الحديث عن ذكرياته خلال تحويل مجرى النيل وإنشاء السد، قائلاً: "أتذكر أيضًا أننا خلال وقت تفجير الرئيسين جمال عبد الناصر وخرشوف لموقع السد العالى، كان عدد من العمال مربطين بالحبال داخل موقع السد الحالى لاستكمال الأعمال المدنية والتبطين، حيث شاهدنا فجأة جثث زملائنا وهى تتناثر بسبب عمليات التفجير، كاشفًا عن مفاجأة لأول مرة أن المقدم باقى يوسف حنا صاحب فكرة تفجير خط بارليف خلال حرب أكتوبر بالماء أخذ فكرته من عملية تفجير مواقع العمل بالسد العالى ونفذ فكرته بنجاح بعد ذلك خلال ملحمة العبور الشهيرة بالاستعانة بمواسير المياه ومواد التفجير".
وأشار على تركى حسنين، 77 سنة، إلى أنه عمل فى نفق (6) بالسد العالى منذ عام 63، وأنه كان يتذكر الرئيس عبد الناصر، أثناء زيارته المتكررة لنا حيث كان يتخفى وسط العمال حتى لا يشاهدوه أحد من أجل الاطمئنان على العمل بالمشروع، وكنا نعرف بزيارته عقب رحيله عن الموقع بعد أخبارنا بذلك، وقال إن عصر عبد الناصر تحقق لمصر فى الكثير من الخير والتنمية، وكان دائمًا النظر فى حقوق العمال بالمشروع.
ويستكمل حسين حامد، من عمال السد العالى، الحديث عن ذكرى تحويل مجرى النيل قائلاً: "مشروع السد العالى العظيم تم بناؤه على دماء شهدائنا الأبرار والذين لا يقلون على ما فعله المصريون فى ملحمة العبور فى حرب أكتوبر بعد أن أبهروا العالم، وكنا نشاهد دم الشهداء بمواقع العمل المختلفة"، مضيفًا أنه بانتهاء العمل بالمشروع، إيمانًا بما قدمناه لمصر رفض الرئيس الراحل عبد الناصر رحيلنا أو تسريحنا بل قال قولته المشهورة آنذاك إن هؤلاء العمال ثروة قومية يجب الحفاظ عليها من خلال تسكيننا فى عدد من الوظائف ومواقع العمل بهيئة السد العالى.
"محمد عبد اللطيف" عامل تخريم بأحد أنفاق السد العالى، 75 سنة، قال إنه شاهد على أرض الواقع الرئيسين عبد الناصر وخرشوف الروسى يقومان بتفجير موقع إنشاء السد العالى، الأمر الذى أسقط بدوره العديد من أرواح الشهداء الذين تأثروا بعملية التفجير لموقع السد، وقال: "كنت أتذكر سقوط 21 شخصًا شهيدًا من عمال التخريم أثناء عملية التفجير، والحمد لله قد أنجانا الله من الموت وقتها بأعجوبة".
واستطرد محمد محمود، بناء بالسد العالى فى الإدارة المدنية، قائلا: "كنا ننزل إلى منسوب 114 تحت الأرض لاستكمال أعمال التبطين وإنشاء السد، معلقًا: "ياما شوفنا عذاب وموت أيام السد العالى خاصة حوادث الصعق بالكهرباء والحمد لله والشكر الله نجحنا فى إنشاء السد العالى".
وعن الخدمات التى تؤديها جمعية بناة السد العالى بأسوان، حاليًا لهؤلاء العمال، قال مصطفى على مشرف، نقل بمشروع السد العالى والمشرف العام على جمعية بناة السد العالى أن الجمعية تقدم ما بوسعها لتكريم بناة السد العالى فى أى مناسبة، حيث نشعرهم بقيمتهم وكفاحهم حتى لو على السبيل المعنوى، مضيفًا بأن الجمعية تقدم أيضًا لهم الرعاية الاجتماعية اللازمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة